صُدم ملايين العراقيين، وهم يشاهدون من خلال شاشات التلفزة بعض المنافقين، والانتهازيين، والمفسدين المحترفين، يشاركون الشعب غضبه، ويرفعون صوتهم ضد الفساد، الذي كانوا جزءا من عملية استشراءه، وهذا يكشف عظيم خبثهم، ومكرهم، وقبيح سلوكهم، وفعلوا بما فعل ابليس سيدهم، ولا أريد أن أتطرق للأسماء، لأن الشعب يعرفهم اكثر مما يعرفون أنفسهم ...
لقد كان الشيطان لا يأتي الناس بوجهه الكالح المتوقع، بل كان يأتيهم بهيئة إنسان، أو طير وكما حصل حتى مع الانبياء المؤيدين من الله عز وجل، لذا عندما شعر أقطاب الفساد أن الحساب يقترب منهم، ويكاد يطرق أبوابهم، تحركوا بلا حياء أو وجل بين مندس داخل صفوف الشعب الغاضب، أو الظهور بمظهر المصلح الشريف، وهو يستنكر ويتوعد ويستجدي الشعب بصورة وأخرى، محاولاً أن يبرئ نفسه من جريمة هي من صنيعته، وأصحابه وزملائه وجميعهم فيها شركاء ....
لقد أُستغفل الشعب، ولا يمكن ان يقبل ان يظل مستغفلاً إلى ما لا نهاية، لان الحر لا يمكن أن يُلدغ من جحر مرتين، وهذا هو املي في شعبنا المكافح، لأنه حر أبي ملأ الأرض ضجيجا على طريق الحرية، ولن يرضى ابداً بان يكون تحت تأثير الأكاذيب والشعوذة إلى ما لا نهاية، كي يرضخ مرةً أخرى للعبودية ....
أن منظر وجوه الفساد وهم يتمسكنون بين صفوف المعتصمين، ليس فقط مثار اشمئزاز، بل هو دليل على استهانة هؤلاء بمشاعر الناس، وهذا ما قد يدفع بعض الشباب إلى التصرف بشكل خارج السياقات المرسومة للاعتصام، وربما يكون هو هدفهم حسبما اتصور، لغرض التشويش على سلامة نهج المعتصمين والنيل منهم ....
كما أن على المتظاهرين أن لا يقفوا عند نقطة معينة، لأن ذلك يعني الرتابة والتراخي، ومن ثم تسويف قضيتهم، وضياع جهودهم وحقوقهم، وهذا يتطلب اللجوء إلى خطط بديلة، تتمثل برفع سقف المطالب، فبالإضافة إلى ملاحقة المفسدين، يجب أن تكون من أولويات المرحلة الراهنة إعادة النظر بالدستور، وقانوني الانتخاب، والأحزاب، الهيئات اللامستقلة، وأعادتها كما رسم لها أن تكون مستقلة فعلاً . |