الخطوة الاولى تبدأ من هنا

 

ماذا سنرى ، لو طلبت جهة عليا الى الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية ، القيام بجرد جميع براءات الاختراع الممنوحة للعراقيين  ، باعتبار ان الجهاز المذكور هو الجهة المسؤولة عن منح هذه البراءات ؟اغلب الظن ، اننا سنصاب بالدهشة ، للكم الهائل لهذه البراءات وتنوعها ، ودهشتنا تتضاعف عندما نعرف ان جميع هذه البراءات لم تر النور كتصنيع او استفادة من قبل الدوائر الرسمية ذات العلاقة !!فنحن ولسنوات طويلة ، نقرأ في صحافتنا ونشاهد في التلفزيون انباء وتقارير ولقاءات مع مبدعين عراقيين حصلوا على براءات اختراع في مجال الحياة كافة لكنها بقيت مجرد انباء طواها النسيان وداهم اضابيرها  التراب ، حتى ان المخترعين انفسهم عزفوا عنها ، واغمضوا اعينهم ، وفي سرهم قالوا : ليتنا لم نتعب انفسنا ونشغل فكرنا وعوائلنا في ( اختراع ) قدم ورقا .. وبقي ورقا !ان اصدار قرار ، يلزم الوزارات بتشكيل شعبة او مديرية مهمتها تنفيذ البراءات العراقية ، كفيل بوضع اللبنات الاولى لخلق قاعدة سليمة على طريق تشجيع العقول العراقية لأبداع اوسع وافكار اعمق ، وينبغي لهذا الشُعب او المديريات المستحدثة ، ابداء الاحترام والتسهيلات للسادة المخترعين ودراسة جدواها  ، والسعي لإظهارها الى الواقع .ان تشجيع العلماء العراقيين ، وخاصة الحاصلين على براءات الاختراع يعني اننا قهرنا التخلف والظلام والجهل ، فما ابعد الانسان عن الانسان ان كان منفعلا وليس بفاعل ، مقلدا وليس بمبدع ، متبعا وليس بناقد ، ان مثل هذا الانسان يتلبسه الخوف من التقدم ، فيرتد الى الخلف هربا ، ان الانماء العلمي لا يتم في استيراد الادمغة بل بتنمية الطاقات البشرية العلمية وتعزيزها ، لقد حان ان نشارك في صنع العالم وننتقل من مرحلة الاستهلاك الى مرحلة العطاء .واعود الى مقترحي الخاص باستحداث قنوات ادارية خاصة تعنى بالمبدعين العراقيين ، فأقول ان من الضروري مناقشة كل براءة اختراع على حدة ، وفي هذا المجال ، ارى ان اتوسع في المقترح ، فأطالب بان يقوم الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية ، بنشر براءات الاختراع كافة على الرأي العام في الصحافة او الاذاعة والتلفزيون ودعوة المخترعين الى مؤتمر عام  ، وتشكل لهذا المؤتمر لجنة قيادية ذات دراية مستفيضة بمتطلبات التنمية العلمية في قطرنا للمرحلة الحالية وان يتم التركيز على براءات الاختراع   ذات الجدوى الاقتصادية في المجالات العلمية او الصناعية او الغذائية .ان رعاية المخترعين ، واجب في اعناق الغيارى ، فالمخترع ينظر الى الحياة بعين استشرافية ، وما احوجنا الى مثل هذه العيون والعقول المبدعة في زمن التحدي حيث يحاول عدونا ان تتجمع فيه الغيوم السود لتحجب العيون عن الرؤية. ونحن في انتظار اول مؤتمر للاختراعات والمخترعين العراقيين .