السجن لمدخني الشيشة |
تحاول المجتمعات المتحضرة ودولها المتقدمة ايجاد وابتكار كافة الطرق والوسائل للحد من الظواهر والعادات التي تؤثر سلبا على صحة الجسم من جانب وتلوث البيئة وتسيء للذوق العام من جهة اخرى ، وتحاول الدول المستقرة سياسيا واقتصاديا من اصدار قوانين صارمة ضد الضاربين القوانين عرض الحائط وبالتالي تمكنت تلك الدول من السيطرة والتخلص من ظواهر مرفوضة يتخدمها المواطنين على مدار اليوم ، ومثلا ويشاطرني الراي من اكتسب الجنسية الاجنبية وعاش في اوربا ودول متطورة ومتحضرة وعندما يحدث الضوضاء المزعجة في بيته او شقته السكنية كالطرق على الحائط او استخدام اجهزة التلفاز ومكبرات الصوت الاخرى وبشكل مزعج بحيث تصل اصواته الى الجار وحتى لو احدث ضوضاء وهو يسير بواسطة نعله او جذائه ويسبب باصدار اصوات على الارض تصل الى الجار فان من حق الجار الاتصال بالشرطة (البوليس) ويقدم بلاغا سريعا وبالتالي واسرع من البرق تطرق الشرطة باب الجار المتسبب بازعاجات واعتقاله واجباره على دفع غرامة مالية مع تعهد يصل احيانا الى السجن الامر الذي بات يعرفه جميع سكنة مناطق ومدن الدول الاوربية ويسري القانون والعقوبات ضد من يرمي النفايات بغير محلها او التدخين بغير الاماكن المخصصة او الضحك والتحدث بصوت عال في الاماكن العامة وخاصة المغلقة ماجعلت تلك القوانين والانظمة ان تعيش بهدوء واستقرار وامان واخيرا بدات بعض الدول العربية تطبيق مثل هذه القوانين ومثلا ففي المغرب العربي شرعت الحكومة بتطبيق قانون السجن لمدخني النركيلة ( الناركيلة) تصل لخمسة اعوام وثلاث سنوات لمروجي وبائعي التبغ المعسل الخاص بالنركيلة وهكذا حدت حكومة المغرب من ظاهرة استخدام شرب النركيلة في الاماكن العامة والخاصة لتقلل من حوادث مخاطرها الصحية وعدم الاسراف والتبذير بالاموال التي تنفقها شريحة الشباب على شرب النركيلة ومنذ ساعات الصباح الاولى الى ساعات مابعد منتصف الليل . والسؤال ماذا لو جربت حكومتنا وبرلماننا من تشريع وتطبيق مثل تلك القوانين وماذا سيحدث ؟ وانني اعتقد جازما ان اكثر من 90 بالمائة من المقاهي والكازينوهات ستغلق ابوابها لانها تعتاش على جيل من الشباب والصبايا ومن كلا الجنسين جميعهم مدمنين على شرب النركيلة بشراهة واستنشاق سمومها ونفث باقي السموم في الهواء الطلق ليكون غير المدخنين وخاصة من الاطفال عرضة للسموم والامراض الخبيثة . نعم ستغلق النسبة الاكبر من المقاهي والكازينوهات ابوابها الى جانب غلق مروجي وبائعي التبوغ المعسلة محالهم التجارية وربما خروج مظاهرات عنيفة ضد الحكومة والبرلمان تتهمهم بمصادرة حرياتهم الشخصية وقطع ارزاقهم بتناول وبيع السموم . وماذا لو طبق قانون الغرامة والسجن لمحدثي الضوضاء في بيوتاتهم وشققهم السكنية عندما يستخدمون التلفزيونات ومكبرات الصوت بشكل جنوني او يستخدمون المناشير والمطارق ( الدريل همر ) عندما يستخمونه في ساعات راحة المواطن القادم من دائرته ومكان عمله وقبل ان يتمدد للقيلولة يستمع الى المسامير والجواكيج الكهربائية تطرق على حائط منزلك او شقتك وتسلبك الراحة والاستقرار قبل ان تصاب بالدوار والارق العنيف ، نعم ماذا لو طبقت وشرعت قوانين ضد من يرمي النفايات بغير محلها ومحاسبة المتجاوزين على اراضي المال العام والارصفة واخضاع الجميع لغرامات مالية فورية وقتها لوطبقت بشكل قانوني واصولي ومهني لانتفت حاجتنا الى مصادر النفط الذي تسبب هبوطه بازمة مالية عنيفة ومرعبة ولانتعشت خزينة الدولة ، وماذا لو استعادت الحكومة الاموال التي نهبت وسرقت من قبل المفسدين والسراق ؟ وماذا لو شرع قانون من اين لك هذا ؟ وتطبيقه بدا من رئيس الحكومة ووزرائها الى اصغر موظف في الدولة العراقية ؟ ماذا سيحصل ؟ نعم الذي سيحصل ان العراق سيستعيد عافيته ومكانته السياسية والاقتصادية والانسانية . ويقينا ان الامر ليس بمستحيل لو مددنا اليد لبعضنا البعض، وتعاونا وتكاتفنا وعملنا بروح الوطنية الواحدة ، وان نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات ، ويقينا ان الفرصة لم تفت لنضع حدا لكل خلافاتنا ، وان نعمل بجد واخلاص لننهض بالعراق الذي كان ومايزال وسيبقى موطن الحضارات الانسانية . |