إعلاء كلمة الحق هي لحظة جليلة ونيرة في التاريخ يستضيء بقبسها المدافعون عنها والمتصدون للباطل في كل زمان ومكان ، إلا ان ما نشاهده في ارض المقدسات عراق المحبة والخير ومهد الحضارة وضمير العالم الحر و شيدته الجماجم وسقيت ارضه بالدم ، من ممارسات يجب اعادة النظر فيها قبل حدوث الكارثة ومن ثم الهروب من المسؤولية وان يترك الشعب يكتوي بنارها ويحترق لوحده .
أن مشاكل العراق هي ازمات مختلقة سياسية وتحتاج إلى حلول سياسية ، ولا يمكن البلوغ لعراق مستقر وموحد بالآليات الحالية إلا بعقليات منفتحة وارادة قوية نحو الامام ، لأن انعدام الثقة بين المكونات الرئيسية في العراق مشكلة حقيقية. ولقد ازدادت الاتهامات والتنصل عن المسؤولية وكيل التهم لا ضاعت الحقيقة واستنزاف الوقت دون ايجاد مسببات موضوعية وشفافة . أن المعطيات على الأرض لاتبشر بأنفراج الوضع بل الى التعقيد ، من المسؤول اذاً عن كل ماجرى ويجري والكل مع المشاريع الاصلاحية المطروحة على الساحة السياسية ، وفيما ترفض المزايدات الاعلامية والضغط النفسي على الشارع العراقي للخروج بعيداً عن أطار الدستور أو ﻷيقاف وأرباك عمل الدولة العراقية . على القيادات السياسية ان يرحموا الامة وان يتركوا خلافاتهم اما ان يرحلوا جميعاً او يكفوا عن خلق المشاكل اليومية للمواطنين الابرياء الذين يسعون لايجاد لقمة العيش لهم وعوائلهم ، كل يوم تطرح بدعة جديدة تربك الاوضاع اكثر مما فيه ، فمرة اصلاحات والاخرى تغيير شامل (( شلع قلع )) ومرة تغيير جزئي ، والابرياء هم من يدفعوا ثمن تلك الشعارات الزائفة.
اما المظاهرات التي شلت الشارع العراقي وقطعت ارزاق الناس من يقودها هم اول الناس من المنتفعين ومن المسؤولين في ادارة الدولة على مختلف الدرجات وجزء اساسي من فشل ادارة الدولة . التحدي الذي تحرك في الايام الاخيرة كان صارخا في ضرب اسس الامن الوطني والعملية السياسية وجعل الجميع يحبس انفاسه خوفا من انفلات الاوضاع الامنية واعداء العراق يتربصون و يحاولون ايجاد ضالتهم وفرصتهم لاسقاط العملية السياسية وبدفع عناصر تحاول ركوب الموجة والحصول على اهدافهم في الوصول الى اعلى المراتب واستغلال كل شيئ والفرص! ة اتية لنفوذ اعداء العراق وبدعم من بقايا حزب البعث المقبور والعصابات الاجرامية والارهابيين والطائفيين ودول اقليمية تمد بالمال . ان التظاهر حق دستوري ، وتلبية مطالب وحقوق الشعب العراقي بالإصلاح والتقدم ودعم حق ذوي الدخل المحدود كافة بحياة كريمة الكل يدعوا له.
الا ان الخروج عن روح الاهداف ونشر السلاح واستخدام القوة ليس عملاً دستوريا بل خروج على القانون وهو بوابة لسفك الدماء خوفاً من اي خطأ يقترفه جاهل او مدسوس بين المتظاهرين وتكون الكارثة في الجبهة الداخلية التي تحتاج للحيطة والحذر للتعامل معها ويُعرض أمن البلد للخطر في الوقت الحالي و الذي يوجب فيه التركيز على محاربة ارهاب داعش الذي يعيش حالة الاحتضار الاخيرة ويجر اذيال الهزيمة بعد الضربات المتتالية لتجمعاته و يهربه امام القوات المسلحة بكل اصنافها ومكوناتها عسكرية وشعبية في جبهات القتال .
