يقال أن عُرقوبٌ هذا، رجلاً من خيبر؛ أتاه أخوه يوماً يسأله، فقال له عرقوب: إذا أَطْلَعَتْ هذه النخلة فلك طَلْعَها، فلما أَطْلَعَتْ أتاه للعِدَةِ؛ فقال: دَعْها حتى تصير بَلْحاً، فلما أبْلَحت قال: دعها حتى تصير زهواً، فلما زَهَتْ قال: دعها حتى تصير رُطباً، فلما أرطبت قال دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت عمِد إليها عرقوب من الليل فجدَّها، ولم يُعْطِ أخاه شيئاَ. فصار مثلاً.
وفيه يقول الشاعر:
وَعَدْتَ وَكاَنَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجيَّةً ***** مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بيَثْرِب
إن مثل عرقوب ذاك كمثل حكومتنا الموقرة، فهي ما فتئت منذ سنوات ثمان تعدنا وتمنينا، من تحسن في الوضع الأمني، الى تحسن في المنظومة الكهربائية " والتي صرفت لتحسينها ما يقرب من الثلاثين ملياراً من الدولارات؛ الى تحسين مفردات البطاقة التموينية، فبعد أن كانت مفردات البطاقة التموينية "التي إبتُليَ بها الشعب بسبب السياسات الطائشة لحكم المقبور صدام وفرض الحصار من قبل الأمم المتحدة" ما يقرب من العشر مواد في البطاقة، هاهي اليوم يستلمها المواطن أربع مواد. وياليت الوضع بقي على هذا الحال، لكان الوضع وقعه على المواطن هيناً، لكن المواطن يرى أن الوضع يسير من سيء الى أسوأ، فأزمات متلاحقة، ولا ندري الى أين تريد الحكومة أن تصل بالمواطن، وهي التي من أهم شعاراتها القانون، فأي قانون ستطبق الحكومة، وعلى من تطبقه، وبأي أدوات سيتم التطبيق؟
ففي الوقت الذي كان من الأجدر بها أن تحاسب نفسها، كونها أخلفت في معظم وعودها التي قطعتها للمواطن في حياة كريمة، نراها تتكلم بصيغة الحريص على السلطة ومدارة خواطر الشركاء، وليس همها الحفاظ على أمن المواطن ورفاهيته" التي هي من أولويات الحكومة". فالحكومة تخاف على مشاعر البعض " الذين لانعلم من هم هؤلاء البعض الذين تخاف الحكومة على مشاعرهم؛ هل هم من شاكلة الهاشمي، والدباغ؛ أم أنهم أسوأ". وبالتالي فهي مضطرة الى إخفاء ملفات تدين هذا البعض بالفساد ويمكن حتى بالإرهاب ؛ الذين يحاول البعض إلغاء الفقرة الخاصة به.
إن شعار(( عزم وبناء)) الذي رفعتموه في الإنتخابات النيابية؛ والتي فزتم عن طريقه لن يسعفكم اليوم، فالمواطن ما زال يلمس منكم كل يوم ما يؤكد له بالدليل الذي لا يقبل اللبس إنه كان مجرد شعار للإستهلاك وللضحك على المواطن، فلم يرى المواطن أي من الوعود قد تحققت في ظل من رفعوا هذا الشعار، بل على العكس؛ فالوضع الأمني من سيء الى أسوأ، ووزارات تدار بالوكالة، والذي زاد الطين بلةً " كما يقول المثل" محاولة الحكومة التصالح مع الجلاد؛ من خلال إعادة البعثيين وفدائيي صدام الى ممارسة نشاطهم من جديد.
لا أتصور أن أي مواطن إكتوى من هؤلاء سيسمح بإعادة مثل هكذا نماذج لممارسة نشاطهم، لأنهم مثل الأرضة تدمر كل شيء أمامها، أما كيف سيوقف هذا المد فهذا ماسنعرفه عندما يصوت المواطن في العشرين من نيسان للقائمة التي همها من هم المواطن، وتنادي بدولة العدل والمساواة، الدولة العصرية العادلة، دولة الحق الإلهي.