تيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي

العنوان مثل عراقي وجد له صدى على المستوى العربي، وتحدث عنه كثيرون في كتاباتهم، وانطبق ما جاء فيه على كل العرب في واقعهم الراهن، قياساً بما وصلت اليه دول العالم الاخرى ...

المثل يحكي لنا قصة دودة صغيرة أسمها تيتي، كانت تعيش مع أمها حتى كبُرت، عندها قالت لها أمها : بنتي كبرتي ويجب أن تعتمدي على نفسك !!! نعم : أجابت البنت !!! وودعت أمها وخرجت .....

في الطريق صادفتها جوزت هند كبيرة، فأخذت تلف وتدور حولها، حتى وجدت فتحة صغيرة دخلت منها في داخل الجوزة، وهي فرحة وأخذت تأكل، وتأكل حتى سمنت وتضخمت، وعندما أرادت الخروج من الجوزة لم تستطع، لأن الثقب أصبح صغيراً قياساً بحجمها ....

وظلت حائرة ماذا تعمل، ولم تجد بداً غير الإضراب عن الأكل، كي تعود كما كانت ضعيفة، وهذا ما حصل، وخرجت من الجوزة وعادت إلى أمها، التي طلبت منها أن تحكي لها بالتفصيل ما حصل، وقصة لأمها القصة ...

بعد عمق تفكير قالت لها أمها : تيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي، وذهبت قصة الدودة مثلا، للذي يبقى كما هو على حاله، لا ينفع نفسه ولا يتقدم ...

العراق بعد ثلاثة عشر عاماً، فضلا عن ملايين الشهداء، والجرحى، والنازحين، والآلاف من الذين كانت نهايتهم في بطون القرش، وأسماك البحار، وبعد كل هذا الدمار الذي ضرب كالزلازل كل نواحي الحياة، لتذهب الوعود التي كان يسمعها الشعب سُدا من أنه سيصبح قبلة الشرق وكوريا الثانية، فإذا به يقع في الهاوية، بعد أن سرق اللصوص منه مئات المليارات في وضح النهار، بصلافة، واستهتار ....

أن المفروض بمن لا يعرف عن فنون السياسة، والكياسة شيء، أن لا يتورط ورطة تيتي، ويدخل في الكابينة الوزارية، وهو غير كفء، ويفتقر للنزاهة، بل لغرض أن يتخم من الحرام، ويصبح بعدها حائراً كيف يخرج منها، لأن كل الخيارات صعبة، والشعب سوف لن يفارق جدران الخضراء من دون أن يتلقى المذنبون الحساب .