القراءة في زمن الأنترنت

 

 يجب أن لا ننسى ونحن نتحدث عن القراءة ذلك النوع المسموع عن طريق الأذن لا عن طريق العين ونعني بــــه الإذاعة – عندما أستطاع الفيزيائي الايطالي جويلمو ماركوني 1874 -1937   من تأسيس شركة ماركوني لتصنيع الراديو عام1909  فالبرامج المذاعة ليلا كنا نسمعها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي من – إذاعة صوت أمريكا – و- أذاعة البي بي سي البريطانية – حتى اليوم كثيرا ًما تتضمن إخباراً مثيرة عن العالم العربي والإسلامي وما يدور فيهما من تهجير وهجرة لبلاد الغرب و صراعات تساعد على الهستريا و توتر الأعصاب – أو بث موسيقى صاخبة لمطربين جدد على الساحة الفنية لا نعرف أسماءهم لكثرتهم الفائضة عن الحاجة … ولما ظهر التلفزيون عام 1925 على يد المهندس الاسكتلندي – جون لوجي بيرد 1888- 1946  كان من أهم اختراعات القرن العشرين عندما غير مجرى الحياة في جميع أنحاء العالم في حينه – و نافس الإذاعة في إثارة الأعصاب وتوترها بمحطات فضائية البعض منها تبشرك بالدخول إلى النار و تجعلك نصف ميت -والبعض الأخر لأغراض الشعوذة وقراءة المستقبل للنساء العازبات والمطلقات – فأختر بعناية ما تنوي مشاهدته لتصرف وقتك على نحو أكثر فائدة – بعد ذلك تم ابتكار البث الملون في اليابان عام 1953 – وانتشار البث الفضائي عالمياً بعد أن أطلقت أمريكا أول قمر صناعي إلى الفضاء الخارجي عام 1962.

وإنا شخصيا جربت القراءة كوسيلة لجلب النوم فهناك كتب ثقافية و دينية أفتش عنها في المكتبات بحماس ولهفة ولا أكمل صفحتين أو ثلاث منها- إلا ويكون النوم قد غزا أجفاني – فليت المصاب بالأرق يلجأ إلى هذه الوسيلة الطريفة التي تخفف عنه مراجعة الطبيب وشر الصيدليات وأسعار الدواء الباهظ الثمن .

لقد أصبحت القراءة في زمن الانترنت أسهل مما مضى بسبب تطور وسائل تكنولوجيا المعلومات والتواصل بين الشعوب – على يد البريطاني – تيم بير نرز لي – المولود عام 1955 عندما أخترع هذا السحر الجميل عام 1989 وأستمر بتطويره حى اليوم … وبفضل أجهزة الحاسوب وأجهزة الآي باد والآي فون …. الخ – أصبحت اغلب إفراد الأسرة سواء إلام والأب أو الأولاد كلُ لديه خصوصياته على أجهزة الحاسوب التي لا يرغب إن يطلع عليها الآخرون – فالجميع لديهم أصدقاء وهميون على شبكات التواصل الاجتماعي متنقلين كل ساعة بين غرف الدردشة عبر توتير وفيسبوك .

اليوم تستطيع إن تقرأ كافة صحف العالم عبر محركات البحث – جوجل – ياهو – بينج – الخ – التي هي عبارة عن برامج مصممة للمساعدة في العثور على مستندات مخزنة على شبكات الانترنت سواء كانت مواقع أو صوراً أو فيديوهات أو مقالات وبكافة اللغات إن كنت متمكناً منها لان العالم الالكتروني قدم لنا مجالًا واسعاً للقراءة الجادة والإطلاع على ثقافات الشعوب وعلومها الواسعة – إلا إن الأغلبية اليوم تهدر وقتها في التعارف مع الآخرين وتبادل الرسائل الفارغة والصور والنكات – وبالتالي الانعزال عن الأهل والمجتمع وعدم مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم . – وهناك مقولة ذات معنى تقول ( قال جوجل : أنا عندي كل شيء – وقال الفيسبوك : أنا أعرف الناس جميعا – فقال اليوتيوب : أنا تلفاز الانترنت – وقال الانترنت : أنتم بدوني لا شيء – فردت الكهرباء عليهم : أنا ربكم الأعلى ).