الفلم المقتدائي

منذ اسبوع وتهديدات مقتدى الصدر تتواصل عبر وسائل الاعلام منذرة باقتحام وشيك للمنطقة الخضراء !ولكن لم نفهم من هذه التهديدات السبب الذي يدعو لللاقتحام .. وحسب المروجون للصدر فان الدافع الاساس لهذه التهديدات هو محاسبة الفاسدين الذين اساءوا ادارة الدولة وسرقوا المال العام .

ولكن هل تكفي هذه الحجة لاطلاق كل هذا الصخب الفارغ من المحتوى السياسي ؟ فحسب مفهوم الاصلاح يجب على من يدعيه ان يعالج كل العيوب التي تعتور الاداء المعترض عليه ..فهل كتلة او تيار الصدر كما يحلو ان يسميه هو واتباعه هو تجمع سماوي منزه لا تعتريه الفضائح والجرائم واللصوصية ؟

كنا سنثق بالصدر  ودعوته للاصلاح لو فتح ملفات القتل التي طالت الاف العراقيين من ضحايا الاعوام2006 و2007 ، وكنا سنثق به لو قدم مناصريه ممن يتفاخرون بانهم سيستانفون عملهم وراء السدة وهو المصطلح المستعمل لعمليات الاختطاف والاغتيال التي تمارسها عصابات الصدر في بغداد وضواحيها ، وكنا سنثق به لو قدم عتاة تياره من السراق والمزورين للقضاء ولا يعتد بالمشهد التمثيلي الذي مارسه الصدر مع بهاء الاعرجي لانه مشهد للتسويق الاعلامي .

فبالاضافة الى عدم وضوح الغاية من الاعتصامات التي لا يريد الصدر انهاءها تتبادر الى الذهن عشرات الاسئلة التي لا تجد جوابا وساورد هنا جزءا منها .

اولا كل الاعتصامات والاحتجاجات في العالم تواجه باجراءات حكومية مضادة واحيانا تكون هذه الاجراءات قاسية لان الاحتجاج حسب مفهوم الدولة هو الاعتراض على  القانون او استنكاره  او محاولة لكسر قاعدة ، ولكن في حالة احتجاجات الصدر فان الدولة بمؤسساتها العسكرية والامنية والقضائية تسهل وتتملق هذه الاعتصامات لا تقولوا انه الخوف من حجم وشعبية تيار الصدر فالدولة التي تخاف مجموعة من شذاذ الافاق والجهلة والقتلة ليست جديرة بالثقة او الاحترام .

ثانيايرابط المعتصمون والمحتجون حول العالم تحت المطر او شاعة الشمس الحارقة وتقلبات الجو وبلا امدادات غذاء او شراب ولكن في حالة تيار الصدر فان خيام المحتجين مزودة بالكهرباء ايضا وان هتافات المتظاهرين هي نمط من

اللطميات التي لا تمت بصلة لوطن يريدون تحريره او شعب يريدون اسعاده كما يدعون .

ثالثااحتج ابناء الحويجة على بعد 300 كيلومتر من بغداد قبل اعوام وكان احتجاجهم سلميا ولكن الحكومة شنت حربا كاملة ضدهم وقتلت منهم العشرات واحرقت خيامهم بحجة الحفاظ على الامن العام واحترام القانون فهل حماة المنطقة الخضراء قادرون ان يفعلوا هذه الفعل اليوم مع انصار مقتدى ؟ ام ان محتجي الحويجة كانوا من الشياطين ومحتجي الصدر هم ملائكة منزلون .

رابعا يدخل الصدر مقتحما المنطقة الخضراء فيبوس من يحملون شارة الاركان العسكرية يده وينصبون له خيمة يزوره فيها شركاء الغنيمة من عمار الحكيم و سليم الجبوري و فؤاد معصوم وصالح المطلك وباقر صولاغ ؟ اليس الصدر محتجا على هذه الكتل ووزارئها ؟ ام اننا نعيش في عالم الشيزوفرينيا الذي يريك صورتك في مرآة مشروخة ؟

خامسا هل تتمتع هذه الاعتصامات بسند قانوني يجيزها في ظل وضع امني هش ومرتبك واذا كان الجواب بالايجاب فلماذا قمعت اعتصامات جهات اخرى ؟

هي ايام ليست الا و سنعرف نهاية هذا الفلم الذي اريد له ان مكياجا لوجوه قبيحة وعطرا لجيفة ستظل رائحتها تزكم انف الانسانية .