جدل مهني واكاديمي حول تدريس الاعلام

بقلم روي غرين سليد\كلية لندن الجامعية
\جامعة عجمان
عن الغاردين ويكلي

في السياسة كما في الادارة هناك جدل كبير حول صلاحية الفرد في انجاح عمله. ا يجب ان يكون الفرد متدربا على ما يقوم به او يكون حاصلا على تعليما اكاديميا في ميدان عمله لإنجاح مهامه او كلاهما ؟هذا الجدل قائم منذ الازل وهو نفسه الجدل الذي يدور حول ترتيب النشوء : الدجاجة اولا ام البيضة ام العكس بالعكس؟ هذا ما يدور حوله التقرير العلمي الاتي الذي كتبه غرين سليد احد الاكاديميين في بريطانيا :
عندما حاولت التطرق الى عدم تأييد الصحافي( توني غليهار ) لموضوع اهتمام الجامعات بمادة الصحافة وتدريسها ابلغنني زميل في كلية لندن الجامعية ان كاتب العمود في جريدة الاوبزرفر( نيك كوهين) ايضا جاء برأي مشابه .و في الحقيقة كان رأيه كان اشد معارضة واقوى من رأي غليهار في عدد مارس من الستاند بوينت والمعنون محاولة احياء ميت.
يقول كوهين ان الجامعات تستلم الاجور من طلبة الصحافة وفق وعود كاذبة لكونها فشلت في ابلاغ الطلبة بعدم توفر فرص الشغل عند تخرجهم.
ويضيف ان هذا لدليل على ان الاستاذة الجامعيين ورؤساء 77 جامعة من الجامعات "المشينة "كما يدعون والتي تدرس مساقات الصحافة ليسن بأفضل من بائعي الزيوت المغشوشة المحتالين.
اذن الاساتذة الجامعيون متهمون بالغش في الترويج لمساقات الصحافة لان محاولاتهم لجذب الطلبة لم تنجح في ابلاغهم حول حقيقة استمرار عدم توفر فرص العمل وتضاؤلها .
ويواصل كوهين قوله " ومن دون تفاصيل مملة وسوادية ما من جهة اعلامية في العالم الغربي وجدت مقاربة تجارية مستديمة للعملين فيها . ان فرص العمل تتضاءل في كل مكان ويتشاءم جميع الصحفيين عن مستقبل العمل في هذا المجال "
وقد حدد كوهين ثلاث جامعات اتهمها بهذا التوجه وهي كلية لندن الجامعية وجامعة كارديف وجامعة ويستمنستر قائلا لا توجد أي مؤسسة في عالم الابتزاز الاكاديمي تسجل الطلبة ويدفعون الاجور دون تحذير من المستقبل الذي ينتظرهم .
فعلى سبيل المثال يقول كوهين لم تقم كلية لندن الجامعية بابلاغ الطلبة بان اموالهم قد تذهب سدى .اما كارديف قد تقوم كما وعدت بتزويد الصحفيين من الشباب بالمهارات لبدء مشوارهم ولكن كوهين يقول "ما فائدة تلك المهارات وفرص العمل تتناقص. "
وقد دعم ادعاءاته هذه بحكاية طريفة عن زميل يدرس الصحافة الان والذي ابلغه انه لا يسمح له ان يجعل طلبته يصابون بالكأبة بالقول تندرا ان الصحافة مهنة مضمونة كمهنة الحدادة او العمل في مجال مناجم الفحم (الذي قلت فرصه منذ عهد مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الاسبق).
صراحة هناك الكثير الكثير من الاخطاء في هذا لكلام المتحيز بشكل واضح بحيث يحتار المرء من اين يبدا.
ولكن لنبدا اولا باثنين من الاخطاء : الغالبية العظمى من خريجي الماجستير في الصحافة من كلية لندن الجامعية وجدوا اعمالا في ميدان الصحافة هذه حقيقة وكذلك الحال في جامعة كارديف .
هؤلاء وجدوا اعمالا في ميدان الاعلام الجديد الاخذ بالاتساع لان التقلص الذي يتحدث عنه كوهين يتعلق بما يسمى بالإعلام القديم . ان تحييزه للإعلام المطبوع يظهر فشله في ادراك التغييرات التي احدثها الاعلام الرقمي .
كبار الصحافيون يتباكون على اطلال الجريدة الورقية حيث بدا كوهين مشواره الصحفي ولكن الجيل الجديد يعيش عصر الاعلام الجديد وهذه حقيقة لا تنكر.
وانطلاقا من هذا الواقع انه من الغريب اعطاء تحذيرات الى الطلبة ولكن ما من احد من في كلية لندن الجامعة مصاب بعمى البصيرة كما هو الحال مع كوهين كما يبدو حول مسالة تغير بيئة الاعلام . وما من احد ينكر التناقص في الصحافة المطبوعة -الصحف والمجلات الورقية
القراء الاعزاء لاحظوا ان كوهين عندما يشير الى كلية لندن بانها لا تحذر الطلبة من تبذير الوقت والمال يبدو ان هذا الاستخدام ا لعبارة تبذير الوقت والمال استخدام غير موفق لان معظم الخريجين فيها وجدوا فرص عمل .
ولا يجهل طلبة العصر الحالي واقع الحال في عصر الانترنيت. حيث يمكنهم الحصول على الحقائق من غوغول حول تضاؤل الصحافة الورقية ويمكنهم تقييم فرص تدريبهم المهني في الجامعة بدوام كامل. وليس هناك أي دليل على ان رؤساء الجامعات تستحوذ عليهم الرغبة لجذب المال بإغراء الطلبة الى فخ تربوي.
وخلاصة القول نحن نعتبر ان هذا التحيز الذي هو اساس هذه المقالة المضللة جاء من كون كوهين مثل الكثير من المحاربين القدامى في المهنة لا يؤمنون بإمكانية تدريس الاعلام.
والدليل على ذلك انه ابتدأ مقاله براي (ستيفن كنج) الروائي المشهور الذي يزدري فكرة امكانية تعليم الكتابة.
وهذا الراي هو نفسه ما يريد ان يقوله كوهين حقيقة في مقاله هذا . الم يكن ذلك ؟ فهو تعلم الصحافة بالممارسة ويعتقد ان ذلك هو السبيل الوحيد لتعلم الصحافة.
ولكن انظر حولك يا( نيك كوهين) ما يجري في ميدان الاعلام وستتكشف ان الالاف نعم الالاف من العاملين في الاعلام على كل الاصعدة- الصحف والمجلات ومحطات الاذاعة والتلفزيون والمواقع الاعلامية على الانترنيت حائزون على شهادات في الا علام .