الإستجداء ظاهرة أم مهنة ؟

 

قبل التطرق الى المقال هناك عدة اسئلة تثار في هذا المحور يجب مناقشتها ووضع الحلول الناجعة لها :

اولآ : تعريف التسول في اللغة والاصطلاح ؟

ثانيآ :هل ظاهرة التسول ظاهرة حضارية ؟

ثالثآ : هل عاقب قانون العقوبات العراقي ؟

رابعآ : من المسؤول عن تفشي هذه الظاهرة ؟

خامسآ: هل اصبح التسول مهنة من لا عمل له ؟

سادسآ : هل ان الصدقه تناقض ظاهرة التسول ؟

سابعآ : اماكن تواجد المتسولين بكثرة ؟.

اصبحت اليوم ظاهرة التسول متفشية الى حد كبير في هذه الاونه الأخيرة ؛ لأن البعض وجدها بابا من ابواب النفع بدون شقاء وان هذا الربح شجع على تفشي هذه الظاهرة بشكل غير مسبوق . والغريب تجد من يقوم بهذا الامر شباب في ريعان شبابهم او شابات بعضهن قد اكملن الثامنة عشرة والبعض اصغر من ذلك ، وهذا قد يعرضهن هذا الامر الى التحرش الجنسي وندخل في جريمة الاتجار بالبشر ولست الان بصدد بيان هذه الجريمة بل بصدد معالجة ظاهرة التسول في وطن ضاعت فيه العدالة واصبح القانون ليس منصفآ في بعض المواطن لذى ارتئينا ان نسلط الضوء على مناقشة الاسئلة المذكورة اعلاه رغبة منا ان نضع الحلول التي من شأنها تقليص هذه الظاهرة او القضاء عليها .

اولآ : تعريف التسول في اللغة والاصطلاح ؟.

1 _ تعريف التسول في اللغة :

تَسَوَّلَ  فعل : تسوَّلَ يَتسوَّل ، تسوُّلاً ، فهو مُتسوِّل

تَسوَّلَ : سَوِل تسوَّل فلانٌ شحذ ، سألَ واسْتَعْطى ، طلب العطيَّةَ والإحسانَ تسوَّل الحمايةَ : التمسها ،

تَسَوُّل  اسم : مصدر تَسَوَّلَ

كَثُرَ التَّسَوُّلُ بِالْمَدِينَةِ : الاِسْتِعْطَاءُ ، الشِّحَاذَةُ

2 _ تعريف التسول في الاصطلاح:

التسول :

هو طلب المال، أو الطعام، أو المبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم بطريق الاصطناع إما بعاهات أو بسوء حال أو بالأطفال، بغض النظر عن صدق المتسولين أو كذبهم، وهي ظاهرة أوضح أشكالها تواجد المتسولين على جنبات الطرقات والأماكن العامة الأخرى. ويلجأ بعض المتسولين إلى عرض خدماتهم التي لا حاجة لها غالبا مثل مسح زجاج السيارة أثناء التوقف على الإشارات أو حمل أكياس إلى السيارة وغير ذلك. “من مال الله يا محسنين”، “حسنة قليلة تدفع بلايا كثيرة” وغيرها من كلمات المستعملة من المتسولين لاستدراج عطف وكرم الآخرين.

ثانيآ : هل ظاهرة التسول ظاهرة حضارية ؟.

تعد ظاهرة التسوّل من الممارسات غير الحضارية ؛ لأنها تشوّه مداخل المدن وكذلك داخلها ؛ لان المتسولين يكثر انتشارهم في كافة المناطق التجارية الذى تجد انتشارهم يكثر في الأسواق التجارية الكبرى وكذلك الأسواق الشعبية وعند المطاعم الكبيرة والصرافات وعلى الطرقات كما يتواجدون حتى في المناطق النائية وعلى الطرقات السريعة وعند أي تجمع بشري يمكن ان يكون مصدر للحصول على الاموال ، وخاصة بعد الانتعاش الاقتصادي الذي مر فيه العراق بعد سقوط النظام السابق وكثرة المجالس التي تؤكد على اهمية الصدقه التي حركت مشاعر الناس في التصدق ؛ لكن هناك فرق بين التسول والصدقه لان الصدقه تجب على الذي لايستطيع العمل لظروفه ، وبالتالي يمكن ان نقول ان التسول ظاهرة مشوهة الى المجتمع .

