اعتقدت جازما منذ أن لامس القلم أناملي، أن المشاريع الثقافية والمعرفية التي تقف خلفها إرادة صلبة، سيشتد عودها مع الزمن حتى وهي تتعرض لعاديات الزمان، ودائرة المعارف الحسينية لراعيها ومؤلفها الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، هي واحدة من أبرز المشاريع المعرفية التي عملت بها خلال مشواري الإعلامي والتحقيقي والأكاديمي، وأستطيع القول أن نصف عمري المهني والحركي الذي يذرف على الأربعين قضيته في هذه الموسوعة المعرفية التي قلّ نظيرها في عالم الموسوعات المعرفية. وقد تعرّضت الموسوعة الحسينية لأكثر من ريح عاتية كادت أن تطيح بها، ولكن الإرادة الحديدية لمؤلفها جعلها تقف على رجليها في كل مرة، ولعلّ العامل المادي هو من مقاديم غربان الرياح، لاسيما وأن دائرة المعارف الحسينية مؤسسة ثقافية معرفية غير ربحية، والرياح الأخيرة كانت من القوة أن تمت معالجتها بعملية جراحية انتهت إلى الإستغناء عن عدد من العاملين في المركز الحسيني للدراسات الناشطين في المجالات المختلفة، ولشدّة الرياح أن خسرت دائرة المعارف الحسينية الناطق الإعلامي باسمها، ورافع رايتها، والساعد الأيمن لمؤلفها، الذي بدأ مشواره العملي بكتابة أول تعريف لدائرة المعارف الحسينية عام 1993م وطبع بلغات ست، وأعني كاتب هذه الكلمات. ولكن ما يبعث السرور على السريرة ويطمئن العين القريرة، أن المحقق الكرباسي لازال على إرادته مواظبا على نتاجه المعرفي وإن دفعته الظروف إلى الإستغناء عن أقرب المقربين إليه، والموسوعة الحسينية لازالت بخير والحمد لله وإن كانت بمسيس الحاجة الى المال. ومع نهاية السفر مع سفر الخلود كتبت: من توفيقات الباري تعالى أن منحني فرصة العمل في دائرة المعارف الحسينية لراعيها ومؤلفها الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي أعزه الله وأكرمه، كإعلامي وباحث ومحقق بما آتاني الله من يراع وقلم وقلة دراية وعلم، وقد عملت ككادر ثابت في هذه الموسوعة الفريدة في مرحلتين، الأولى في الأعوام 1993- 2001م والثانية منذ عام 2006 حتى الأول من أبريل نيسان 2016م، ولظروف قاهرة ألّمت بالدائرة أجد نفسي خارجها، ربما لفترة تطول أو تقصر، وربما قطع حبل الغياب قراءة في جزء من أجزاء الموسوعة الحسينية، أو نشاط من أنشطة المركز الحسيني للدراسات. أرجو من رب الأرباب أن يفتح المغاليق من الأبواب، وأن يتمكن سماحة المحقق الكرباسي من إكمال ما تبقى من الأجزاء التسعمائة من دائرة المعارف الحسينية بعد ان احتفلنا معا يوم الجمعة الأول من نيسان أبريل 2016م بصدور الجزء المائة. أما درع التكريم فقد جاء مذيلا بتوقيع راعي الموسوعة الحسينية، وفيه: (بسم الشّكور الكريم القدير .. شهادة تقدير وشكر وتكريم لفضيلة الدكتور نضير رشيد الخزرجي لجهودة الكبيرة في حقل الإعلام والتحقيق والبحث على مدى عقدين في المركز الحسيني للدراسات، فجزاه الله عن الإمام الحسين(ع) خيرا.. ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين(ع) .. 20/6/1437هـ = 30/3/2016م، لندن- المملكة المتحدة، الكرباسي "توقيع"). وقد فهم البعض أن دائرة المعارف الحسينية، وبسبب مصاعبها المادية، توقفت عن الإنتاج، والأمر ليس كذلك، فالإرادة الحديدية لراعيها هي المحرك لها وهي مستمرة باذن الله وإن خسرت أحد أجنحتها. وفي هذا الإطار قرّظ عدد من الأساتذة والأدباء والإعلاميين، الناطق باسم الموسوعة الحسينية بكلمات طيبات، منها: عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية بلندن، البروفيسور ابراهيم العاتي: (الدكتور نضير الخزرجي منذ عرفته قبل ما يقرب من عقدين، وهو الباحث الدؤوب والمثابر على التزود بالمعارف سواء من أساتذته أو من مطالعاته الخاصة، وقد تابعته في جميع مراحله الدراسية منذ دراسته الجامعية وحتى دراسته العليا في الماجستير والدكتوراه فكان