حزب البعث و حزب الدعوة - 3 |
في الحلقة الاولى تطرقت الى مسرحية ( ابو طبر ) المفتعلة لخدمة الثورة البيضاء التي يفتخر القائمون بها على انها قامت دون قطرة دم واحدة ، و الحقيقة ان الدماء انسابت انهارا بعد الثورة البيضاء ، اذن هي دماء مؤجلة . اعذروني اذ نسيت ان اتطرق الى مقدمة مسرحيات البعث في محاكمات ما سموه بالجواسيس بعد قيام تلك الثورة ببضع شهور ، كنت صغيرا و لكن رغم صغري سالت نفسي بعفوية المراهق : كيف تتمكن حكومة جديدة لم يمض على قيامها بضعة اشهر ان تكتشف شبكة تجسس واسعة بهذه السرعة ؟ مع ان الحكومة البعثية حينها لم تشكل بعد جهازا للأمن او المخابرات ، كنت اتابع يوميا من خلال المذياع محاكمة الجواسيس : عزرة ناجي زلخة و البير و غيرهم من قبل السيد على هادي وتوت رئيس محكمة الثورة حينها ، كان عسكريا برتبة عقيد . توالت الاحداث و المسرحيات لتركيز اسس البعث في العراق و اشغال الناس من السذج " و هم كثيرون " فبعد ابو طبر ضابط الشرطة حاتم كاظم هضم الذي جنده صدام بالذات للقيام بمهمة اغتيال غير المرغوب فيهم و لتغيير المسار من العنف الى الرياضة ، استبدلت المسرحية بأخرى أكثر تشوقا و هي عدنان القيسي : كنا نشاهد على التلفاز تلك المنازلات التي تنتهي بفوز القيسي ( بالعكسية ) التي اشتهر بها انذاك ، كان الشعب المسكين مصدقا لكل ما يرى على شاشة التلفاز التي لم يك يمتبكها احد في بيته لذلك كانت المقاهي تكتظ بالمشاهدين حين النزال و لا عليك حين تذهب الى المقهى سوى ان تدفع ثمن الشاي الذي لم تشربه ، وقوف على اريكات و كراسي و طاولات المقهى ، صراخ ، هتاف ، ضرب الراس حين يضرب الخصم عدنان ، صعد نجمه عاليا بسرعة كبيرة حتى بات بطلا قوميا ومثالا للشباب وفارس احلام المراهقات. ومثلما صعد نجمه عاليا بسرعة كبيرة حتى بات بطلا قوميا ومثالا للشباب وفارس احلام المراهقات، اختفى فجأة ولم نسمع به او نراه حتى ظهر مساء الثلاثاء، وفجأة ايضا، في برنامج ستوديو الرياضة في قناة الحرة الذي يقدمه المذيع الرياضي حسام حسن، والذي استضاف القيسي من مدينة ديترويت بالولايات المتحدة حيث يسكن حاليا. القيسي قال خلال البرنامج ان الحكومة العراقية آنذاك “استغلت ظاهرته” لاشغال الشعب العراقي، معترفا بان ما كان يجري في حلبات المصارعة التي يفوز فيها على “ابطال عالميين، كان تمثيلية يتم الترتيب لها مسبقا”، مبررا استمراره في تقديم هذه التمثيليات رغم معرفته بمساؤها على الحياة السياسية في العراق بانها كانت “حفاظا على الحياة، ولأنه لم يكن هناك من يستطيع ان يقول لا للحكومة”. ذلك كما هو حال العراقيين الان بين ( ريال مدريد ) و ( برشلونه ) . و الى تكملة السلسلة العنكبوتية لحزب البعث و حزب الدعوة " الصورة المماثلة ) . |