ثالثآ : هل عاقب قانون العقوبات العراقي هذه الظاهرة ؟

جاء نص المشرع العراقي في قانون العقوبات العراقي عندما نصت المادة 390/1 حيث جاء فيها يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن شهر كل شخص اتم الثامنة عشرة من عمره وكان له مورد مشروع يتعيش منه او كان يستطيع بعمله الحصول على هذا المورد وجد متسولا في الطريق العام او في المحلات العامة او دخل دون اذن منزلا او محلا ملحقا به لغرض التسول وتكون العقوبة الحبس مدة لاتزيد على ثلاثة اشهر اذا تصنع المتسول الاصابة بجرح او عاهة او استعمل اية وسيلة اخرى من وسائل الخداع لكسب احسان الجمهور او كشف عن جرح او عاهة او الح في الاستجداء  .

واذا معنت النظر لوجدت ان المشرع كان حريص على مكافحة هذه الظاهرة من جهة ومراعيآ فيها المبادئ الانسانية من خلال عدد من النقاط :

1 _ جعل مدة الحبس شهراً واحداً لمن اتم الثامنة عشرة من العمر وكان لديه مورد مشروع يعتاش منه ، بمعنى انه اخرج من هذه الدائرة الفقير الذي ليس لديه مورد يعتاش منه ؛ . المشرع العراقي اراد ان لا يتقاطع مع سور القرأن والاحديث الوارده عن النبي في اعطاء الفقراء فجاءت الصياغة قانونية منظمة مراعين فيها المبادئ الحضارية والانسانية .

2 _ وتكون العقوبة الحبس مدة لاتزيد على ثلاثة اشهر اذا تصنع المتسول الاصابة بجرح او عاهة او استعمل اية وسيلة اخرى من وسائل الخداع لكسب احسان الجمهور او كشف عن جرح او عاهة او الح في الاستجداء  .

نستشف من هذا ان المشرع عد الاصطناع ظرفآ مشددآ ؛ لان المتسول استعمل طرق كاذبة من اجل ايهام الناس بان هذه حالته الحقيقية من اجل كسب الاموال .

3 _ نجد ان قانون العقوبات قد عالج هذه الظاهرة وان تفشيها اليوم ليس لضعف القانون ذاته بل ضعف الجهات التنفيذية التي تقع عليها مسؤولية تنفيذ القانون .. لكن هذا لم ولن يكون !؛ لان وحسب التحقيقات ان الكثير من المتسولين يعملون لعصابات منظمة او لشخص ما في الدولة وهذا الاخير يضمن لهم السكن والطعام .. فاليوم في العراق كل شيئ متوقع مع الأسف !.

رابعآ : من المسؤول عن تفشي هذه الظاهرة ؟.

تتحمل المرجعية الدينية العليا جزءآ من تفشي هذه الظاهرة .

اما المسؤول الاول والمباشر عن تفشي هذه الظاهرة ويتحمل الجزء الاكبر هي الحكومة العراقية حيث تنص في دستورها على سبيل المثال بنصوصه الصريحة  لكل مواطن وللمجتمع الحق في الحياة والأمن والحرية، و تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. وكذلك العمل حق لكل العراقيين بما يضمن لهم حياة كريمة. وتكفل الدولة للفرد وللاسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الاساسية للعيش في حياةٍ كريمةٍ، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم. و تكفل الدولة الضمان الاجتماعي للعراقيين في حال الشيخوخة او المرض او العجز عن العمل او التشرد او اليتم او البطالة، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة، وتوفر لهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم، و لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية، وتعنى الدولة بالصحة العامة، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بإنشاء مختلف انواع المستشفيات والمؤسسات الصحية. ترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع .وينص الدستور إيضاً لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة. و تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الاحيائي والحفاظ عليهما. و كذلك التعليم عامل اساس لتقدم المجتمع وحق تكفله الدولة، وهو الزامي في المرحلة الابتدائية، وتكفل الدولة مكافحة الامية و التعليم المجاني حق لكل العراقيين في مختلف مراحله. كل ذلك منصوص عليه في الدستور العراقي إضافة إلى أشياء أخرى أكثر تتعلق بالأمور المعنوية والحريات ليس مجالها هنا

