الأطباء أولياء الدم البريء

 

يتعرض بلدنا الحبيب، لتحديات اهدرت الموارد وفككت الأواصر.. أشاعت الخراب وسيطرة غير الكفوء على مقاليد الامور؛ جراء الاٍرهاب الأعمى، من دواعش وفساد وسوء تخطيط.

 

الأطباء جزء أساس من النخبة الواعية، الحاملة لهموم الشعب ومعاناته، وهم اول من يتأثر بالتسفيه المنظم، الذي حطم القيم المثلى؛ لأنهم حماة صحة المواطن، وحاملو مبضع وسماعة يحاربون بهما قوى الشر المجبولة على القتل.

 

 يعصمون جسد المواطن من آفات وجراثيم المرض، نافذين الى أسبابه؛ يفندونها لإيقاف الألم وحسم المعاناة؛ فهم يخدمون المرضى من أبناء الشعب.. لهم شرف تضميد جروح الأبطال وإنقاذ حياتهم.. فخراً.. يعطفون على الفقراء ومحدودي الدخل وضعاف البنية، واجبا ليسو متفضلين؛ لأنهم ملائكة الرحمة…

 

كل جريح حرب ينقذون حياته المنذورة لحماية أمن العراق، يعد إسطورة مجد تسجل بحروف من نور على صفحات اللوح الألهي المحفوظ.

 

دورهم في الصمود أثناء زمن الحرب والنكبات ومعالجاتهم لرجال القوات المسلحة والحشد الوطني هم وعوائلهم؛ دليل على دورهم المتميز.

 

يرأبون التصدعات الإجتماعية الناتجة عن الحروب والتفجيرات والاغتيالات والجرائم، ويلملمون الأشلاء.. إنهم اولياء الدم البريء، ومن يجمع الدماء، هو الذي يحس المعاناة المنطلقة من افواه المغبون والمسروق حقهم ومن انطفأت مواهبهم وتكبلت أيديهم وقطت آذانهم ومن تيتموا ومن ترملن او طلقن ظلما ومن أهملوا وأكلهم الحرمان.

 

الأطباء عنقاء هذا الزمن، التي تنهض من رماد إحتراقها، لترف بجناحي التفاؤل.

 

واليوم في هذا الظرف المعقد.. وبالتضامن مع حملة الاحتجاج الشعبية ضد الاٍرهاب والفساد؛ طلباً للاصلاح الحقيقي، يبرز الاطباء كطيف اصيل وشريك أساسي، من خلال وقفة وطنية مهمة، في تاريخ العراق، وهم يسهمون مباشرة في عملية الاحتجاج وتأشير المطالَب، وفي دوائرهم الوظيفية؛ يقدمون خدمات صحية واجتماعية، مشفوعة بنصح ومشورة وتثقيف، متجلين بإنموذج امثل.. ابعد مايكون عن اخطاء الواقع ونظاميه الاجتماعي والسياسي، المكتظين بالإلتباسات!

 

زملائي الاطباء..

 

تزامن الحراك الشعبي العام، مع حراك اخر.. فئوي خاص، لكنه بالتالي يصب في الجهد الوطني المطلق، وهو اداء انتخابات نقابة الاطباء ونقابات ذوي المهن الطبية الاخرى، التي لابد ان تستنشق هواءها من نفس التغيير وحرية الاختيار.

 

من اجل ذلك لابد للاطباء من:

 

– بناء بيت نقابي على أسس جديدة، بعيدة عن سلبيات الماضي.

 

— ربط النظام النقابي الجديد بقوة، مع العمل الوطني الرصين وهموم الشعب، نزولا من الابراج العاجية التي تقصي البعض عن قطاعات عملهم الميدانية.

 

— ان يقدموا افضل إنموذج لانتخابات حضارية حقيقية من خلال الشفافية والمشاركة الجادة ووضع معايير، يختار الطبيب بموجبها من يمثله في مجلس النقابة.

 

—  إعتبار مبدأ إصلاح نقابتنا جزءاً من الاصلاح الوطني والحكومي الشامل.

 

إخوتي أعضاء النقابة..

 

لكي تتحقق إنسيابية المشاركة في الإنتخابات، من دون تلكؤ قد يحجب عضو النقابة عن التصويت لمن يثق بنقابيته؛ لابد من ان يؤخذ موضوع انتخابات نقابة الاطباء، على محمل الجد، وفي موقع الأهمية القصوى، إنطلاقا من:

 

1 –  تجديد الاشتراك للعام 2016 بأسرع ما يمكن قبل الانتخابات.

 

2 –  متابعة نشرات اللجنة التحضيرية وبياناتها وتوجيهاتها، على موقع “اللجنة التحضيرية لانتخابات نقابة الاطباء” للتواصل أولا بأول.. عن كثب.

 

3 –  الإطلاع على النظام الانتخابي للنقابة وقانونها ونظامها الداخلي.

 

4 –  المشاركة الجدية والفاعلة في الانتخابات. 5 – التدقيق المتأني والواعي.. تأملا بأسماء المرشحين وسيرهم الذاتية وتوجهاتهم وقدراتهم الشخصية ومشاريع عملهم وتفانيهم واخلاصهم لزملائهم واستعدادهم لنكران الذات مفضلين مصلحة الهيئة العامة على مصلحتهم الشخصية ومصلحة المجلس المركزي؛ كي نكون على قدر المسؤولية، في حسن إختيار من يمثلنا في مجلس النقابة، ولا يلهيه المنصب، عن التفكير بنا.. واحدا واحدا.. بالاسماء، عندما يتبوأ موقعا يؤهله للتحكم بالفرص.. حينها يجب ان يشعر بأنه مكلف وليس مشرفا.

 

5 – إنشاء المجاميع الاجتماعية؛ للتشجيع والمتابعة وتأمين أسس مراقبة التعهدات بعد انتهاء العملية الانتخابية، أي “خدمات مابعد الانتخاب.

 

6 –  إعتماد مبدأ الوحدة المهنية وواجباتها وحقوقها أساسا للعمل بعيدا عن كل مايفرق الاطباء ويشتت قواهم الجماهيرية، بما يجعل المهنية النقابية وحدة قياس في المفاضلة.

 

7 –  تأمين التفاف الهيئة العامة، بوعي، حول النقابة، فهي راعية لشؤون كل الاطباء وليس لمصالح فئة ادارية معينة.

 

والله مولانا عليه نتوكل.