الحزب الحاكم، إصلاحاته؛ حماية اللصوص.

طيلة الفترة الماضية، تسلط أعضاء من حزب إسلامي، استشهدوا خيرة رجاله، ليبقى من يعشق الترف، ليستلموا سلطة كانوا يحلمون بها، وتسيدوا على رقاب العراقيين، همهم بناء نفسهم، وكوادرهم الحزبية، ومن أولوياتهم نشر التخلف ونهب ثرواته، وتقنين الفساد، وإفساد القضاء، والتحكم بمقدرات الشعب العراقي، والتلاعب بالمال العام، وأرخص ثمن يدفعونه، و لا يندمون عليه هو الدم العراقي، وأغلى شيء لديهم المنصب، فمن غيره لا يحترمون العراق وأهله.
المجالس مدارس كما يقولون أجدادنا، وإبائنا، تعلمنا منهم عندما يتكلم الكبار ننصت إلى ما يقولون، وسمعت أحد عمومتي يتكلم إلى شخص عنده مشكلة وكان مزاجه متعكر، فقال: له بهدوء، على مهلك، وأهدأ؛ وبدأ بالكلام معه، فقال: كان هناك رجلان قال: أحدهم للثاني، كلما يزعجك أمرا بقوة، خذ مسمار ودقه في الحائط حتى تهدأ، وعندما تهدأ حاول أن تنتزعه من الحائط.
بعد فترة مر الرجل بصاحبه فوجد أن المسامير آثارها كثيرة في الحائط، فقال: كم عانيت من نزع المسامير، إلى أن أكملتهم وقد أصبح عددهم غير قليل، فقال: له هل ترى كيف كان التعب؟ من جراء العصبية والانزعاج، أعلم إن النفس تتأثر عندما تكون أعصابك، مستعرة، مثل هذا الأثر الذي يتركه المسمار في الحائط، وهذا الأثر النفسي لا يزول بسهولة، قد يكون الحائط، قابل للتصليح والطلاء، لكن النفس تبقى تعاني من هذا المرض وأثره قاتل.
كذلك هو الحزب الذي حكم العراق، طيلة هذه الفترة أثره باقي في نفوسنا، لما نشره من أفكار تسقيطية، بين المسلمين من شحن للطائفية، وبين أبناء المذهب الواحد، والأساليب المنحرفة التي أتبعها طيلة فترة حكمه، بعيدة كل البعد عن الأخلاق، والإسلام، أنهم يسيرون بالعراق إلى الهاوية، أن لم نصلح وضعنا ونقف بكل قوة ونحارب الفكر المدمر للعراق وأهله.
في الختام؛ الحزب الحاكم، إصلاحاته حماية لصوصه، وتهميش المنافسين له من أبناء جلدته.