كيري وزير خارجية أمريكا التي غزت العراق في مثل هذه الأيام من العام 2003 يزور بغداد بشكل مفاجيء وغير معلَن والتقى العبادي ونجيرفان البرزاني . كيري يعلن دعمه للعبادي الذي فشل في تحقيق اي اصلاح على الساحة السياسية في العراق وبالنتيجة دعمه من قبل كيري يشير الى ان امريكا لاتريد اصلاح في العراق . على الأقل في الوقت الحاضر كونها تعد لأنتخابات رئاسية صعبة على الحزب الديمقراطي الذي أساء لأمريكا وأمنها القومي . بالمقابل وفود أيرانية كانت قد زارت العراق لنفس السبب وقدمت نفس الدعم ومعروف ان ايران غير مهيئة لعراق مستقر وبالنتيجة فهي لاتريد أصلاح في العراق . وبذلك يكون الجميع ضد الشعب العراقي . أمريكا وأيران والأحزاب الحاكمة في العراق !!!
بعد هذه المقدمة نقول …. كأن العراق يمر بمرحلة من العهر والعوق السياسي . يتمادى فيه من خرب ودمر وسفك الدماء ويتشبث بالسلطة ويصر على أنه هو المصلح بينما العراق يعيش الويلات . وعندما تشتد الأحتجاجات والمظاهرات الشعبية العفوية تبدأ عمليات نتنة من التشويه والتسقيط لرموز ليس لها سوى العراق متجهاً . رموز حقيقية عملت بجد وأسست لدولة رصينة لاتعجب أعداء العراق في الخارج والداخل . !
الصراع اليوم في العراق مكشوف ولايحتاج لتفسيرات وأجتهادات أنه صراع بين النَفَس الوطني الأصيل وبين نَفَس شارك في تدمير العراق ونهب ثرواته وهو النَفَس الدخيل المعادي والعميل .
في البداية ليس من حق أية حزب أو فصيل أن يدعي على أنه قوم نظام صدام لأننا نحن من يعيش داخل العراق ولم نغادره ونعرف جيداً أن مُدعي مقاومة صادم كانوا يعيشون في ظروف أفضل بكثير من عراقيو الداخل فهم يعيشون متنعمين في أوربا وأمريكا وبعض دول الخارج الأخرى لم يتعرضوا لجوع أو فقر ولم يمت لهم عزيز نتيجة لشح دواء ولا غذا بل أن فرصهم في العيش الكريم كانت واضحة . أما الذين يتسللون الى داخل العراق نجدهم يستهدفون جنوداً بسطاء يمارسون بحقهم التسليب على الطرق الخارجية أثناء التحاقهم في وحداتهم وبعض الجنود البسطاء يقتل من قبل تلك الجهات التي تدعي مقاومتها لنظام صدام ولم نسمع أن مسؤولاً صدامياً كبيراً قد تمت تصفيته من قبل تلك الجهات التي تدعي مقاومتها لصدام ونظامه الدكتاتوري . وحده السيد محمد محمد صادق الصدر كان يجهر بمعارضته لصدام من داخل العراق وهو وحده الذي شكل تياراً حقيقياً أزعج نظام البعث الفاشي بشكل كبير ما أدى الى اغتياله ونحن نعرف تداعيات أغتيال السيد وحالة الأحتجاجات التي خرجت في ذلك الزمن الدكتاتوري .
بأختصار لو لم تكن أمريكا قد أسقطت نظام صدام ومعها الشعب العراقي حين وقف موقفاً واضحة بعدم الدفاع عن ذلك النظام . أقول لو لم تكن امريكا وعراقيو الداخل لما سقط نظام صدام الدكتاتوري ولما تمكنت تلك الأحزاب التي تحكم الآن من دخول العراق بأي شكل من الأشكال . هذه حقيقة بنبغي عدم تجاوزها أو تجاهلها . . أما وأَن سقط نظام صدام توقع العراقيون أن من جاء من الخارج سيعمل على رفع الحيف والظلم الذي وقع على الشعب العراقي وأن تقوم هذه الجهات التي تدعي المعارضة بأستثمار أموال الشعب بشكل يرضي الله اولاً ويحقق كرامة العراقيين ثانياً …
لكن هذه الجهات ومنذ اجتماعها مع بريمر المجرم اتخذت مجموعة قرارات كانت تهدم الى خرق سيادة العراق والحاقه بأمريكا وأيران فتغير الغزو الأمريكي ونتاجاته من تحرير الى أحتلال والكثير من المراقبين والمتابعين لتلك الأحداث يعرف كيف تعرض الشعب العراقي نتيجة لتلك السياسات الى عمليات قتل ممنهج وأنتشار ظاهرة الجثث المجهولة في بغداد وضواحيها وانتشار العصابات المنظمة فضلاً عن التأسيس للنهج الطائفي المقيت والذي أخذ مآخذَ مؤلمة من الشعب وبكل طوائفه وكنا نسمع لشعارات وعبارات طائفية تزيد من عمليات القتل ومن تلك العبارات التي سمعناها ( قتلانا في الجنة وقتلاهم خلف السدة ) في أيام عصيبة شهدتها بغداد وضواحيها فضلاً عن منطقة اللطيفية التي كانت تمثل مثلث موت للعراقيين الذين يتنقلون على طريقها الخارجي من الجنوب الى بغداد وبالعكس .
