فرق كبير بين بوسطن والحبيبية |
اليوم كان يوماً مروعاً لم تشهده البلاد من قبل ، يوم دامٍ آخر ، انقلبت فيه الدنيا بجد وليس بالتهديدات ، يوم حُصدت فيه أرواح الأبرياء بلا ذنب ، يوم ليس ككل الأيام ، يوم أشبه بالكابوس ، حدثت فيه تفجيرات متزامنة ، يوم مرعب إضطر فيه المسؤولون الى حشد كل قواهم واستنفار كل طاقات البلاد الامنية والطبية واللوجستية والمدنية . ولكن مهلاً ، إياكم ان تتوهموا أنني أتحدث عن تفجيرات الحبيبية أو طوزخرماتو أو مدينة الصدر أو الكرادة أو كركوك أو الخالص أو بابل أو المسيب أو الشوملي أو الناصرية أو كنعان أو المقدادية، أو جلولاء ، او الفلوجة ،، أو،،، أو ، والتي حدثت اليوم في العراق على امتداد خارطته الممتدة من القلب الى العين . العالم كله مشغول ببوسطن ، حتى مسؤولونا أنفسهم ، وقد كنت مساء اليوم عند احد المسؤولين الذي لم يكن يشاهد في التلفاز الا قناة السي إن إن لمتابعة الحدث . أما التفجيرات التي حدثت في كل هذه المدن العراقية ، ، فان لا أحد مكترث بها إلا عوائل الضحايا انفسهم ، والمنشغلون الآن بتكفين أبناءهم وأحبتهم لتبتلع أجسادهم الطاهرة في الصباح الباكر مقبرة النجف الأشرف وهي اكبر مقبرة في العالم أجمع . وقد دخلنا بها موسوعة جينيس ، تصوروا أن العراق في اشهر موسوعة عالمية ، بإنجاز كبير وعظيم : أكبر المقابر . أما مسؤولونا ولأنهم اكثر ذكاء من أوباما ومن آلاف بي آي والس آي أي فإنهم يعرفون من فعل التفجيرات بل وحتى قبل وقوعها . أنها تنظيمات القاعدة والبعثيون . ونكايةً بالمسؤولين فان بعضنا ألاخر يقول : لا بل إنها المليشيات وعصائب الحق حلفاء الحكومة . قال أوباما : ان كل من هو مسؤول – من أشخاص أو مجموعات – سيشعر بقوة وطأة العدالة بعد ان نقدم مرتكبي الحادث الى القضاء . أما حكومتنا فانها أكثر عدالةً من القضاء المختص نفسه لذا سمعناها تقول مؤخراً : بان لديها ملفات جاهزة عمن دعم ، بل وعمن سيدعم العمليات الإرهابية مستقبلاً ، أنهم مسؤولون في الدولة وبرلمانيون في القوائم المنافسة ، ولكنها لاتقدم ملفاتهم للقضاء خوفاً على العملية السياسية من الانهيار !!! . مسؤولوهم ولحد أصغر مفوض شرطة في بوسطن يعرفون كم عدد القتلى والجرحى بالضبط دون زيادة او نقصان ، هما قتيلان و49 جريحاً وهي معلومات يجري تحديثها ، أما نحن فكل الأرقام متضاربة ، لانها أرقام ليس إلا ، مجرد أرقام في سجل الموتى والجرحى ، وأتحدى كل من يأتيني بعدد ضحايانا النهائي من مصدر مسؤول . |