برلمان الكورنيش : التكنوقراطيون الجدد وارنيش للتطنيش ! |
الإيطاليون الذين عانوا طويلا من المافيا الإجرامية والفاشية القومية والألوية الحمراء اليسارية والحروب الدولية ، لهم مثل صيغ من ركام المتناقضات التي هبطت بإيطاليا الى ذيل القائمة الأوربية بعد ان كانت يوما ما في مقدمتها ، يقول المثل " بإمكاننا رسم زهرة على الورق ، ولكن من أين لنا أن نأتي بعطرها الفواح " .ما قاله الإيطاليون يصدق على حكومة التكنوقراط العراقية المزمع تشكيلها مع حاجتها الى أشهر طويلة لعزل أي وزير من وزراء حكومة المحاصصة المراد حلها ومباشرة بدلائهم في حال تم الموافقة عليهم خلال المهلة الممنوحة للتصويت تحت قبة البرلمان ، تلك الحكومة التي يحاول بعضهم تسويقها على أنها – المخلص المنتظر – الذي سيعيد الأمور الى نصابها ، مع أن القاصي والداني لا يساوره الشك مطلقا بأنها مجرد – فرانكشتاين – ولد من رحم الصراع السياسي والمحاصصة المقيتة ليهزم – التظاهرات الحاشدة المطالبة بالإصلاح والتغيير الحقيقي ويقمعها ويطوقها في الوقت بدل الضائع – وليحافظ على كينونة الأحزاب الحاكمة ومصالحها، ولكن بثياب - تكنوقراطية – عازبة ظاهرا ، مرتبطة بالأحزاب بزواجي عرفي ومتعة باطنا .وبالتزامن مع إعلان بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، مقتل 1119 عراقياً وإصابة 1561 آخرين في شهر آذار الماضي ومحاكاة لـرواية " ثرثرة فوق النيل" التي أبدع شخوصها وأحداثها المستنبطة من أرض الواقع ،الأديب الحاصل على جائزة نوبل ، نجيب محفوظ ، والتي تتحدث عن جيل النكسة 1967 المهزوم والمأزوم داخليا وخارجيا ، جلسنا بدورنا على ضفاف دجلة ومن مكونات عدة في كورنيش ابي نؤاس لنثرثر بعد إكتمال نصابنا القانوني و عبر جلسة حوارية مفتوحة على الغارب وليست مغلقة ، و من غير تحشيش ولا إقصاء ولا تهميش ولا تطنيش ولا تطفيش كما صنع مثرثرو نجيب محفوظ في ملحمته النيلية التي تحولت الى فيلم سينمائي لاحقا .وخلصنا تحت قبة البرلمان الكورنيشي بعد التقاط السيلفي ونشر الصور على توتير وفيس بوك وأنستغرام ، في أعقاب ثرثرة أخوية مفتوحة صادقة بين المكونات المختلفة الى ان هنالك لبسا كبيرا في تعريف التكنوقراط الذي يتلخص تعريفه العام بحكم النخب العلمية والتقنية المستقلة ، واللبس الحاصل هنا يتضح جليا من خلال التشكيلة – الوارنيشية - المطروحة للتصويت ، وكلها من اساتذة او من رؤساء الجامعات او عمداء الكليات ، مع ان مفهوم التكنوقراط لا يشترط هذه الصفة تحديدا بقدر الخبرة والكفاءة في إدارة الأعمال وقيادة الشركات والمؤسسات ،اذ ان مؤسس مايكروسوفت " بيل غيتس ، مؤسس فيس بوك ، مارك زوكربيرغ، مؤسس آبل ، ستيف جوبز مع شريكه ، مايك ماركيولا، مؤسس شركة هونداي شنغ جو ينغ ، مؤسس شركة سامسونغ ، لي بيونغ شول، رفيق الحريري اللبناني الذي بدأ حياته مصححًا صحفيًا، رجل الأعمال السعودي الناجح ،صالح الراجحي، الكويتي عبد الرحمن السميط، وكذلك ريتشارد برانسون الذي يمتلك 400 شركة وتقدر ثروته بـ 5 مليارات دولار، فتاح باشا قديما في العراق ، هؤلاء هم التكنوقراط الحقيقيون ، المستقلون، المهنيون، الناجحون ممن بإمكانهم بناء بلد دمرته الحروب بأكمله ، فما بالك بوزارة - تخرب من الضحك - مع ان معظمهم ليست لديه شهادة اكاديمية تخصصية عليا .أليس" ابن بنية " على سبيل المثال وليس الترشيح – حتى لا يطفر واحد ويكول ها يابه - رجل أعمال من الطراز الأول ، يعلم نجاحه ونجاحات عائلته التجارية والصناعية ، القاصي والداني وعلى مدى 45 عاما او يزيد ، هؤلاء ومن أشرنا اليهم سلفا هم التكنوقراط وان لم يحملوا شهادات اكاديمية عليا.