خلصت حلاوتهم

 

لكل شيء نهاية مثلما لكل قصةٍ بداية . وفي العراق نمضي بطرقٍ عديدة وتوقعات قد لا تخطر على البال أبداً. حتى أصبحت سياسة إدارة البلاد مجرد بورصة ترتفع فيها أسهم المنادين بحقوق الكتل السياسية والمكونات والتوازن الوطني كلما شعر هؤلاء بأن نهايتهم اقتربت. وفي صورةٍ أخرى نشاهد نفس الشخوص تصرخ من أجل الوطن والشعب في عرضٍ هزلي يتجدد عبر المؤتمرات الصحفية أو التجمعات التي يقيمها أصحاب الفخامة والمعالي في قصورهم أو قاعاتهم .

 

يقابلهم في الجانب الأخر بعض مرتزقة البيع والشراء للمناصب والكراسي مِمن أعتاش طوال السنوات الماضية على إعلان كل شيء بسعرٍ خاص . وهذا الأمر ليس بغريب لأنهم تركوا الضمير والعراق والناس وتحولت أفكارهم من اجل بضعة ملايين يمولون بها منابرهم الإعلامية التي وضعوا فيها أناس يجيدون الدفاع عن فاسد وفاشل . ولأن هؤلاء المدافعين لهم سوابق في الردح لكل من هب ودب .

 

ولكنهم في غفلةٍ من الزمن يريدون من الناس أن تصدق بأنهم شرفاء . فتبدأ أبواقهم تصرخ بالعمالة لإسرائيل لكل من يقف بوجههم ويفضح ما يدار خلف الكواليس .

 

ومابين تلك الصور القليلة من واقعنا المرير الذي يحمل الكوارث والمصائب نجد من لازال يترقب كل شيء من اجل أن يعود للاستحواذ على ما تبقى من العراق وخيراتهِ .

 

هؤلاء جميعهم ومعهم من يدافع عنهم من أقلام وأفكار لا يتمنون الخير للبلاد والعباد أبداً . لأن الفوضى والمشاكل والصراعات والقتل والخراب والموت والإرهاب كل تلك العناوين وغيرها هي الملاذ الأمن لبقائهم في دفة القرار . وكذلك لبقاء تدفق الأموال لأرصدتهم . فنجدهم يستحدثون كل يومٍ مشكلة سياسية أو يسربون كلاماً يزرع الفتة الطائفية أو يمنحون إعلامهم السيئ مجالاً لاستعراض بطولاتهم الوهمية .

 

ولكن فاتهم أخطر الأمور التي لم يكونوا يتوقعون حصولها إلا وهي المعلومات التي بدأ الإعلام الغربي بنشرها عن ملفات الفساد . وسوف لم ولن يتوقف النشر عند ملف واحد للبعض الذي صدع رؤوسنا بالخدمة الجهادية والنضال , ولكن في الأخير أتضح بأنهم خبراء في (الرشاوى) فقط . بل سوف تستمر الإطاحة بهم واحداً تلو الأخر .

 

إذاً بدأت نهايتهم من حيث لا يعلمون . ولكنهم رغم كل ذلك لازالوا يهددون بأن مسار الديمقراطية في خطر متناسين بأنهم الخطر الأكبر على العراق والشعب وحتى الديمقراطية .

 

لنترقب سقوط الكثير من الأسماء قريباً . وعندئذ  لم ولن تشفع لهم أبواقهم والملايين التي نهبت من المساكين والفقراء والأرامل والأيتام . لان العراقي رغم كل شيء أصبح قادراً على أن يميز بين الصالح والطالح .