سارق الخراف يبدأ الإصلاح بنفسه |
لا يتحقق الإصلاح الا بإيمان من يريد أن يعمل به منهجاُ وسلوكاً وفعلاً ,ما قيمة الشعارات والهتافات والمزايدات دون أن يكون لها ترجمة على أرض الواقع ؟وما قيمة الحديث عنه وهنالك اعمال تنافي المنطق والعقل شكلاً ومضموناً ؟يبدأ الإصلاح عندما يصلح الانسان ذاته ويروضها للخير,وعند إذن سيمارسه مع الاخرين لأنه بدأ بنفسه وحررها من قيودها وأغلالها وكسر الحواجز النفسية التي تكبله ,عليه أن يتخلى عن غروره ويذوب من اجل المجموع ويدافع عنهم إذا تولى قيادة زمام الأمور,عليه التصدي للمفسدين والفاسدين وأن كانت النار بعيدةٌ عنه وليس المضي على مقولة ما علينا أن قضى الشعب جميعاً افلسنا في أمان ,في قرية بعيدةٌ كان هناك رجلان لا يجدان عملا وكانت قريتهما مشهورة بالفلاحين الذين يملكون الخراف ففي يوم من الايام قرر هذان الرجلان سرقة الخراف ليلاً دون ان يراهما احد ،بدأ اصحاب الخراف بالتساؤل لأن عدد الخراف بدأ ينقص يوماً عن يوم فعقد الفلاحون اجتماعاً قرروا فيه ان يبقوا مستيقظين في ليلة معينة ليراقبوا الوضع وبدأوا بتنفيذ الخطة وظهر الرجلان متلثمان وسرقوا الخروف الاول وما ان أدارا ظهرهما اذ الفلاحين قد امسكوا بهما فكان العقاب ان يحموا سيخين على النار الاول مكتوب عليه س الثاني خ ليطبع على جبينهما اما حرف س هو سارق وحرف خ خروف فكان هذان الرجلين اينما ذهبا يعرفهم الناس بسارقي الخراف الاول لم يحتمل الوضع والإهانة في قريته فقرر الذهاب لقريةٌ اخرى لا يعرفه احد فيها ، اما الثاني فقرر البقاء في قريته ونوى في نفسه تغير حاله للأفضل,فأصبح يساعد الكبير ويعطف على الصغير ويقوم بأعمال خيرية لا تعد ولا تحصى حتى احبه الجميع وبقي على هذا الحال الى ان كبر وشاخ وفي يوم من الايام كان هذا العجوز المطبوع على جبينه( س خ ) جالس في قهوة القرية و الكل يسلم عليه ويثني عليه كان هناك رجل غريب عن القرية فأثار حال الرجل العجوز فضوله فقام وذهب لصاحب المقهى وسأله : ما بال هذا العجوز الكل يسلم عليه ويثني عليه ؟ و ما هذا المطبوع على جبينه؟ ماذا برأيكم اجاب صاحب المقهى ؟ قال : هذه قصة قديمة ولكن أظن ان هذين الحرفين (س خ ) {ساعي خير} وقفة ... إذا أردت أن تتغير فعلاً فلا تهتم بمن حولك ،أوصد أبواب الماضي ،تعلم من أخطائك ،وأبدأ من جديد |