مصداقا لما ذكرت). الشاعر العراقي أزهر الملا (كربلاء المقدسة): (جزيت خيرا عزيزي الدكتور، ونحن تعلمنا منك الكثير والكثير، وحزنت كثيرا عندما قرأت هذا المنشور ولاسيما كان مطلعه وداع) الباحث العراقي الأستاذ عبد الهادي البابي (كربلاء المقدسة): (دكتورنا الغالي نضير الخزرجي المحترم: كنت أنت للموسوعة الحسينية لسانها الناطق ومُعّرفها الأول، لولاك ما عرفنا شيئاً عن هذا السفر العظيم). الباحث العراقي الدكتور عباس كاظم (واشنطن): (بارك الله بعملكم، أنت قطب من أقطابها، وستعود). الفنان مهدي هندو الوزني (كربلاء المقدسة): (جزاك الله خير الجزاء وكنت جزءاً مهما من هذه الموسوعة الثرة الكبيرة). الأستاذ سمير الأرشدي المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت: (وفَّيت و كفَّيت دكتور وستكون منهل العطاء أينما حللت) الأديب العراقي علي جواد الصخني (لندن): (والنعم بأبي رضا ولا أُبالغ لولاك لما زانت "المعارف" بجمال ولن تبقى في الظل فأنت الضوء كله). الإعلامي العراقي كريم رشيدي (لندن): (حزنت كثيرا لسماعي هذا الخبر عسى أن تكون غمامة وتزول الأسباب لأنَّ الموسوعة الحسينية تراث حسيني حرام أن نخسره). الناشط العراقي الأستاذ إبراهيم المطيري (كربلاء المقدسة): (الرجل المعطاء أينما حل وارتحل قادر على الإبداع والتميُّز، والدكتور نضير شهدت له الساحات الإعلامية والفكرية والمعرفية ووو بالتألق والإخلاص والتفاني لإنجاح أي مشروع يتحمل مسؤوليته، حفظه الله وسدد خطاه وأنار طريقه لخدمة المسيرة الانسانية). الباحث العراقي الأستاذ صالح الطائي (بغداد): (دكتور نحن تابعنا جهادك في سبيل الموسوعة ويحز في قلوبنا أن تفارقها ونتمنى عودتك سريعا إليها .. دام عطاؤكم ووفقكم الباري للخيرات). المربي الأستاذ ياسين رشيد القرعاوي (كربلاء المقدسة): (سنَّة الإعتزال بعد النجومية والتألق لكن العطاء يستمر ما بقي من عمر طبيعي). الدكتور عبد الكريم الاعرجي، رئيس قسم التاريخ في كلية التربية للبنات ببغداد: (بارك الله بك، والأمل فيكم معقود بأن تستمر مسيرتكم العلمية والثقافية، بوركتم ووفقكم الله). المربية إخلاص عبد القادر الأسدي(كربلاء المقدسة): (ربي يبارك بك دكتور فقد كنت بصمة طيبة في دائرة المعارف الحسينية). الإعلامي العراقي بحر الحلي (لندن): (أسأل الله أن يفرّج عن الضائقه التي ألمَّت بالموسوعة، وإن خرجت منها فهي معك أينما ذهبت لأنك أحد الأشخاص المبدعين المخلصين في عمله، وعملت معك وشعرت بذلك عن قرب، كل الموفقية لك في أي مجال تذهب). الكاتب السيد قاسم محمد الياسري (كربلاء المقدسة): (نسال الله لك التوفيق أيها العلم المبدع والباحث المبدع أستاذنا ومعلمنا الكبير نضير رشيد الخزرجي، وفقك الله، انجازاتك كانت مفخره أيها المبدع، وفقك الله في كل مجالات عملك). الأديب العراقي حسين أبو سعود (لندن): (لن أُعلق بشيء سوى أن كلمة "وداعا" تبعث بالحزن للنفس لا سيما وإنَّ عشرتك مع الشيخ الكرباسي طويلة .. دعائي لك بالتوفيق أينما حللت). المربي السيد حيدر راجي الموسوي (لندن): (وفقكم الله ابا رضا، وجزيت بألف خير على ما قدّمت). المهندس السيد كرار صالح الرفيعي (كربلاء المقدسة): (بالتوفيق دكتور نضير إن شاء الله، فجزاكم الله خيراً بكل ما قدمتموه من كتب تراثية اسلامية قيِّمة أنت والشيخ الكرباسي حفظه الله، فأنت علم من أعلام مؤسسة المعارف الحسينية دعواتنا لك أيها الحبيب). المؤرخ العراقي المقيم في ألمانيا الأستاذ سعيد الصفار: (أستاذنا ووالدنا الدكتور الكرباسي وأخينا الدكتور الخزرجي لظروف قاهره المت وسوف تزول ان شاء الله وتبقى الموسوعه مستمره حتى تكمل برعاية من واكبها ومحبة من فارقها، ولكل ذي فضل المودة والاحترام). أقول: وداعا دائرة المعارف الحسينية، ولكن الإرادة الصلبة لراعيها ومؤلفها كفيلة برفدها بوقود الإستمرارية.
|