توفير الضروريات الحياتية  المأكل والملبس والمسكن والأمن والكرامة “العيش الكريم”  بمستويات كافية ومدروسة مستوى المعيشة هي متعلقات ومحددات مستوى المعيشة الإنسانية وهي من ما يكفلها الدستور والدولة مكلفة بتحقيقها بنص الدستور وتحاسب الدولة إن لم توفرها أو عجزت عن توفير بعضها فتلك مسألة دستورية كما هي بقية مواد الدستور الأخرى بل أن إلزاميتها تمتد إلى رئاسة الجمهورية والبرلمان وكل المؤسسات التي تشرف وتراقب الإلتزام بالدستور ودونها ينهار العقد الإجتماعي بين السلطة الدولة وبين المجتمع ويخرج المجتمع بكليته وبكافة تكويناته وسلطاته عن مستوى الإنسانية المقرر وفق الدستور.

أما مستوى الرفاهية فيكون بعد تحقيق الضروريات وتحقيق كافة المتطلبات المنصوص عليها دستورياً بإعتبارها الحد الأدنى لمستوى المعيشة المطلوب من الدولة توفيرها لكل مواطن ومن ما قد يستدعي تشريع قوانين جديدة مكملة للدستور في موضوع الإرتقاء بمستوى المعيشة والإنتقال الى تحسين الكماليات وبمعنى أدق كفالة بعض الكماليات وجعلها من مكملات الضروريات الإجتماعية.

خامسآ: هل اصبح التسول مهنة من لا عمل له ؟.

نعم اصبحت كذلك ؛ لأنها توفر دخلآ لابأس فيه اكثر دخلآ من الاعمال الحرة يضاف الى ذلك انها تتم بدون شقاء لاجسدي ولا ذهني بل ان جل ما يتطلبه الامر ملابس متسخة واطلاق اللحية وغيرها من الامور وانقل لكم رأيي احد المتسولين الذي كنت اعرفه انه كان يمتهن مهنة شريفة لكنه تركها وفضل ان يتسول بشوارع بغداد وقال  عندما تسولت اول يوم فقد جنيت مايقارب 500 الف دينار عراقي ! فتعجبت وقلت هل ما تتحدث فيه صحيح قال ان لم تصدقني اسأل صديقي زيد ولما سألته كان المدخول مقارب … قلت له لكن الطمع يقتل صاحبه !_ قال هذا كان في عهد النظام السابق اما الأن الطمع يزيد صاحبه ثراء _ فأدركت اننا نعيش في مجتمع فيه طبقتين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة اما الطبقة الوسطى لا وجود لها .

سادسآ : هل ان الصدقه تناقض ظاهرة التسول ؟.

الجواب قطعآ بالنفي فالصدقة شيئ وظاهرة التسول شيئ اخر ، فان ظاهرة التسول لاتجب على الشخص الذي له مورد يعتاش منه بالاضافة انها امر مذموم عكس الصدقة تجب الى الشخص الفقير الذي لامعيل له والشخص الذي لايستطيع الكسب لظروفه الخاصه ؛ كونه معاق او ليس لديه عمل يعتاش عليه يضاف الى ذلك ان الصدقة امر ممدوح قرأنيآ يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العلي العظيم التوبة /103 ويقول ايضآ تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) البقرة / 254 .

وقال تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة / 261  262 .

وقال تعالى : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد( البقرة / 267 .

