البريطانيون يكذبون والعراقيون يوهمون انفسهم بصدق جهاز كشف الكذب

 

تناقض دولة العراق نفسها، من خلال سياقات حكومية متضاربة، تدير فترات الشد والرخاء (إن وجد) على حد سواء.

ما يوقع المتأمل في مسارات الحياة العراقية، وسط حيرة، هل اجهزة كشف المتفجرات خدعة كما تقول الشرطة البريطانية؟ ام حقيقة فاعلة، تصر الحكومة العراقية على استخدامها؟ برغم مرور السيارات المفخخة عليها، محملة باطنان من المتفجرات، تنفلق، أنى تشاء.. مكانا وزمانا، في توقيتات تدل على ان الارهابيين (ما بعينهم زلم).

صرح الناطق الرسمي لوزارة الداخلية سعد معن، بان جهاز كشف المتفجرات، يفيد بنسبة تفوق الـ 50 % مؤكدا على ذلك بالادلة، التي تثبت بان صاحب الشركة البريطانية الذي سيق للمحكمة وعوقب قضائيا، بسبب توريده، اجهزة غير قادرة على كشف المتفجرات، للعراق، على حق، وان جهاد الجابري.. المعني من قبل وزارة الداخلية باستيراد تلك الاجهزة، مظلوم؛ لأنه اعفي من منصبه وحوكم وأودع السجن.

البريطانيون قالوا ان الجهاز اكذوبة، والمحكمة العراقية، تكاملت مع ذلك، بالتجربة العملية، والبرهان الذي جرمت بموجبه الجابري.

فاذا لم يكن معن مخطئاً يجب على الداخلية فتح تحقيق بشأن تصريحه، مع كل الاطراف، من بريطانيين وعراقيين، لتأكيد دقة عمل الجهاز، وان السيارات المفخخة التي تنفجر بتوقيتات دقيقة، في النقاط التي يؤشرها الارهابيون مسبقا، وتعجز الاجهزة الامنية عن منعهم من تنفيذها، هي الاكذوبة وليس الجهاز.

ما يعني اعادة محاكمة جهاد الجابري، وتبرئته واعادة الاعتبار له، وتعويضه عما مر به من محاكمات وسجن وغرامة و... ظلم.

العراق اثبت بتخبطه السياسي، والأخطاء المتلاحقة الاخرى، انه بلا علماء ولا خبراء ولا اصحاب رأي ولا عقلاء ولا...

دولة تحكم مواطنيها بالسجن لأجل جهاز ناجح بنسبة 50 % أو فاشل بنسبة راح ضحيتها مئات الالوف والحبل على الغارب، سياسيوه لا هون عن الواجب بتنازعهم على الكرسي، من دون ان يعنوا باداء مهماتهم التي انتخبهم الشعب لها.

فهل جهاز كشف المتفجرات المشرع ابواب بغداد والمحافظات للسيارات المفخخة، فعال وهو يحجم عن العمل في العراق وبريطانيا فقط، ام ان هناك بلوى لا يعرفها الا الله والمرسلون وأولي العلم الفائق.. غير البشري، يكمن وراؤها السر؟

بريطانيا والمحكمة العراقية، قالتا بان الجهاز فاشل.. اكذوبة؛ ما ترتب عليه سجن المصدر والمستورد، وسعد معن يقول الجهاز فعال، مايوجب ان نعيد شريط الواقع الى الوراء مثل فيلم سينمائي، وندع الجهاز يؤشر على السيارات المفخخة، التي مرت عليه، متجهة الى ساحات عامة ومساجد وكنائس واسواق، لتتفجر فيها، حينها نقول ما قاله سعد: الجهاز فاعل بنسبة 50 % لذا يجب ان تتوقف نصف الانفجارات التي دمرت حياتنا، ويعود للحياة نصف الشهداء والجرحى والمعوقين ويسقط نصف الحكم عن جهاد الجابري وصاحب الشركة المصدرة لجهاز كشف المتفجرات الخاص بالشامبور والعطور النسائية الرقيقة.