الوطن يفقد احشائه...

سئمت الوجه الأسلاموي بتقاسيمه البعثية للوطن وسئمت كتل سياسية افرغته من احشائه وسئمت كُتاب يبحثون في نوايا الأحتلال عن تحرير وفي فساد العملية السياسية عن ديمقراطية, العراق في التابوت حياً وهناك من يسير خلف جنازته شامتاً, نحن السياسي البائد والمثقف البائد والجمهور البائد لا نسمع استغاثاته من داخل التابوت (الوطني!!), بكائياتنا اعطبت فينا الضمائر والبصائر, ظهورنا تواجه ظهورنا ووجوهنا تتوعد بعضها حول السلطات والثروات والجغرافيات المتنازع عليها, نحن المقاتلون والقتلى, يربح خسائرنا الدلال السني والدلال الشيعي والدلال الكردي ولكل دلال خدعة الـ (كلا كلا لنعم) و (نعم نعم لكلا), نحن شعب يؤجرنا الدلالون وتستأجرنا الأختراقات, نحن المحنة التي فقدت رشدها والقضية التي لا عنوان لها, تشعوذنا من داخلنا واختل امرنا من داخل مختبرات الأسلام التكنوقراطي.في بيئة العمالة والخيانات مرت بنا انظمة سحقتنا وانسحقت فينا, في الحالتين احتفظنا في الجزء الأكبر من عقلنا, مع نظام الأسلام السياسي غير المسبوق بخبث وحشيته مورست مع الأنسان مختلف الوسائل ذات التأثيرات والنتائج غير المقدسة, لا تعتمد التعذيب المباشر للجسد وتصفية المعنويات والأرادة وسلخ المواقف الفكرية والسياسية كألأنظمة الدكتاتورية والشمولية التي سبقته, بل تستهدف العقل وافراغ الأنسان من داخله ثم اكمال ذوبانه في محلول غيبيات وشعوذة الوسطاء.العراق لامصلحة له في صراع المصالح والعراقيون لا قضية لهم في لعبة الأطماع الدولية الأقليمية, انها مرحلة غير المسبوق لنظام الأسلام السياسي,  مرحلة اكتمل اختمارها اكبر خدعة من داخل سراديب الوسطاء على امتداد اربعة عشر قرناً.التحالف (الوطني!!) لأحزاب الخدعة, يفرقهم الصيد في بركة الفساد ويجمعهم الخوف من اصحاب الحق, يتشاطرون في استغباء واستغفال فقراء الأمة, تختلف وسائلهم وغاياتهم منسجمة, كل حزب او مجلس او تيار او فيلق يشكل وجهاً مكملاً لعملة الأنحطاط, ينافقون الواقع بـ (كلا كلا) احياناً و (نعم .. نعم)احياناً, انهم الفساد عندما يتظاهر برفض صورته عبر سلفنة الفضائح بغلاف التكنوقراط المدجن, يخذلون الأمة وينسلخون عن القيم عندما يطرق حق الناس ابواب مسروقاتهم.التحالفات اللاوطنية من داخل العملية السياسية, معتصماً كان ام ماسكاً الطرف الآخر لخيط اللعبة, يمارسون اقذر الأدوار في تفكيك وانهاك وتبليد احفاد التاريخ الحضاري وتهميشهم, تحالف (الفساد) الوطني شقيقاً لدعاة تمثيل الآخر, يتبادلا معهم مشتركات خدعة تغييب الدور الوطني لعراقيو الجنوب والوسط ومعهم الأشقاء من مستضعفي الأمة بغية خنق النفس الأخير في رئة المشروع  الوطني.عراقيو الجنوب والوسط المميزون بعراقتهم وعراقيتهم, لا مشكلة لهم مع اشقائهم من المكونات العراقية الأخرى التي عاشوا وتعايشوا معها عبر التاريخ الوطني لمقدس المشتركات المصيرية صادقون في ايمانهم ومعتقداتهم ومهذبون في اداء طقوسهم, مشكلتهم فقط مع من قفز على ظهرهم واحكم حراكهم بلجام الشعوذات بغية تدمير العقل فيهم واجتثاث تراكم الوعي ثم سلخهم عن اولويات ادميتهم, تلك القوى السودا لتحالف الشياطين يوحدها سؤ الحظ لأكمال دفن العراق حياً.ذلك الهجين الأسلاموي, شعوذ مذهب الناس واتلف مقدساتهم حتى تجاوز فساده الأخلاقي والأجتماعي والقيمي الخطوط الحمراء للأنحطاط الشامل, انه يشكل مشكلة جدية لبنات وابناء الجنوب والوسط وخسارة لكل العراقيين, انهم الى جانب غيرهم يشكلون هجين الدمار المباشر على امتداد تاريخ الهزائم والأنكسارات الفكرية والمعرفية وقيم الحداثة والرقي الأنساني, انهم الخراب المادي والمعنوي وعملية تفكيك وتشويه ثم اجتثاث المتبقي من المعتقدات والعادات والتقاليد الحميدة.تحالف بلغ انحداره في هوة الرذائل حدود اللاعودة على حساب المصير العراقي, تلك المزابل الملغومة بأخطر الأجهزة المليشياتية وفرق التصفيات العلنية والسرية, تلك الكيانات المشبوهة تم تجميعها من سكراب اجهزة النظام البعثي الجاهز لسحق الحركة الجماهيرية اذا ما دفعها بؤس العوز والفاقة الى قلع ابواب سلطة وثروات الوسطاء.حجر الأصلاح الذي رماه السيد العبادي في بركة الفساد, ورغم تواضعه وضعف جديته, ارعب لصوص العملية السياسية واربك تخريفاتهم وايقض خوفهم من الأحتمالات غير السارة وبداءت تماسيحهم المؤمنة تتسلل الى مكاتب بعضها بغية الأسراع في افتراس المتبقي من (لشـة) العراق, المجلس الأعلى للمقبولية تبعثرت ثرثرة جهابذته في اختلاق المصطلحات المضحكة, تحالف قوى (4) ارهاب, اصحاب الملفات الأكثر تعقيداً اذا ما اضيفت ملفات فسادهم الى ملفات ارهابهم, التحالف الكردي استيقظ متأخراً على وهم اكمال (كوخ) دولته من اضلاح الدولة العراقية وسيادتها, جميعهم تأكدوا ان للشارع العراقي كلمته ورغم تأخرها فأن موعدها قد حان. حجر الأصلاح ومهما كان متواضعاً كاف لتحريك مستنقع فساد ولصوصية  اطراف العملية السياسية وكشف المتراكم من عفن الفضائح, صمت الرأي العام سينطق عاجلاً بعدالة العقاب وسيتقيء المجاهدون مسروقاتهم, انها مرحلة تلاشت فها الفوارق بين اللصوصية والجهاد وقد شاهدنا بعيون تجربة الأثنا عشر عاما,, ان المجاهد المعمم هو ذات اللص الملثم, نشكر الأحتلال احياناً, وربما دون قصد قلبنا على اقدامنا وايقض بصيرتنا واستطعنا ان نرى ان عمامة الخدعة لم تكن تاجاً مبجل, كانت حذاء يرتدينا عبر مئآت السنين, ليخرجوا اذن من حياتنا فلم يعد لهم بيننا عمل ضروري.