الصحافة الورقية وشبح التوقف

 

عوامل الأزمة في الصحافة الورقية كثيرة منها مايتعلق بوضع الصحافة بشكل عام وفي العالم كله خصوصاً الصحافة المكتوبة التي تعتمد على الإعلانات والإشتراكات والمبيعات والتمويل ..وماحصل في الوطن العربي منذ خمس سنوات إنعكس بشكل كبير على وضع الصحافة المكتوبة ..إضافة إلى أن هناك أوضاعاً خاصة تعاني منها كل مؤسسة إعلامية أو صحيفة ما..ولكن هناك إدارات وهيئات تحرير بارعة في العمل الصحفي وإدارة الأزمات فتقوم على إستمرار عمل الصحف وصدورها بالقليل الممكن  ..ولاتفكر بإيقافها مهما كانت الظروف .. وهناك العديد من أصحاب الصحف والمجلات يرون أن هذه الأزمة في الصحافة الورقية هي نتيجة أزمات أخرى تعاني منها بلدان بكاملها ..منها الأزمة الإقتصادية والأمنية والسياسية المتصلة بأزمة كل المحيط العربي المشتعل بالحروب والصراعات ونتائج الربيع (العربي الدموي) الذي خلق فوضى عارمة وغير مسبوقة ضربت الوطن العربي في الصميم  ..وهذا كله إنعكس سلباً على وضع الصحافة الورقية في أغلب الدول العربية ..

إضافة إلا أن الصحافة العربية أساساً تعاني منذ سنوات من تراجع الموارد كالإعلانات والإشتراكات والمبيعات نتيجة إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وفقدان الأسواق المروجة لهذه الصحف ..وللإسف فإن بعض الدول العربية – غير المستقرة ومنها العراق – أهملت هذا القطاع ولم تبد أي إستعداد لمساعدته على تجاوز هذه الصعوبات فكانت النتيجة أن معظم المؤسسات الصحفية العراقية تعاني من أزمة مالية خانقة …أدت إلى توقف الكثير من الصحف العراقية والإنتقال إلى خيار الطبعة الإلكترونية والبعض منها حاول الأستمرار بالصدور ولكن بإعادة هيكلة أجهزتها الأدارية وتقليص النفقات وبإجراءات تقشفية صعبة وقاسية تسببت في حرمان العديد من الكتّاب والصحفيين من معوناتهم المالية ومكافآتهم الشهرية التي يعتمدون عليها كمورد مالي وحيد لهم ولعوائلهم ..كما تقلصت أعداد بعض الصحف إلى أقل نسبة من طباعة النسخ – ربما فقط لتمشية بعض الإعلانات التجارية – ولغرض أن تتنفس الصحيفة الحياة في كل صباح يوم جديد وهي معلقة في حبل مكتبات توزيع الصحف تنتظر من يقلب صفحاتها ويقتنع …ثم يدفع ثمنها ..!! فيجب على الدولة التي يهمها أن تستمر الكلمة الحرة والصوت المعبر عن واقع الشعب أن تقوم بدعم الصحف العراقية بالقروض  المالية والتسديد بالآجل.. أو بالمعونات السريعة لكي تستمر هذه الصحف الجميلة بالتنفس والإشراق علينا  كل يوم ..فبدونها ستنقطع أنفاس الصباح وتختفي عروس المكتبات  الجميلة والأكشاك العامرة من شوارعنا ومدننا بكل حزن أليم …!