إطلالة على الصحافة الالكترونية والمواقع الإخبارية |
بسبب العناد والأمية الفكرية, التي تعشعش في رؤوس أشباه المثقفين, أولئك الذين يعشقون الألقاب الكبيرة, التي يذيلوا بها أسمائهم الصغيرة, عسى وأن يتعاظم بها أحجامهم الهزيلة داخل مجتمعاتهم البدائية, التي تبجل أصحاب الكنى و الألقاب. ومن هذه الألقاب التي صار يلصقها بنفسه في عصر الانترنيت كل من هب ودب هو لقب رئيس التحرير. المضحك في الأمر, أن هناك من فتح له موقعاً ألكترونياً ألا أنه بسبب جهله المركب لا يعرف أن يميز بين الصحيفة الالكترونية والموقع الإخباري, فلذا يطلق على موقعه الإخباري "صحيفة عراقية مستقلة" بينما هو موقع ألكتروني إخباري وغير مستقل, ويطلق على نفسه لقب "رئيس التحرير" فلان فلتان. إن المسكين يحلم, و يتخيل نفسه رئيس تحرير صحيفة الأهرام القاهرية أو الحياة اللندنية. كما أسلفنا, أنه لا يعرف يفرق حتى بين الصحيفة الألكترونية التي طبعت أول مرة كصحيفة عادية على الورق وبعد انتشار الانترنيت فتح القائمون عليها موقعاً لها على الانترنيت. أما الموقع الإخباري, بدأ منذ يومه الأول كموقع إخباري على الانترنيت, ولم يطبع على الورق أبداً. الشيء الأخر الذي يواجه الكاتب حين يبغي نشر مقالاته في المواقع التي يشرف عليها نفر من هؤلاء, الذي لا يعرف الكاتب مستواهم العلمي والأدبي هو عدم مهنيتهم, حيث يتعاملوا مع المقال المرسل إليهم وفقاً لمحاكاة المقال مع اتجاههم الفكري أو العقائدي, إن كان المقال لا يمس المنظومة العقائدية التي يتبنوها فيتم النشر بدون أية عوائق, وأن كنت إنساناً ديمقراطياً وتنتقد الفساد والمفسدين وتنشد الإصلاح والتغيير من خلال كتاباتك, عندها يتعاملوا مع نتاجاتك بأسلوب غير حضاري, ويمتنعوا عن نشرها في مواقعهم... . للحقيقة أقول, هناك مواقع عربية مهنية تتعامل مع الكتاب الذين يرسلون إليهم مقالاتهم المتنوعة بروح رياضية, وينشروا للجميع دون استثناء, رغم أننا في بعض الأحيان ننتقد انتقادات شديدة بعض الجهات العربية. كذلك عندنا عدداً من المواقع الكوردية أيضاً تتعامل مع المواد المرسلة إليهم بمهنية عالية وبروح ديمقراطية, ألا أن هناك بعض المواقع التي يشرف عليها نفر من الكوردي (الفيلية) المستعربين أو الأصح المستشيعين, الذين صاروا ملكيين أكثر من الملك. من بين هؤلاء... شخص من شذاذ القوم يدعى نوري علي, يشرف على موقع الكتروني يسمى "الأخبار" كان ينشر لي مقالاتي في موقعه المذكور بانتظام ودون أية عوائق تذكر, إلى قبل عامين من تاريخ نشر هذا المقال, عندما تهجم شخص مأزوم في عدة مقالات كيدية على الشعب الكوردي وقياداته الوطنية, عندها تحتم علي واجبي الوطني والقومي أن أنبرى له بقلمي وأضعه في المكان الذي يستحقه, وهذا ما فعلته, ألا أن عملي هذا لم يرق للمشرف على الموقع المذكور, ربما هناك علاقة شخصية تربطه مع ذلك الشخص المذكور, الذي يعتنق نفس المذهب الديني الذي يعتنقه صاحبنا الفيلي, فلذا امتنع الأستاذ المهني جداً منذ ذلك اليوم عن نشر مقالاتي في موقعه. وهذا المقال كتبته بطلب من أحد الأخوة, الذين تابعوا كتاباتي في الموقع المذكور, بعد أن شرحت له القصة كما حدثت, تأسف صديقنا الذي يقيم في لندن عن عمل المشرف على الموقع لهذا الفعل الديكتاتوري وغير المهني. لكن ماذا نقول لمن فقد حسه القومي واستعرب بمحض إرادته, عندما هجر بني قومه, وتخلى عن انتمائه الوطني الذي يولد مع الإنسان وينموا معه ويكبر إلى حد يفديه بروحه عندما يكون هذا الوطن في دائرة الخطر. للأسف أن من على شاكلة هؤلاء المصابون بعقم الذاكرة, أن كان يقيم في بلاد المهجر أو يتبختر في شوارع بغداد مع شلة من العنصريين العرب أو يحتسي الشاي في مقهى الذي يحمل اسم إحدى أدوات القوة العربية الناعمة, ألا وهي الشمطاء أم كلثوم, مع أولئك الذين يرفضون كل شيء كوردي. نحن واثقون كل الثقة, أن من يحمل تلك الصفات السلبية, لا يرجى منه خيراً للكورد وكوردستان. |