أشارت الكثير من النصوص إلى مفهوم الإصلاح بمعانيه المتعددة وجعله القران جوهر رسالات السماوية ، فوصف به إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ثم يميز القران الكريم بين الإصلاح الحقيقي على الوجه السابق بيانه وادعاء الإصلاح كقوله تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ،ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) والكثير الكثير من الايات القرأنية والاحاديث الشريفه تتبنى الاصلاح وتبغض الفساد واخرى تتدعيه ، واليوم نحن نعيش عصر الفساد بكافة انواعه لم يشهده أي بلد من البلدان حتى التي تشتهر بالفساد ولكن نحن في العراق فاقت التوقعات وحتى موسوعة غينس لم تستطيع ان تستوعب هذا الكم الهائل من الفساد ومن الحفاة الذين اصبحوا اليوم في مصاف الاثرياء علماً ان الفاسدين هؤلاء جاءوا بأسم الاسلام وأصلاح الوضع في البلد وانهم فوق الشبهات ولكنهم وبعد حكمهم لعدد من السنين ظهروا غير ذلك وأستطاعوا بكل حنكه ودهاء من سرقة اموال الشعب الذي اوصلهم الى مبتغاهم ... ولكن هذا الشعب كان مغلوباً على امره ومصدق للعبه التي جاءو بها المهم ان الشعب اليوم فهم اللعبه وأستوعب الدرس جيداً الا ماندر منهم واتمنى ان لاينجر بعد ذلك خلف هذه الاحزاب التي رسمت الخوف والحزن على وجوههم وحرموهم من كل شيء في الحياة واهمها حقوقهم التي كفلها لهم الدستور والذي عملوه بأيديهم ولكن على مقاسهم . نحن اليوم نشاهد الانتصار الذي صنعه الابطال بوقوفهم بوجه الفساد واصرارهم على التغيير بهذه التظاهرات والاعتصامات التي نادوا بها من اجل البلد ولكن هل يكتمل هذا الانتصار وهل ستقبل هذه الاحزاب بخسارتها ام ستكون نغمة على البلد في المستقبل لاننا عشنا هزيمتهم ولااتوقع ان تكون هذه الهزيمه عابره لان هذه الاحزاب خسرت كثيراً وهي الى الان تتشبت بالحكم فهل ستكون هذه نهايتها وتقبل الخسارة بهذه السرعة ام ان هناك امراً اخر يدبر له ، انا اعتقد بعد ان فقدت هذه الاحزاب هيمنتها على الوزارات وبهذا التغيير الذي حصل اليوم سيكون المستقبل مظلم بالنسبة للبلد لانه ليس من السهوله التنازل عن كل هذه الامتيازات بين ليلة وضحاها او بخروج هذا الشعب في مظاهراته لاننا خرجنا منذ زمن بعيد نطالب بهذه الاصلاحات ولم ينفع ذلك صحيح ان الشعب اخيراً انجز ماخرج لاجله ولكن هذه الاحزاب ستفكر بالمستقبل وكيف ستؤول اليه الامور في الانتخابات القادمة لان هذا التغيير سيحرمها من كثير من الاشياء التي هي تعتمد عليها وخاصة هذه الاحزاب تتمتع ببعض مؤيدها الى الان وهي لاتريد ان تخسر ارضيتها التي كانت عليها في الانتخابات الماضية بعد حصولها على الكثير من الاصوات لذلك انا برأيي لااجد المستقبل مفعماً بالنور ولايجب ان نتفائل كثيراً فحسب التوقعات والتحليلات من جميع الاختصاصيون فأن هذه الاحزاب لم ولن ترضى بهذا الوضع الحالي وهذا اذا كان فعلا سيمّررون هذا التغيير وحتى ان كان سيمّرر اعتقد ان ليدهم خطط اخرى ليتمكنوا من الالتفاف عليها والاحتفاظ بما كانوا يحتفظون به من امتيازات وأموال بالمليارات تدر عليهم من خلال هذه الوزارات والا كيف يمكننا ان نصدق انهم سيقبلون بهذا الوضع بعد اقصاءهم وفقدان قواعدهم والاكيد بعد كل هذا لم يتمكنوا من تحقيق ماحققوه في الانتخابات البرلمانيه السابقه لذلك اعتقد ان العراق سيمر بمرحلة صعبة للغايه في المستقبل في ظل الظروف الحاليه ومايمر به البلد من تجاذبات سياسية كبيره بين جميع المكونات وحتى في البيت الواحد وهنا احب ان اوجه كلمتي لهذا الشعب وأقول لهم انتم خرجتم وطالبتم بالاصلاح وانجزتم منه الكثير فلا تغفلوا ولاتهجعوا فأن القادم أصعب ولاتخافوا بعد الان من هؤلاء الفاسدين وكونوا في الموعد متى مااحتاجكم بلدكم العراق والى الذين مازالوا يتلاهثون وراء هذه الاحزاب اقول لهم كفى تبعيه ماذا جنيتم من هذه التبعيه الى الان كونوا مع الشعب الثائر واجعلوا شعاركم ( العراق اولا ) وليس الحزب او شخصية من هذه الشخصيات التي اوغلت بالفساد وهي تكنز الاموال وانتم لازلتم تدافعون عنهم فكونوا احراراً وكما قال الامام الحسين عليه السلام ( ويلكم ياشيعة ال سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون يوم الميعاد فكونوا احراراً في دنياكم ) نعم كونوا احرار في دنياكم وضعوا العراق امام اعينكم وارجعوا الى واقعكم لتتأملوا ان هؤلاء لم ينفعوكم بشيء سوى في خراب هذا البلد وفي النهاية نتمنى ان يكون العراق في ابهى صورة وتذهب هذه الغمة عن هذا البلد ويعيش اهله بسلام بعيداً عن المنافقين والفاسدين ...