قتل شخصان على الاقل واصيب عشرات اخرون الاثنين في انفجارين كبيرين وقعا قرب خط الوصول خلال ماراثون مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس بشمال شرق الولايات المتحدة، ما اثار الهلع بين المشاركين والجمهور. وحالاً وعلى كل القنوات التلفزيونية وفي كلمة قصيرة أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولايات المتحدة ستتوصل إلى مرتكبي حادث بوسطن وستقدمهم للعدالة وتكشف دوافعهم. والتزم مجلس الشيوخ في واشنطن مساء الاثنين دقيقة صمت تضامنا مع ضحايا الانفجارين. ودعا حاكم ولاية ماساشوستس السكان الى ملازمة منازلهم طالبا منهم ان يبلغوا السلطات بأي معلومة قد تكون مفيدة للتحقيق. واعلنت شرطة نيويورك الاثنين انها عززت تدابيرها الامنية، وذلك بعد اقل من ساعة من حصول انفجاري بوسطن.
قتل 19 شخصاً، على الأقل، وأصيب أكثر من 130 آخرين بجروح، الاثنين، في موجة تفجيرات بسيارات مفخخة في العراق وقالت مصادر أمنية إن 17 تفجيرا مختلفاً هزّت كركوك، وطوزخرماتو و"الحلة"، علاوة على تفجيرين استهدفا نقطة تفتيش بمطار بغداد الدولي!!
في نفس اليوم تحدث إنفجارات , قتل في بوسطن 2 وجرح عشرات وفي العراق قتل 19 وجرح حسب الخبر 130 , لاحظوا ردة فعلهم لم يتعجلوا بإتهام أحد ولكن كان من سوء حظ أحد السعوديين أن تواجد أمامهم ( علماً بأن هناك أكثر من 70 ألف طالب سعودي يدرس هنا في أمريكا ) قارة بحجم الوطن العربي , أثارها إنفجار من نوع ما , وقتل مواطنين ولكن لنرى مـدى الغضب في أمريكا من الرئيس أوباما الى القوات الأمنية والمسؤولين من الحاكم الى مجلس الشيوخ . ولكن ماذا عـنـّا ؟! الخبر عـادي كأي خبر تفجيري يحدث كل يوم , لم يقل الرئيس شيئاً ( لأنه مبتلي بحاله ومرضه) ولم يقل رئيس الوزراء المالكي وأستمر في نشاطه المبرمج حتى لو أنقلبت الدنيا ! أتهم كالعادة البعث والقاعدة وهذه الجنجولوتية كلنا نعرفها وحفظناها عن ظهر قلب , لم يستقل مسؤول أمني كالعادة ولم يتحمل أي مسؤول نتيجة إهمال قواته عواقب التفجيرات بالرغم من حالة الإستنفارإستعداداً للإنتخابات المحلية , كيف حدثت التفجيرات ؟ كيف عبرت السيارات؟ كيف حدث التفجير بالقرب من المطار ؟ أسئلة كثيرة محيرة تحتاج الى أجوبة واضحة , طبعاً الخبر لم يثر غضب المسؤولين ولم يقف مجلس النواب دقيقة حداد أو حتى ثواني على الضحايا العراقيين, في أمريكا الإنسان له قيمة وإحترام أما عـندنا فأصبح الأمـــر عـادي جــداً !! في أمريكا طالبوا الناس بتقديم أي معلومة تفيد بالقبض على المجرمين وعـنـدنا الناس و مـن أجـل الظـهـور على شاشة القناة العراقية أو أي قناة تهتم بخبر قتل العراقيين , يخرجون بوجه متجهم , وهو يشرح بأن حدث إنفجار وهو يؤشر على السيارة المحترقة , أضحك وهو ضحك كالبكاء , إذ هذا المواطن "عرّف المـاء بـعـد الجـهـد بالـمـاء" مئات التفجيرات حدثت في العراق بالرغم من نقاط التفتيش المنتشرة ولكن في كل مرة وفي نفس الطريقة وفي أماكن مختارة من الإرهابيين وخاصة في مناطق " الروافض" ! وأنا أسأل بدوري الرئيس " الرافضي" المالكي لماذا لا تضرب بيدك على طاولة الإجتماعات وأمامك القادة " العسكريين" بنجومهم المصفطة وأركانهم الحمراء التي يأخذ لها الناس تحية وسلام , لمـاذا لا تسـألهـم , شنو القضيـــة؟ شنــو الحــل؟ شــنو نـسـوي ؟ أنـا متـأكـد في يوم 20 نيسان سيكون الإرهابيون على موعد وبالمـرصاد لأبناء شعبنا وليس العكس , سيسقط الكثيرين على مذبح الإنتخابات و"ألف عين لأجل عين تكرم "! تفجير في مدينة بوسطن هــز أمريكا ومسؤوليها , وتفجيرات في مــدن مختـلـفـة وغير مؤتلفــة لـم يـحرك رمـش عـين مسؤول حـزنـاً أو غضبـاً , لقد أصبح الأمــر عنــدنا "ما لجـرح بمـيـت إيـلام " . الرئيس أوبامـا قال وبكل ثقة " سيتوصلون الى مرتكبي الحادث وسيقدمونهم للعدالة " وماذا عن مرتكبي التفجيرات شبه اليومية والدامية في العراق؟! هـل وعــد أي مسؤول بالقبض على الإرهابيين وتقديمهم للعدالة أو تسليمهم لبلدانهم التي شرفونا بمجيئهم منها ؟! لـم يـقـل السيـد الرئيس المالكي , قائد القوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الدفاع وغيرها من المناصب الأمنية الرفيعة , لـم يـقـل إنـه سيقبض على الجـنـاة لأنـه يعرفهـم قبـل أن يفجـروا ! لا أعنـي شخصيـاً ولـكن مـن كـثـرة تفجيراتهـم منذ سنوات وعلى نفس المنـوال لـم يتغيـر الحـال إلا الـى الأسـوأ . وبصفتي مواطن عراقي – أمريكي أرجو من السيد أوباما - أبو سمره أن يبعث بعدد من المحققين لمساعـدة حكومة العراق وقواتها المتدربة على طريقتكم – وحسب الإتفاقية الأمنية الإستراتيجية .إني هنا أطلب من الرئيس الأمريكي كمواطن أن يحمي شعب العراق لأنه ما زال يعيش فيه أهلي وأصدقائي وأحبابي المواطنين العراقيين , وبما إن أقمـاركم كانت تستطيع أن تقـرأ عنـوان جريدة " البـرافـدا" أيـام الحرب البـاردة ,تستطيعون سيدي الرئيس أن توجهوا أقماركم الى شوارع العراق ونقاط التفتيش المنتشرة وإضبطوا الأمـن من بُعد ونَبْهوا الجنود إذا ما غفـوا ومرروا السيارات الملغومة , سهـواً أو إهـمـالاً أو تقـاعسـاً أو تواطئاً والله أعـلــم ؟!!
*** مقالي السابق الذي كتبته منتقداً السيد المالكي على تهديده "بقلب الدنيا" إذا حضر الى مجلس النوّاب أثار عليّ زعـل بعض الأصدقاء لأنني صببت عليه " جام" غضبي أكثر من الآخرين , لست ضد السيد المالكي لأنه جاء بطريقة "ديمقراطية" وسيذهب بطريقة ديمقراطية وليس كما كنت عدواً للدكتاتور البعثي الفاشي صدّام التكريتي الذي لعنته بكرة وأصيلا وما زلت ألعنه وألعن كل بعثي في العراق ولكن لا يحـق لأصدقائي أن يزعلوا وهم يعلمون بأني لست طائفياً و لا أنتقـد لأسباب طائفية أو لمجرد النقد وإنمـا يهمني كثيراً أن تكون أمـور العراق بأحسن حال وأمور شعبنا بأحسن الأحوال وكفى شعبنا الحزن والعذاب والفقر والمرض والفاقة في بلد غني ويسبح على بحر من النفط ورغم هذا نسبة الفقـر 30% والأمية 7 ملايين إنسان في عصر حتى البزازين صارت تقرأ وتكتب !, يجب أن يكون كل السياسيين في خدمة الشعب , ولا يمكن أن تتحسن الأمـور إذا ساءت صراعاتهم " السياسية "وأنعكست على الشعب وبالاً . تخلص الشعب من حكم الحزب الأوحد بعد أن تصوّرصدام إنه سيسلم " العراق أرض بدون شعب " و لا نريد من يأتي ليقول " بعد ما ننطيها " يعني رجعنا لحكم الحزب الواحد , وهذا لا يمكن وليس مقبولاً بأي شكل من الأشكال .
" من أين يُرجى للعراق تقدماً وسبيل حاكميه غير سبيله" "الشاعر معروف الرصافي"
|