ليلة ويوم حرمت النوم

 

 كلفني أحد الأصدقاء الذي يثق بأمانتي بأن أودع مبلغا له في أحد المصارف قيمته دفتر أخضر واحد ( شدة ) من الدولارات  وعند وصولي إلى المصرف اعتذر موظف الصندوق عن الاستلام اليوم لانتهاء الدوام ,هذا يعني أن أحتفظ بالمبلغ إلى يوم غد لإيداعه  فأخذت المبلغ إلى البيت وأنا أحتضن المبلغ في جيب الصدر للجاكت وكفي على صدري طول الطريق خوفا عليه من السقوط أو السرقة وحتى وصلت البيت وأنا قد ختمت عدداً من سور القرآن ( هاي أمانة مو إشوية )  وعند دخولي البيت صرت أبحث عن مكان أمين أخبئ فيه المبلغ الأمانة  ففكرت بحقيبة أوراقي المهمة فأخرجتها من خزانة الملابس (الكنتور) وهي تشبه حقيبة (الإمطهرچي) ووضعت فيها الـ (الدفتر الأخضر) وأرجعتها مرة ثانية إلى (الكنتور) وجلست أمامه وأنا (أحوص وأنوص) في مكاني وغير مرتاح لمكان الحقيبة  لأن الحرامي أول مكان يبحث فيه عن (الحبشكلات) هو (الكنتور) فعدت إلى الحقيبة وأخرجتها من (الكنتور) وقلت في نفسي لأحتفظ بها في الثلاجة لأن الحرامي لا يخطر بباله هذا المكان وفعلا وضعتها في الثلاجة  وبعد قليل عدت وأخرجتها خوفا من أن يجدها الأطفال ويعبثون بها  وأخيرا فكرت بأن أضعها تحت (الدوشك) وأنام عليه حتى الصباح  وفعلا وضعتها تحت (الدوشك) ونمت عليه بالرغم من (القنبورة) التي صارت فيه بسبب (الجنطة) ولكن عيني لم يغمض لها جفن حتى الصباح فأخذت الحقيبة منذ الصباح الباكر إلى المصرف وعيني (متوَرمَة) لأنها لم تذق طعم النوم ووَدعت المبلغ وخلصت من (الأمانة) ومن كابوس سرقتها أو ضياعها مبلغ صغير لا يتجاوز الـ (10000دولار) لم يبات عندي سوى ليلة ويوم دوخني وحرمني من النوم  وبسببه تورمت عيني كونه (أمانة) .. يا ترى كيف ينام من أؤتمن على الوطن وعلى الشعب وعلى أموال الشعب .. كيف كيف !!