كما توصل برلمان " الكورنيش " بعد فترة إستراحة قصيرة لتناول " اللبلبي " الحار بالفلفل الأسود الى ان الكتل السياسية ونوابها لن توافق على التشكيلة المطروحة بعد قراءة سير أصحابها ، لماذا ؟ لأن هناك من اتهم بعض الأسماء بأنها من أتباع النظام السابق ، وهناك من اتهم بعضهم بازدواجية الجنسية ، وهناك من اتهم مرشح الحزب الإسلامي الكردستاني لوزارتي الاعمار و الاسكان و البلديات بعد دمجهما ، بأنه اخوان مسلمين ... إتهام مرشح وزارة الصحة بأنه مقرب من حزب الدعوة.. إتهام مرشح وزارة النقل بانه مقرب من المجلس الاعلى... إتهام مرشح وزارتي المالية و التخطيط بعد دمجهما في وزارة واحدة بأنه مقرب من حزب المؤتمر .... أتهام الشريف علي المرشح لوزارة الخارجية بأنه تابع الى السفارتين البريطانية والأميركية كما انه رئيس الحزب الملكي الدستوري سابقا ..اتهام مرشح وزارة التربية بأنه مقرب من علي الأديب ، بمعنى دولة القانون ، على حد وصفهم ، وبالتالي فأن الكتل لن توافق على التشكيلة التي قدمها رئيس الوزراء ، لأن رفض أي وزير من هؤلاء يقتضي رفض البقية الباقية وبسلة واحدة وهكذا لأشهر عدة قد تطول وقد تقصر " ألم نقل إنها تطنيش للمطالب ووارنيش للتغيير " وجيب ليل وأخذ عتابه .الأمر الآخر ان كتلا رفضت دمج الوزارات لإختلاف تخصصاتها وحجم مسؤولياتها ، فدمج وزارة العمل التي تتولى ملفات عشرات الألوف من المشمولين بالرعاية الاجتماعية ، مع الهجرة التي تتولى ملف ملايين النازحين والمهجرين سيحولهما الى فوضى عارمة لا أول لبهاتة أدائها ولا آخر ..دمج الرياضة والشباب مع الثقافة ستكون نتائجه كارثية على الثقافة والرياضة والسياحة على حد سواء، و تحت شعار " كمل الغركان ..غطه " .الكتلة الكردستانية معترضة على التشكيلة الجديدة – شلع قلع - ، فيما تطالب كتل اخرى بشمول وزيري الدفاع والداخلية بالتغيير والا فلن تصوت ...المجلس الأعلى في تصريح جديد " لسنا مقتنعين بالإملاءات المفاجئة " بمعنى " لن نوافق" ...العبادي " في حال عدم موافقة البرلمان على التشكيلة المطروحة سنطرح أخرى جديدة ومن حق الكتل الموافقة او الرفض او التعديل " وياليل لا تنتهي توني إبتديت الغزل ، لأرقص وأغني وأدك والله لوما الخجل !.وخرجنا ايضا ومن خلال استقراء لتصريحات الناطقين باسم منظومة الأحزاب الحاكمة منذ 2003 ، بأن عزل وزير- محاصصة - من منصبه ليحل بدلا منه وزير – تكنوقراط – يتطلب إجراءات معقدة واعتراضات أعقد ، اولها تقديم مبررات لعزل الوزير ، ومبررات مناظرة لإختيار البديل وأسبابها ، وان هذه الدوامة لن تنتهي الا بتقديم الوزراء إستقالاتهم بدلا من إقالتهم ، وهذه النقطة تحديدا ستفتح بابا لكسر العظم بين الفرقاء بدأت بالشهرستاني الذي فتح له ملف " أكبرفضيحة رشا في العالم " مع انها تعود الى العام 2011 بعد رفضه التنحي عن وزارة التعليم ، بمعنى ان الوزراء المراد اقالتهم سيصطدمون بسياسة الترغيب والترهيب " اما التنحي او ملف فساد جاهز للمساومة " وما أكثر الملفات المخبأة لحين الطلب ، بدوره وفي حال أصر الجعفري على عدم التنحي من منصبه وزيرا للخارجية فسيتعرض لما تعرض له الشهرستاني مع ان الأول رحب بخلفه، الشريف علي ، قائلا له " يبدو انك قاب قوسين أو أدنى من خلافتي في وزارة الخارجية يا ابن الملوك" ولكن من غير الأنسنة والمارد والقمقم ، لأن – ابن الملوك ما يعرف يحجي عربي - وبالتالي فإنه لن يفهم سياق الكلام ولا معانيه وسيكون بحاجة الى مترجم عربي - إنجليزي للوقوف على أبعاده الفلسفية التي ترسم أزهارا على الورق بلا روح ولاطعم ولارائحة !!.وسلم عليا ... ع الكورنيش ازعلوا .. لالا .. اغضبوا .. لالا ،حبني حبيتو ... ع الكووووورنيش. |