لقد ميز الإسلام تماماً بين الإنتحار والشهاده والقرآن حرم قتل النفس وقتل الآخرين وأجاز الشهاده ليس طلباً للموت و مضاجعة أثنتين وسبعين حوريه بل دفاعاً عن الأرض والحياه. ولا أريد أن اخوض هنا في موضوع الجهاد وجوانب دينيه أخرى بل أريد أن اوضح بعض أسباب أختيار هؤلاء الانتحارين ما اختاروه بإرادتهم أو تحت تأثير آخرين لأسبابهم ومبرراتهم التي كثيراً مانسمع عنها والتي لاتقنعنا إطلاقاً و لم نر منها إلاالدمار لكل شيئ جميل. إن الملاحظ لأبرز سمات هؤلاء الإنتحاريين يراهم شباب في مقتبل العمر عازبين في أحيان كثيره ذا تدين بسيط يكاد يكون لايعرف من الدين إلا مظاهره الخارجيه فقط ولم يكونوا بعد كونوا رؤاهم الفكريه والعقليه بشكل كامل او عاطلين عن العمل محبطين ويائسين من حياتهم مملوؤين بالكره للآخر ومتحفزين للأنتقام منه لأسباب وهميه بسبب ثقافته التي تربى عليها في المدارس والمساجد والمجموعات الدينيه التي تصور الآخر بأنه عدو متربص بنا لايريد إلا أن يتآمر علينا لذلك يجب أن نحذره ولا نثق به سواء كان متمثلاً في سياسي رجل دين امرأه رجل طفل أياً كان طالما هو مختلف عنا فيجب أن نعاديه ونتخلص منه في أقرب فرصه بتفجيره وتمزيقه الى أشلاء صغيره. ومن أهم السمات للإنتحاري هي حاجته الى الألتصاق والانضمام الى مجموعه والشعور بالإطمئنان وبأنهم محبوبين أو مرغوبين من قبل الآخرين ونجد أن هذه الجماعات الدينيه المتشدده تجذبهم وتشدهم لأشباع تلك الحاجات النفسيه لذلك تجد الانتحاري يخضع خضوع كامل لهذه الجماعات أو الأمير كما يطلقون على قائدهم. كذلك يلجأ الانتحاري الى الانتحار ليثبت للآخرين أنه انسان قوي وهو في الحقيقه انسان مهزوز من الداخل يشعر بالنقص وعدم الأهميه ولايشعر بالنجاح اواحترام الذات فهو يُظهر عكس مابداخله بالانتحار. ومن الملاحظ أن هؤلاء يتم إختيارهم بانتقائيه شديده مع كل ماذكر من صفات فهم ليس لديهم ذاك التوازن النفسي والمشاعر الهادئه نتيجة حرمانهم من العلاقات الإجتماعيه الصحيه بالمرأه فالمرأه بالنسبه له مخلوق مجهول مخبأ بين جدران المنازل لأسباب غير منطقيه جاهليه ليس لها علاقه بالدين فهي لاتتواجد معه في الجامعه ولا مكان العمل ولا زميله من الممكن أن يلتقيها في أي مكان عام ليتحدث إليها وتتحدث إليه في شتى الأمور بدون خوف من المجتمع أو رجال الدين وعند خوفه من رجال الدين ومن العقاب الأخروي ينشأ لديه عامل داخلي مانع وهو في نفس الوقت لايستطيع أن يفعل مايظنه محرم ولايملك سبيلاً أو قناه طبيعيه للوصول الى التوازن النفسي من خلال علاقه صحيه إجتماعيه طبيعيه ينشأ لديه عامل آخر مانع يتصادم مع العامل الأول لذلك ينشأ صراع كبير داخل هذا الشاب لذلك تراه في حاله نفسيه قلقه مليئه بالغضب فيتحول الى شخص سادي مجرم يختطف ويقطع الرؤوس ويمزق الناس بالمتفجرات المحليه, وربما يتحول الشخص الى شاذ جنسياً لانعدام البديل الطبيعي من خلال منع العلاقات الطبيعيه الصحيه فكيف لايقبل بفكرة من يقول له فجر جسدك وسيتحقق ماتريد من الإلتقاء بحسناوات الجنه ولن يعاقبك حتى الله أن التقيت بكل هؤلاء الحسناوات وضاجعتهن واحدةً بعد الأخرى فهل سيرفض ذلك طالما ان هذه الطريقه ستنهي الصراع النفسي نتيجة العاملين المنعكسين بداخله؟! وأرجو التركيز على كلمة (العلاقات الإجتماعيه الصحيه) حتى لايظن أي شخص بأنني أشجع لإنشاء علاقات محرمه بين الجنسين لكن المنع والإبعاد المبالغ به ومنع حتى الصداقات العاديه بين الجنسين احد الاسباب لهذا السعار الجنسي. ويمكننا ملاحظة مدى تأثير غياب العلاقه الإجتماعيه الصحيه بالمرأه على هؤلاء من خلال وصف الإرهابيين بعض القنابل بأسماء نساء وبرأيي ربما ليس لتشبيه خطورة القنبله بخطورة المرأه بل لأن هذه القنبله هي الوسيله الأسرع لرميه بأحضان حورياته الأثنين والسبعين. أن المتطرفين الإسلاميين لايكرهون المرأه كما يقول البعض عنهم صحيح انهم يكرهونها ككيان لكنهم يحبونها كجسد كشيئ مادي يستمتعون به ويحسون برجولتهم من خلاله وإلا لما حاولو التأثير على هؤلاء الشباب بإغراءهم بالحوريات الجميلات في الجنه وبالعشاء مع الرسول. كذلك يستغلون شعور هؤلاء بالإحباط واليأس والذنب لذنوب أرتكبوها وبدل أن يعطوهم فرصه أخرى ليتوبوا وويعيشوا حياه أخرى من الممكن أن تفيدهم وتفيد آخرين نراهم يحاولون استغلال ظروفهم بإقناعهم بأن هناك حل سريع غير جهاد النفس المؤلم هو الانتحار, كبسة زر وينتهي كل هذا العذاب والشعور بالذنب وستدخل الجنه فلماذا تتحمل جهاد النفس. ويُرجع بعض الأشخاص الذين يتكلمون ويكتبون لأغراض مخفيه في نفوسهم بأن ما هؤلاء الا العاب مسيره بيد مجموعه متشدده لمصالحها فقط وليس لأي جهات أخرى اي علاقه بهم ويحاولون ان يوصلوا فكرة ان هؤلاء مثل الخلايا السرطانيه او الكمأ الذي ينبت بدون سبب وكأنه ليس هناك من يرعاهم ويبارك خطواتهم ويرعى أفكارهم الخبيثه وينميها ويغذي عقولهم بها مع الطعام الذي يأكلونه والهواء الذي يتنفسونه منذ نعومة أضفارهم ويدعمهم بالمال ويسوّق لأفكارهم بالمدارس والجامعات ومعاهد العلم وينشأ مدارس دينيه في البلدان الاخرى ويكرّس الإعلام لبث أفكارهم الغريبه الدمويه. أنا أقول إن هؤلاء الانتحاريين ليسوا (فقع)(كمأ)ينبت من باطن الارض لانعرف كيف ولماذا؟ فالأسباب معروفه وأي عاقل لايستطيع أن ينكرها.
فاطمة الهلال/ كاتبة سعودية |