وقال تعالى : ) آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ( الحديد / 7 . وكذلك فان الصدقة امر ممدوح في السنة النبوية المطهرة ووردة الكثير من الاحاديث في كتاب الكافي ومن اهمها :

– 1 علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة تدفع ميتة السوء.

6025 – 2 محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان ; وأحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن غالب، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ويدفعان تسعين1 ميتة السوء

6028 – 5  علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمدبن خالد، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام داووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا البلاء بالدعاء1 واستنزلوا الرزق بالصدقة

6032 – 9  علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده ويأمر السائل أن يدعو له.

باب ان الصدقة تدفع البلاء

 6035 -1 عدد من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: بكروا بالصدقة وارغبوا فيها فما من مؤمن يتصدق بصدقة يريد بها ما عند الله ليدفع الله بها عنه شر ما ينزل من السماء إلى الارض في ذلك اليوم إلا وقاه الله شر ما ينزل من السماء إلى الارض في ذلك اليوم.

 6036 -2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله لاإله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء و الدبيلة1 والحرق والغرق والهدم والجنون وعد صلى الله عليه وآله سبعين بابا من السوء

 6040 -6 عدد من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبدالرحمن بن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الصدقة لتدفع سبعين بلية من بلايا الدنيا مع ميتة السوء، إن صاحبها لا يموت ميتة السوء أبدا مع ما يدخر لصاحبها في الآخرة.

 6041 -7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بشر بن سلمة، عن مسمع ابن عبدالملك، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من تصدق بصدقة حين يصبح أذهب الله عنه نحس ذلك اليوم.

 6046 -1 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صدقة السر تطفي غضب الرب.

 3604- 8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صدقة السر تطفي غضب الرب تبارك وتعالى

ومن كتاب ميزان الحكمة الآتي

 2222  جزاء الصدقة الكتاب * يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم * 1.

– الإمام الصادق عليه السلام: قال الله تعالى: إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة، فاربيها له كما يربي أحدكم فلوه، حتى أجعلها له مثل جبل أحد 2.

– رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا النار ولو بشق التمرة، فإن الله عز وجل يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى يوفيه إيـــــــــــاها يوم القيامة، حتى يكون أعظم من الجبل العظيم 3

– عنه صلى الله عليه وآله: إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تكون مثل أحد 4.

[2224] الصدقة ودفع ميتة السوء – رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة تمنع ميتة السوء 9.

– عنه صلى الله عليه وآله: الصدقة تدفع ميتة السوء 10.

– عنه صلى الله عليه وآله: إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء 11.

– الإمام الباقر عليه السلام: إن الصدقة لتدفع سبعين علة من بلايا الدنيا مع ميتة السوء، إن صاحبها لا يموت ميتة سوء أبدا 12.

– رسول الله صلى الله عليه وآله: تصدقوا وداووا مرضاكم بالصدقة، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم 1.

[2225] مداواة المرضى بالصدقة – الإمام الصادق عليه السلام: داووا مرضاكم بالصدقة 4.

[2226] الصدقة مفتاح الرزق – الإمام علي عليه السلام: استنزلوا الرزق بالصدقة 8.

– رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثروا من الصدقة ترزقوا 12.

– عنه صلى الله عليه وآله: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله 13.

– عنه صلى الله عليه وآله: كل معروف صدقة 3.

– الإمام الصادق عليه السلام: صدقة يحبها الله:

إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا 7.

– رسول الله صلى الله عليه وآله: الكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة

– رسول الله صلى الله عليه وآله: تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة 12.

– الإمام الكاظم عليه السلام: عونك للضعيف من أفضل الصدقة 7.

– عنه صلى الله عليه وآله: إن الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين 13.

– رسول الله صلى الله عليه وآله: سبعة في ظل عرش الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله: رجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله 6.

– الإمام الصادق عليه السلام: إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب، وتمحو الذنب العظيم، وتهون الحساب، وصدقة النهار تثمر المال، وتزيد في العمر 8.