كل الجرائم التي حصلت وراح ضحيتها الآلاف من العراقيين كانت بسبب قرارات بريمر سيئة الصيت والتي باركتها احزاب بعينها وتسببت في زعزعة الثقة بين العراقيين خاصة عندما ألغي الجيش العراقي بالكامل ومعه الأجهزة الأمنية ليبقى العراق ولمدة طويلة تحت رحمة القوات الأمريكية المحتلة والتي مارست صنوف من التعذيب والقتل بحق العراقيين وما حادثة التعذيب في سجن ابو غريب سوى شاهداً واحداً على وحشية الأدارة الأمريكية وهي تخدع الشعب . وخلال تلك المدة العصيبة شهد الحراق السياسي الأعرج كثير من التداعيات الفوضوية خلال مايسمى بمجلس الحكم والجمعية الوطنية …ومن ثم تم اختيار الدكتور اياد علاوي ليتسلم رئاسة او ل حكومة عراقية بعد الأحتلال الأمريكي . وقد تسلم مقاليد الكابية الوزارية الوزارية بينما العراق يشهد عملية تخريب وتهديم لكامل بناه التحتية ومؤسساته الحكومية . لكنه تمكن خلال مدة بسيطة من انجاز الكثير من الأعمال المهمة . وكان من نتاج اعماله مايلي .
أولاً - شكل وزارة دفاع وداخلية مهنية بعيده عن التحزب هو اياد علاوي
ثانياً - وضع ستراتيجية اقتصادية للبلد من خلال تعيين سنان الشبيبي محافظا للبنك المركزي
ثالثاً - انهى ملف الاجتثاث الذي جاء به بريمر وحوله لملف قضائي
رابعاً - شكل وزارة من التقنوقراط
خامساً - سلح الجيش العراقي بدون اموال وصفقات مشبوهه
سادساً - وضع خارطة طريق لبناء الموسسات المدنية
سابعاً - حارب الفساد باحالتهه لوزيرين للنزاهه
ثامناً - امتلك السلطتين التشريعية والتنفيذية ولم يستغلهما لحزبه او لمصالح شخصية
تاسعا _ اول رئيس وزراء يتسلم المنصب ويستقيل من حزبه لانه يعمل للعراق
عاشراً - اول من انشأ مجلس للاعمار في العراق
حادي عشر - اول من عمل موتمر لدعم العراق في شرم الشيخ ودعا فيه كل دول الجوار والمجتمع الدولي
ثاني عشر - اول من سلم السلطة سلميا بعد طلب الكتل السياسية تاجيل الانتخابات او الدخول بالتحالف الوطني ويبقى رئيس وزراء لكنه رفض لان مشروعه مختلف
ثالث عشر - هو السياسي الوحيد الذي لايؤمن بالطائفية ويسعى لبناء مؤسسات مدنية ناجزه
رابع عشر - هو الوحيد الذي شخص الخلل اليوم في العملية السياسية وعملية الاصلاح المزيفة وقال ليس الاصلاح بتغير وزير مقابل وزير وانما بتغير النهج الخاطئ الذي بنيت عليهه العملية السياسية
خامس عشر – يعد السياسي الوحيد الذي لايمتلك حزبه مليشيا او قناة فضائية او لجان اقتصادية تسرق من المقاولات والذ اعدائه لم يستطيع طول سنين عده اثبات ان اياد علاوي يشوبها شكوك في الفساد . ..
أياد علاوي الرجل السياسي العراقي اليوم وبعد ان اتضح انه الوحيد الذي يستطيع ان ينقذ البلد من حافة الأنهيار . يتعرض الحى حملة من جهات تعرف جيداً انه يعمل بوطنية ومن الممكن ان يكون راحياً لعملية اصلاح حقيقي لعملية سياسية دمرت العراق ونهبت ثرواته وقتلت مئات الآلاف من ابناء شعبه . ولأن المتضررين من عملية الأصلاح يعرفون جيداً ان خط ونهج الدكتور علاوي وطني فبادروا الى محاولة تشويه صورته امام الشعب لكنهم غفلوا نقطة مهمة نتيجة لغبائهم وهي ان الدكتور اياد علاوي لوكان مثلما يدعون وقد تمكن المالكي من أن يكتشف حالة حتى لو كانت بسيطة ضد الدكتور علاوي لكان قد منعه من الترشح مثلما منع غيره . لذلك نقول ان استهداف الدكتور اياد علاوي في هذا الوقت بالذات يشكل لمن يفهم دعم حقيقي لمواقفه الوطنية لأنه مستهدف من قبل جهات عميلة لاتريد الخير للعراق والعراقيين وهي تعرف أن له مقبولية أقليمية ووطنية كبيرة كما يمتلك خبرة دبلوماسية تحقق للعراق دعماً دولياً وعربياً كبيرة يسهم في بناء البلد كما يستطيع ان يوفق بين جميع الكتل السياسية والأحزاب وهو ذو حنكة تسمح للعراقيين بأن يعيشوا أجواءاً كريمة في الداخل والخارج . والله من وراء القصد