فاسد هيئة الإعلام والاتصالات

لا أستغرب من اللغة التي كتب فيها مقال يرد على ما كتبته قبل أيام عن مثال في هيئة الإعلام و الاتصالات التي عملت فيها لثلاث أشهر للطريقة التي يحكم فيها على السلطة في العراق ، مؤكدا أن لغة من كتب الرد هي تعبير عن مدى حجم سوء هؤلاء الناس ، و هذا موضوع جدير بإثارة جزء آخر من أنواع الفساد في هذه المؤسسة ، و هو ما يتعلق بالظلم الذي أخبرني مرة أحد أعضاء مجلس الامناء فيها أنه أخبر السيد نوري المالكي أن في هيئة الاعلام و الاتصالات حالات من الظلم من تلك التي كانت تروى عن المسلمين الشيعة في ظل الانظمة الظالمة ، و يمكن لإي منصف أن يجري بحث بطريقة مناسبة للتعرف الى حجم الرعب و الظلم التي يعيشه الموظفين و الموظفات في هذه المؤسسة
كذلك على المعنيين و المسؤولين أن يقوموا بواجبهم للكشف عن الفساد المذهل في هذه المؤسسة ، و التحلي بالشجاعة لمواجهة من يتولى أمر هذه المؤسسة الذي من خلفه مسؤولين كبار بإمكانهم أن يقوموا بحمايته من أي جهة ، ففي الايام التي كنت أعمل فيها هناك ذاق مجلس الامناء ذرعا مما يحدث ، و قرروا عزله ، و بالفعل تم الامر على النحو القانوني و رفع القرار الى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، إلا أن تدخلات من يحصنه أوقفت القرار .
هيئة الإعلام و الاتصالات المؤسسة التي عليها واجب تنظيم قطاعي الاعلام و الاتصالات ، هذه المسؤولية الكبيرة و المهمة ، يتحرك العمل فيها بسبب سياسة إدارتها في ما ذكرناه في المقال السابق في تثبيت سلطة الجماعة الحاكمة ، و لذلك و هذا واضح لكل من يريد التأكد بنفسه ، أن العمل يجري بطريقة بدائية خاصة في ما يرتبط بمنحص التراخيص للمؤسسات الاعلامية و الاعلاميين ، فضلا عن الرصد الاعلامي ، فالساعات التي تفنى في الصراعات بين الادارة التنفيذية و مجلس الامناء و الصراعات الجانبية هو العمل الاكبر ، و ما يتبقى من هامش وقت هو للعمل الذي يجرى بطريقة سيئة ... لن تجد في مؤسسة معنية بتنظيم الاعلام أي رؤية علمية عن قياس نسبة المشاهدة ، و لا توجد منهجية أو أصلا لا تعرف الكيفية التي يجرى فيها رصد الإعلام المرئي و المسموع والذي يستند عليه موقف كل مؤسسة أمام القانون ، و لا تقدم هذه المؤسسة أي شيء للاعلام و الاعلاميين العراقيين ، بل أنها تشكل كابوسا على المؤسسات الاعلامية كأي مركز شرطة في نظام بوليسي
من رد على مقالي السابق هو حتما من المنتفعين من هذا السوء ، أتهمني بإشياء مضحكة ، قال عن فسادي بملايين الدولارات و فسادي الاخلاقي و بقي أن يقول أنني عميل للموساد الصهيوني ، التهم باطلة و هي تعبير عن مدى سوء هؤلاء الذين لا يعرفون الرد على الانتقاد الا بهذه الطريقة ، أنا و امشي على اطراف اصابعي ثقة بنفسي ، انا من تركت ، نعم تركت العمل كمدير و الوظيفة إحتجاجا على مسؤولين أخبرتهم بالفساد الحاصل بهذه المؤسسة و لم يفعلوا شيء ، تركتها لم أقال و لم أفصل أنا الذي أسكن الى الان غرفة صغيرة جدا ، نعم اسكن غرفة  ، في بيت يقع في نهاية مدينة الصدر ، و لازلت اتنقل للعمل بسيارات الاجرة ، بل و افتخر بذلك لايام طويلة لا املك ثمن علاج ولدي المصاب بمرض خطير و نادر ، نعم وانا بهذا الحال تركت العمل الذي فيه أقراني يعيشون ثرائا فاحشا عن طريق القبول بإن يكونوا جنود لولي امرهم
ما اكتبه هنا يعرفه من عليه أن يقوم بواجبه ... هذه المرة الثانية التي أكتب فيها عن الموضوع رغم مرور أكثر من سنة ، لا لشيء الا لإيماني أن محاربة الفساد ليست عملية إستعراضية ، إنما هو عمل يجري بطرق مهنية ، إلا أنني أرفع راية الاستلام فقد قمت بكل ما عليه ولم يفعل أحد أي شيء .