[2239] أجر تداول الأيدي في الصدقات – رسول الله صلى الله عليه وآله: من مشى بصدقة إلى محتـــــاج كان له كأجر صاحبها، من غير أن ينقــص من أجره شئ 2.

سابعآ: اماكن تواجد المتسولين بكثرة ؟.

يكثر انتشارهم في كافة المناطق التجارية لذى تجد انتشارهم يكثر في الأسواق التجارية الكبرى وكذلك الأسواق الشعبية وعند المطاعم الكبيرة والصرافات وعلى الطرقات وعند اشارات المرور والجوامع والحسينيات وقرب الاضرحة والفنادق الفخمة كما يتواجدون حتى في المناطق النائية وعلى الطرقات السريعة وعند أي تجمع بشري يمكن ان يكون مصدر للحصول على الاموال.

– أهم الحلول المناسبة لمثل هذه الظاهرة :

يقول استاذ علم النفس والتربية في جامعة بغداد/كلية التربية ابن رشد الدكتـــــــور بلاسم الكعبي هــــــناك عدة حــــــــــــلول من اهما:

1-: على مؤسسات الدولة المتمثلة في وزارة العمل والامن الوطني ووزارة الداخلية والمالية الاسراع لايجاد آلية لجمع هؤلاء المشردين والمتسولين من الشوارع والشروع بخطة ذات سقوف زمنية للبدء بهذا المشروع الوطني وتحديد بعض الفئات من هؤلاء المتسولين وحسب اعمارهم وشمولهم بالرعاية الاجتماعية وتحديد البعض الاخر ممن لهم القدرة على العمل وايجاد عمل مناسب له عن طريق تعيينه في احدى دوائر الدولة وادخال القسم الاخر ممن هم بحاجة الى عملية تأهيل واصلاح واشراكهم بدورات تثقيفية ومهنية لشدهم للدخول والمشاركة الفعالة في حراك المجتمع.

2:- كما يمكن لهذا المشروع الوطني ان يضع بعضا من هؤلاء المتسولين من سن 50 فما فوق في دوائر العجزة وكبار السن ونكون بذلك قد انقذنا المجتمع وشوارعه من المنظر المشوه لهؤلاء الناس ووجودهم غير الحضاري الذي يشكل وصمة عار بجبين الدولة والمجتمع وهذا المشروع لا ينجح مالم تشكل لجان متابعة للتنفيذ ولا يترك هذا المشروع الا بعد القضاء على هذه الظاهرة وانحسارها تماماً .

بالاضافة الى ما ذكر اعلاه يمكن ان نضيــــــــف بعض النقاط اهمها:

1:- التأكيد على هذه الظاهرة من خلال خطباء الجمعة ووضع الحلول الناجعة لمثل هذه الظاهرة.

2:- ان تقوم الحكومتان المركزية والمحلية بجرد اسماء المتسولين كلآ حسب محافظته وتوفير العمل من لا عمل له واعطاءه راتب قليل يكفي معيشته ويجنبه التسول افضل ما ان ينحرف عن الطريق ويعمل اعمال تضر بالمجتمع .. لاننا وكما نعلم هناك موظفين ويأخذون راتب العاطلين عن العمل … فهذا الامر يقع على عاتق الحكومتين اعلاه .

3:- تشجيع الاستثمارت الدولية التي من شاءنها ان تحتاج الى ايدي عاملة فهذا الامر لانقول يقضي على هذه الظاهرة بل يحد منها .

ومن خلال ما تقدم أتضح لنا ان ظاهرة الاستجداء ظاهرة غير حضارية تشوه مجتمعاً عرف بحضاراته التاريخية العريقة و خيراته التي افاضت على الشعوب قبل شعبه .. ومن اراد ان يعالج هذه الظاهرة عليه اولآ ان يضع الحلول الناجعة قبل العقاب وكما يقال الوقاية خير من العلاج او ضع العرش ثم أنقش .