عبق رائحة المطر

 

 أخفي الغرام وعبارات الشوق تفضحني وأغتال الهوى وجريمة العُشق تُقاضيني وكأنه في الغزل قباني وكأنني بالتصديق مازلت أُراهق.

فسلاماً يا (مَيمةَ) على عبارات الحُب فيكِ وعهود عدم الإنتماء لسواكِ, صدقتي حينما قلتي شئت أم أبيت ستصرعين بحادث حُب قد يختارُك بين زحمة النساء لكن هل حدث إن مُتنا ومازلنا على قيد الحياة أحياء؟! ففي الغرام يا أُمي مدامع قلمٍ وأحرف يصرعُها الشوق فوق الوريقات لتخلدُ حكاياتٍ أعذب من آخر زخات المطر فوق أوراق الخريف الذابلة, أما الياسمين فلزخاتُ المطرُ عليه حكايات أرقُ من غزل لقاءات الشوق بين العاشقين, فلا حاجة لمعاطف البرد يا من تستنشقون عبق رائحة المطر خلدوا نسائم تلك الثواني فقطار الحُب سيخترقُ أزمنةٍ لن تشهدوها فيما بعد الأحبارُ مغرمة يا أُمي فحتى أناملي ترقصُ كخلاخل شرقية لذلك الغرام, وإمرأةُ العُشق تُجن بعذاب الهوى وهي تُشيع جُثمان المحبين أمام هزائم الكلام فأنتَ من ضيعَ بالكبرياء حُبه, لو … لو سقيتَ المسامعُ برحيق خواطر الأوطان لما خضعت الأحلام لإغتيالات القدر, يا مَعشر العُشاق عودوا إلى الحياة وياسيد الغرام لا تترُك أُنثاك بمدينة لا تفقه معنى الحُب فمعاجمُها مازالت خاوية, أختبئ تحت ثياب خيباتي وأُراقب رهائنَ الحُب وهي تطرحُ شوقاً أجملُ من نفحات العطرِ, فجُرحها أعمق من أن يحكى.

أما بعد فلصوص الحُب لا يطرقونَ الأبواب, دعكِ إلى أي قبائل العرب ينتمي ..! فرجالُ الشرقِ يجيدونَ عُشق جميع النساء وحبيباتهم تحترقُ لهفةً وشوقاً وألماً, هماً وعتباً بغصات روحٍ منهارة, فلم يدركوا بأن الحُب باطلٌ من دون طهارة, بتُ أشتهي الموتَ فوقَ السحاب فهل ستداعبُ عيناكَ الغيومُ يوماً باحثةً عن ماضٍ قُتل ظُلماً وبُهتاناً, فقد أرغمتُ ذائقتي على الإنتحار لحماقات أقاويل تؤكد بأن رؤية الأشياءُ عن بعُد أجمل.

تناقضٌ عجيب فحينما خالفتهُ  شروط البدايات خانتني قوانين النهايات حتى نصبتُ برتبة متيمةٍ في مُعسكرات الغرام ..! فلماذا إخترتني دونَ سِواي ..؟

لم تأتِ نصيحةَ أُم بوجوب حرية الفراشاتِ عبثاً لأنها ستحترق بنار الهوى لا مُحال, مشاعرٌ حكم عليها الزمن بمعانقة الصمت وإنتظار الموتُ بغصة الأرواح وبكاء القلوب بعيون صامتة متصنعة البسام, تخيل أي خيبةٍ وجرحٌ أعمقُ من ذلك..؟!

فليس بالضرورة أن نُدفن لنعدُ من الأموات فموت السعادة بعيون المحبين أكبر من الإجرام إجراماً, فلنعترف وبكل بساطة إننا أمام أجراس الهوى مهزومون … مهزومون.