المطلوب العمل على تعزيز التلاحم والوحدة من أجل تحقيق النصر الكامل والشامل على الإرهاب ودحر الأفكار التكفيرية والتطرف بكل أشكاله . الشعب قادر أن يقود ويحرك الشارع ويشعل الروح الوطنية للعراقيين بثورة سلمية تهز عروش الفاسدين والفاشلين الذين دمروا البلاد ووصلوا حال الشعب إلى الجزع من بعض الشخصيات الضحلة التي لا تعرف الى اين تسوق البلاد عدا همها أن تنهب خيرات البلد .
ثورة الشعب الإصلاحية تبقى متوهجة بروح أبنائه الشعب الوطنيين المخلصين له بكافة قومياته ومذاهبه وأطيافه لتخليص البلاد من الفاسدين وإجراء إصلاحات حقيقية يلمسها أبن الشارع على وضعه الاقتصادي والسياسي والصحي والتربوي , يجب الحذر من ان لا ننقل المعركة الى الشارع . في الوضع المعقد الحالي والذي يحتاج بشكل عاجل الى امرين هما:-
الاول، الحفاظ على شرعية الدولة ومؤسساتها لان الدولة للجميع لا بد من المحافظة على حياتها حتى يمكن علاج امراضها..
الثاني ، ادامة التنسيق والتكامل بين الفعاليات السياسية في الجبهات المختلفة لتجنب اي صدام او صراع جانبي محتمل.
بعض الممارسات تختفي ورائها إرادات داخلية وخارجية لا تريد التقدم والخير لشعبنا الذي بعمومه يعاني من المظلومية إقتصاديا وإجتماعيا , ولم تعد بإستطاعة القوى السياسية الحالية , أن توفر اسباب الرفاهية التي كان يطالب الشعب من وراء انقساماتهم وصراعاتهم والهاث وراء مصالح كتلهم وقياداتهم ,
بالعكس كما أثبت الواقع أنها أعاقت عملية التنمية زادت من رقعة الفقر بين الناس , وخلخلت نسيجه الأجتماعي , بينما هناك الكثير من منادي لنصرة المظلومية من الكيانات السياسية المتنفذة ووسعت جيوبهم وأرصدتهم في الداخل والخارج , مستخدمين نصرة مظلومية فئة معينة للتمويه على مآربهم الدنيئة .
أن الهموم أنواع، فهنالك همّ العيش في بلد فقير لاتجد فيه ما تحلم بالحصول عليه، وهمّ العيش في بلد غني، إلا أنه خرّب، وترى الأموال فيه تركض لجيوب الفاسدين وجيوب اخرى خاوية تصفر فيها الريح، إما لكونها شريفة عصامية أو لم تنل بعد فرصة الاستظلال بظل الفاسدين. ولعمري، إن جيوب الشرفاء لأكثر بقاء وزهوا ما دامت نار الفساد لم تمسها ولم تعرف إليها سبيلا. ان ابناء الشعب يستحقون الإستماع لمطاليبهم ومناشداتهم المستمرة وتنفيذها في الدولة التي تملك الكثير من الخيرات لو وجهت بصورة سليمة لرفع مستواها الإقتصادي والاجتماعي والثقافي , وﻷختفت الكثير من السلبيات ومظاهر التخلف ، وتحقيق الحاجات غير صعبة التوفير مع وجود مبالغ كبيرة تقدر بحوالي 65 مليار دولار من الاحتياطي حسب الاحصاءات الرسمية والصندوق الدولي وهناك دول لاتملك ربع هذه المبالغ واكثر عدداً ومساحةَ ولكن تعيش افضل استقراراً في جميع الاوجه.
الارادة الوطنية لديها القناعة بضرورة أحداث التغيير المنشود الجذري لا الترقيعي و الذي تنادي به الجماهير بكل فصائله لا صبرها قد نفذ وتضع الجميع أمام مسؤولية التغيير التاريخي للنهوض بواقع العراق من جديد دون تهاون او مماطلة و تسويف . والوقت قد حان واَن الاوان َلتصحيح المسار
|