الحاجة فتحية والأستاذ عبد العال

 

 بمناسبة عيد الام العالمي شاهدت في احدى القنوات المصرية برنامجا مع الإعلامية (منى الشاذلي) وهي مذيعة مصرية تقدم برامج اجتماعية وثقافية وسياسية شائعة دخلت الى قلوب المشاهدين في مصر وبلاد العرب وهذه المذيعة التي قابلت وتقابل مختلف الشرائح والطبقات والنخب بدءا من عامل جمع القمامة في الشارع ومرورا بالجزارين وسواق التاكسي وبائعي الخضراوات وأساتذة الجامعات والفنانين وكبار المفكرين وانتهاء بالرؤساء مثل جورج بوش وباراك أوباما هذه المذيعة الانيقة دخلت قلوب المواطنين هناك وفي كل الأمكنة التي يصلها بث الفضائيات التي عملت فيها بساطتها واريحيتها الإنسانية وبعمق ثقافتها..

على اية حال في عيد الام رأيت برنامجا لها قدمت فيه الحاجة فتحية والأستاذ عبد العال وهما زوجان سعيدان نزحا من احد قرى الريف المصري الى القاهرة فقد رزقها الله كل شيء المال والصحة والطيبة والسخاء الا الأطفال لذا فكرت الزوجة الحاجة فتحية الحافظة للقرآن الكريم في مشروع خيري تؤسسه من مالها الخاص تأوي منه البنات اليتيمات ممن لا معيل لهن.

ووقف فيه الى جانبها زوجها الطيب الثري وخصص لها من المال ما يحقق لها هذه الفكرة الإنسانية الجليلة فانضمت حتى الان 35  يتيمة بين سن 7  سنوات و10  سنوات تطعمهن وتكسوهن وتربيهن التربية الحسنة وتعلمهن القــــيم الصحيحة وترسل بهن كل صباح الى المدارس.

وقد هيئت لهن قسما داخليا عبارة عن طابق واسع فسيح في عمارة حديثة ضخمة مزود بكل وسائل العيش الكريمة من اثاث حديث واسرة وقاعة معيشة كبيرة وحمامات ومرافق صحية غاية في الحداثة والنظافة مع أجهزة التلفاز والكمبيوتر كل هذا لوجه الله دون مقابل مهن او من ذويهم او من اية جهة حكومية او منظمة مجتمع مدني مصرية او اجنبية وعندما سألت المذيعة الشاذلي الحاجة فتحية قائلة لها باللهجة المصرية ليه عملت كده؟

فقالت الحاجة فتحية بكل بساطة: اكد لي الأطباء الذين زرتهم بان لا امل لي في الانجاب وهنا قلت لنفسي يا ترى ما قيمة المال ان لم يكن لي من يورثه ويدعو لي بالخير بعد موتي؟

 لذا فكرت في تبني هذا المشروع والعمل على تنفيذه وفق الأسس التربوية والنفسية.

اما الحاج الأستاذ عبد العال زوج الحاجة فتحية فيقول: تزوجت الحاجة فتحية في بلدنا (أي قريتنا) وانا عمري 24  سنة وعمرها 17 سنة فقررت هي ان نكرس حياتنا للاعمال الخيرية فعرضت علي فكرة المشروع وشجعتها وبذلتا اقصى ما استطيع على تنفيذه فوفقنا الله سبحانه وتعالى لفتح هذه المؤسسة بعد ان علمنا ان الله كتب لنا بعدم الانجاب.

 لذا قلنا صحيح ان لا أطفال لنا لكننا يمكن ان نتبنى أطفالا سوف يكونون مثل أبنائنا وسوف نكسب من خلال تربيتهم والانفاق عليهم رضا الله ورضا النفس علاوة على رضا الناس وبما اننا مضى على زواجنا 35  سنة ففي دارنا الخيرية توجد 35  زهرة في عمر الورود يذهبن الى المدرسة في صباح كل يوم في سيارات حديثة انيقة عائدة الى الدار نفسها وهم يرتدين ملابس جيدة ويحملن حقائب لطيفة ليتعلموا في مدارس رسمية ويعودوا في نهاية الدوام ليجدن طعاما حارا وفراشا نظيفا ومتابعة للدروس من قبل الحاجة فتحية والأستاذ الحاج عبد العال لقد حرم القدر هؤلاء الزهرات من ابائهن او امهاتهن لكن الله سبحانه وتعالى عوضهم الحنان والرعاية المفقودين من خلال رعاية هذه الانسانين الرائعين.

ترى والكلام لي هنا كم من العراقيين الميسورين الذين فضل الله عليهم وانعم عليهم بالصحة والمال والجاه؟ (وجاه الله اعظم بالتأكيد) من يفكر في تأسيس مثل هذه الدار الخيرية لايواء اليتامى ورعايتهم وعدم تركهم للفاقة والفراغ والمفاسد بالتالي ليخرجوا مواطنين اسوياء يستفيد الوطن منهم في مفاصل دوائره ومصالحه المتعددة ولاسيما في هذه الأوقات الحرجة التي يمر بها عراقنا العزيز وتسبب زيادة الايتام والارامل والمشردين تحية للحاجة فتحية وللحاج الأستاذ عبد العال ووفقهما الله لاداء رسالتهما الإنسانية النــــبيلة انها دعوة لخيري العراق ان يحذوا حذو المصريين النبيلين اللهم بلغت اللهم فأشهد.