عراقيون حول العالم!!

بداية أود أن أوجه تقديري لزميلنا الاستاذ سلام الشماع على مقالته "المغتربون العراقيون سفراء محبة وسلام" والتي وضع فيها النقاط على الحروف وأعادنا بذكرياتها إلى سنين الحصار الظالم، وذكرنا بتلك الصورة المشرفة للمغتربين العراقيين ومواقفهم المعهودة والداعمة لبلدهم العراق في تسعينات القرن الماضي.ولمزيد من التوضيح لما ذكرته في مقالتي تحت عنوان " إلى المزايدين مع فائق إستنكاري" والذي لم أوفي فيها موضوع منظمة المغتربين العراقيين حقه، فأود ان اوضح للقارئ الكريم الذي لم يكن على اطلاع على عمل المنظمة ومواقفها ايام الحصار الجائر بانها منظمة مستقلة ولا علاقة لها بحزب البعث العربي الإشتراكي، لا تأسيسا ولا دعما ولا تنظيما، بل جلنا يتذكر بأن كثير من الشخصيات الاكاديمية والعلمية والثقافية التي كانت تزور العراق للوقوف مع شعبه أيام الحصار الجائر كانت معارضة للنظام الوطني آنذاك، وأغلبهم هاجر من العراق لمختلف الاسباب وحتى منها سياسية، لكنهم كانوا يحملون هويتهم الوطنية وانتماءهم للعراق فقط من اجل الوقوف معه في محنته.لقد كسرت هذه المنظمة الحصار مرات عديدة وساهمت بايصال الأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء إيمانا منها بواجبها تجاه شعب العراق لا أكثر، وكانوا يجمعون الأموال فيما بينهم لشراء تلك المستلزمات لايصالها لشعبهم، ولم تكن هناك أية جهات داعمة تلك الفترة التي تنكّر فيها الجميع للعراق العظيم بقرارات جائرة طبقها الجميع، ومن عاش تلك الحقبة سيدرك أبعاد ما نقوله.من المنطقي ان تجمع تلك المنظمة وان تستقطب كل المغتربين العراقيين حول العالم بعد احتلال العراق، لذلك سنجد فيها كل صنوف الانتماءات الحزبية والقومية والسياسية والدينية، يجمعهم فقط حب العراق، وانتمائهم لارضه وماءه وهواءه، ويمثلون العراق خير تمثيل، كيف لا وهم يمثلون خيرة نخب العراق.نعود ونكرر استقلالية هذا المنظمة التي تحوي بين طيات سجلاتها على اسماء لامعة من العلماء والأطباء والمهندسين والمثقفين الذين يواظبون دوريا على تحمل تكاليف مؤتمرهم دون أي دعم خارجي من اي منظمة أو حزب، لأنهم في الحقيقة لا يحتاجون لاي دعم ومن أي طرف، وهذا هو سر استمرارها على ذات الاهداف الوطنية الجامعة لكل موزائيك الشعب العراقي.ختاما فإن المنظمة تمثلنا جميعا نحن المغتربين، مهما اختلفت توجهاتنا ومشاربنا وقومياتنا وأحزابنا، لأن الجامع اكبر من ذلك بكثير، إنه العراق الذي يحتضن كل هؤلاء، ولهدف سامي واحد، خدمة العراق من جنوبه لشماله، ومن شرقه لغربه، هو العراق الذي يحلم بعودته الجميع، ونحذر من استغلال أسم المنظمة وتجييره لأي حزب أو طرف، لأنه بذلك يساهم بضرب هوية المنظمة الوطنية.