النفاق الاجتماعي آفة تهدد المجتمع

 

قد تختلف عادات وتقاليد الشعوب الموجودة على وجه هذه الارض من مكان الى اخر وهذه الاختلافات هو اساس ديمومة الحياة فلو تشابهت لاصبحت حياتنا مملة فالموروث الشعبي متنوع مابين العوالم المختلفة لكننا نجد هناك ثوابت وظواهر لا تتغير بتغير الزمن اهمها بنظري ( النفاق) نعم اضعها بين قوسين مع الف علامة تعجب !!! حول هذه الظاهرة العقيمة النتنة قد اصفها بأبشع التواصيف فكيف لا وهي اصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا، اليوم ولنكن واضحين، يمكنك أن تفعل أي شيء لكن حذار أن يراك الناس.. يمكنك أن تسرق، أن تشرب الخمر في أفخم الحانات، أن تمارس علاقة عاطفية أو جنسية مع من شئت، أن تقيم حفلات صاخبة في أفخم الفنادق، أن تأكل ما لذ وطاب لكن إياك أن يراك المجتمع فأنت بريء ولو كنت مذنبا مادام لم يرك أحد.. هذا هو النفاق الاجتماعي، هذا هو النفاق الديني أن نفعل ما نشاء لكن لا داعي للتكلم عنه في العلن، كلنا فاضلون وكلنا ننكر ما نفعل ومن يتعد الحدود المسموحة له في الفكر والسياسة والثقافة والأدب نتهمه بأبشع الأوصاف وكأننا أفضل منه إن كل هذا مظاهر ليست معدودة مادام الكل يمارسها والكل يفعله وأحيانا باسم الدين والأخلاق وإن لم نصارح أنفسنا كما يجب وبالشكل المطلوب سنبقى ندور في حلقة مفرغة لأنه لا فائدة من محاولة الإصلاح مادام المجتمع يمارس الغباء والاستحمار جهاراً نهاراً يجب أن نخرج من قوقعة الخوف التي نقبع فيها ونعبر عن ما نراه صحيحاً ولتذهب هذه المحظورات الثقافية والأخلاقية إلى الجحيم فالنقاش هو الحل الوحيد ومن قال غير ذلك فهو يضحك على نفسه ويكذب على الآخرين لهذا، كفرد من هذا الشعب العربي والعراقي على وجه الخصوص، لا أعترف بما يسميه البعض حدوداً للفكر حفاظا على الإيمان والذوق العام، فحماية إيمان الأمة اعتراف ضمني بضعف هذا الإيمان والحفاظ على الذوق العام هو حيلة اخترعها من يريدون استغفال الشعب لمنعه من إبداء رأيه مادام كل شيء اليوم يدخل في إطار الذوق العام نعم لعملية تنوير حقيقية تعيد المجد لهذا الأمة، لا للسكوت والانبطاح والخوف. الحرية تؤخذ ولا تعطى ولا بد للعهر الفكري والفساد الثقافي أن ينتهي.