قراءة .. قبل وبعد هجوم " داعش " على بروكسل / بلجيكا

أشارة لعمليات الهجوم على مطار بروكسل ومترو الأنفاق في بلجيكا (*1) ، أرى أن حال الغرب أصبح كالأفلام العربية القديمة ، حيث أن الشرطة / البوليس ، تأتي بعد وقوع الحدث و أنتهاء الجريمة وبعد هروب المجرمين ، وتقوم الشرطة بعد ذلك بالتحليل والتفسير والتنظير .. ! فرجال الأمن في بلجيكا / بعد وقوع الهجمات الأرهابية  وبعد أن قتل من قتل ! ، أجتهدوا  وفرغوا أجهزة المراقبة والسيطرة والتسجيل ، وأستنتجوا  أن ارتداء المشبوهون لقفاز واحد (*2) بهذا الشكل وباليد ذاتها لكلا المشتبه بهما قد يشير إلى محاولة لإخفاء جهاز التفجير الخاص بالحزام الناسف المخبأ تحت ملابسهما ، ولكن جاء هذا بعد فوات الأوان !! ونسوا أو تغافلوا السبب الرئيسي وهو التخلخل المجتمعي نتيجة المهاجرين المعبأين فكريا بالجهاد و بالأسلام المتطرف !! الذين يعيشون وسط محيط مختلف دينيا و مجتمعيا وطبائعيا وتقليديا من خلفيتهم العربية و الدينية ..
القراءة :
أن الغرب فتح الأبواب على مصراعيها ، أضافة الى منح عواطفه القلبية والأنسانية للمهاجرين العرب و.. ، دون أدنى تدقيق أمني ، وبدون أي موازنات دينية وقومية وأثنية ، وبدون معرفة ما هو رد فعل التأثير المجتعي على وجودهم  ، ومنح الغرب في الوقت نفسه الحرية التامة في تأسيس وأنشاء المساجد والمؤسسات و المراكز الدينية ، والتي تمول غالبيتها بالأموال السعودية والقطرية ، والتي تعمل معظمها على بث روح التطرف والتعصب من جهة ونشر المذهب الوهابي من جهة أخرى ! .. ماذا كان يتوقع الغرب من المتطرفين المسلمين الذين يعيشون في أوربا  كخلايا نائمة ! أتتوقع الحكومات الغربية من " بعض هؤلاء " المحبة والتسامح والأيثار ونكران الذات والأنسلاخ من تعاليم الجهاد والثأر ونشر الترويع بين " عموم الكفار الصليبيين !! " ، المذكورة في النصوص القرأنية ! أن الحكومات الأوربية قد أعمتها حرية الأعتقاد وحرية ممارسة العقائد الدينية ! " وناموا بالعسل " كما يقال ، حتى أتاهم أول رد فعل كنتيجة للقبض على المتهم بتفجيرات باريس الأرهابية – صلاح عبد السلام  ، بعد أقل من 4 أيام من ألقاء القبض عليه في بلجيكا ، وهذا دليل دامغ على وجود روابط لوجستية عالية الفعالية وسريعة الأستجابة والتنفيذ بين داعش وبين خلاياها النائمة أو الفاعلة في أوربا وغيرها  ..
 أوربا / بعد الهجمات الأرهابية الأخيرة ، يجب أن تصحوا من غفلتها  ، ويجب أن تعيد النظر بالموجود الكمي من المهاجرين  ، خاصة المتطرفين منهم ! أني أتساءل مذا سيحدث في ألمانيا مثلا ، مع هذا الكم الهائل من المهاجرين العرب الجدد ، والذي أمتنع بعضهم من شرب مياه موسومة " علبها  بالصليب الأحمر " ، ظنا منهم أنه صليب المسيحية ! وهو " لوكو " يمثل صليب منظمة الصليب الأحمر الأنسانية ! فكيف لهؤلاء العطشى أن يتعايشوا مع مجتمع مسيحي وهم شبعى !! من الممكن أن تكون أوربا قد دخلت نفقا مظلما رأينا بشائره من العمليات الأخيرة في فرنسا وأميركا وأخيرا بلجيكا  ، خاصة من مهاجرين سيسودون مستقبلا بأغلبية سكانية ، فمعدل الولادة عندهم عال ، مقارنة مع مجتمع أوربي العائلة في نظامه الأجتماعي هزيلة ، وبمعدل ولادة جدا منخفض ! أن التقدم التكنولوجي والتمدن الحضاري الذي سعيتم في بنائه أجيال و أجيال سينهار كجبل من رمل ، أذا لم تنتبهوا الى الحاضر الدموي والمستقبل المظلم ، الذي أنتم بين جنبيه ، أنكم تمرون بمفصل زمني أساسي ومركزي ومهم من حياتكم ، وكما قال شكسبير (*3) " أكون أو لا أكون ، ذلك هو السؤال ! " .
(*1) أفادت وكالة روسيا اليوم              هزت 3 تفجيرات الثلاثاء 33.03.2016 قلب العاصمة البلجيكية اثنان منها في مطار بروكسل وثالث في إحدى محطات المترو ما أسفر حسب حصيلة غير نهائية عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين .    وإليكم تسلسل وقائع الأحداث بتوقيت موسكو:                                                    

 الساعة 10:24:10 وكالة "رويترز" تفيد بوقوع انفجارين في مطار بروكسل وإصابة عدة أشخاص .       الساعة 10:29:31 إخلاء الركاب من المطار ووقف القطارات القادمة إليه .                                        الساعة 10:39:54 صحيفة Laatste Nieuws تؤكد سقوط قتلى نتيجة التفجيرين بمطار بروكسل ، وتطويق المطار ووقف حركة الطائرات والمواصلات باتجاه المطار، بالإضافة إلى توجه قوى الأمن ومركبات الإطفاء والإسعاف إلى الميناء الجوي.الساعة 11:23:10 وقوع تفجير في مترو بروكسل بالقرب من منطقة إدارات الاتحاد الأوروبي . الساعة 11:24:16 إغلاق مترو بروكسل . / المصدر : " تاس" – نقل بتصرف من موقع RT  .(*2) في 22.3.2016  أوضح محللون لـCNN  إن ارتداء قفاز واحد بهذا الشكل وباليد ذاتها لكلا المشتبه بهما قد يشير إلى محاولة لإخفاء جهاز التفجير الخاص بالحزام الناسف المخبأ تحت ملابسهما ، في حين ذهب محللون آخرون للقول بأن هذا قد يكون محاولة لإخفاء آثار مواد كيماوية استخدمت في تصنيع الأحزمة الناسفة .(*3) تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات الكاتب الانجليزى ويليام شكسبير.  كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة ، وهى أطول مسرحيات شكسبير وأحد أقوى المآسي ، وتعتبر الأكثر تأثيراً في الأدب الإنجليزي ، فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي ، وربما ترجع شهرتها إلي العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : أكون أو لا أكون.