تاريخ التشيع بالمغرب ... روايات وحقائق (3) ــ مركز الإمام المهدي للدراسات الإسلامية

 



انتقال حكم المغرب الى إلامام محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل


مركز الإمام المهدي للدراسات الإسلامية / قسم ابحاث تاريخ المذاهب والمدارس الدينية: لقد رأينا كيف أنه باستشهاد  المولى إدريس الثاني، استشهدت طموح الأدارسة في الظفر بدولة متينة، صلبة الركائز حيث نخرها التشتت والتفتت من كل جانب، لتكون بذلك انعطافة مظلمة في تاريخ الأدارسة بالمغرب، فبعد أنسلم المولى ادرس الثاني الروح لبارئها سنة 213 هـ وترك من الولد اثنى عشرة حيث تفيد الروايات بان المولى إدريس بن إدريس أعقبه ( مولاى محمد , مولاى عمران , مولاى جعفر ,مولاى عبدالله , مولاى أحمد , مولاى القاسم , مولاى عيسى , مولاى على حيدرة , مولاى حمزة , مولاى داوود مولاى يحى. واعقب هؤلاء لآخرين ولكلّ منهم ممالك ببلاد المغرب، أمّا علي فمات من غير عقب، وأمّا عمر بن إدريس فـله عقب يعرفون بالفواطم ، والبقية معقّبون. بينما تولى الحكم بعد ادريس الثاني عليه السلام ابنه المولى محمد ابن ادريس.

لقد عد المولى محمد ابن ادريس الثاني ثالث حاكم للدولة الادريسية بالمغرب ودامت فترة حكمه حوالي ثمان سنوات فقط اي ما بين الفترة الممتدة بين  (213 هـ- و 221 هـ).

ويعود نسب المولى محمد ابن ادريس الى نسب الأدارسة عموما إلى جدهم محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله. وهو حسني لنسبه إلى الحسن السبط بن علي، ومن تم علوي لانحداره من علي بن أبي طالب الهاشمي، وهاشمي كذلك من أمه فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله الهاشمي (الرسول صلى الله عليه وسلم).
لقد كانت سلسلة الامام محمد ابن ادريس الثاني الشريفة على هذا النحو: فهو الإمام محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

لقد دب الانقسام في الدولة الادريسية عندما أمرته جدته كنزة الامازيغية باقتسام الدولة بين اخوته الذين كان عددهم ليس بالهين، وكان من الأجدر ان ينصبهم ممثلين للدولة او ولاة في ربوع المغرب الكبير، الا انه كان قد وهبهم الدولة كلها على شكل اقطاعات، لينفرد كل منهم بجزء مع ابقاء الطاعة لاخيهم الامام محمد ابن ادريس الثاني.ومع ذلك كان الامر هو سبب ضعف الدولة الادريسية العلوية التي لم يكتمل نموها.

وتشير الروايات الى أن تقسيم الدولة الادريسية كان على النحو التالي:

- يحيى :أصيلا، والعرائش وقصر كُتامة وما إلى ذلك من بلاد ورغة.

-  عيسى : سلا وشالة وهي مدينة قديمة خربت وبقيت أطلالها على نهر أبي رقراق بالرباط، وتامسنا وآزمور وما انضم إلى ذلك من القبائل.

- حمزة بمدينة وليلى وأعمالها.

- أحمد بمدينة مكناسة الزيتون، ومدينة تادلا، وما حولهما من قبائل فازاز.

- عبد الله: أغمات وبلاد نفيس وجبال المصامدة، وبلاد لمطه، والسوس الاقصى.

- القاسم :طنجة، وسبتة، وقصر مصمودة، والبصرة (المغرب)، وقلعة حجر   النسر، وتطوان، وما انضم إلى ذلك من القبائل.

- عمر: بتكساس، وترغة وما حولهما من قبائل صنهاجة وغمارة.

- داود ببلاد هوارة، وتسول، وتازا وما حول ذلك من قبائل مكناسة، وغياثة.

في حين بقيت تلمسان لابن عمه سليمان.

هذا التقسيم الكبير يرسم لدينا فكرة عن امتداد واتساع الدولة الادريسية في فترة المولى ادريس الثاني، كونها تشمل المغرب الاقصى كله من البحر الابيض المتوسط، الى سوس الاقصى بل تمتد الى جنوبها فتسود بلاد قبيلة لمطة جنوبي وادي درعة التي يحدها في الشرق نهر ملوية زامتداد سلطانها على تلمسان التي اعطاؤها لسليمان ابن عم المولى محمد وبنيه، اي ابناء ابن عمه.

الدولة الادريسية ضعفت لاسباب وهي ان اخوة المولى محمد ابن ادريس الثاني مهما كان مستوى تضامنهم مع بعضهم البعض لا يمكن ابدا ان يكونوا ولاة خاضعين تماما  للسطان المركزي بل تسرد بعض الروايات على نية احد الاخوان التمرد على اخيهم الامام.

وتؤكد بعض الروايات الاخرى الى ان المولى عيسى تمرد على اخيه محمد واراد ان ينفرد ببلاده الواسعة انفرادا تاما، حيث كان يتولى كما ذكرنا مدينتي سلا وشالة  بالرباط، وتامسنا وآزمور وما انضم إلى ذلك من القبائل، اي الجزء الغربي من الدولة، فطلب الامام محمد من اخيه القاسم بالذهاب الى عيسى وعزله عن اقطاعه، فرفض القاسم ذلك، فطلب المولى محمد اخيه عمر ذلك فقبل الامر وذهب الى عيسى واستولى على اراضيه، واضافها الى اقطاعه الخاص فاتسعت ولاية عمر حتى اصبحت تشمل الجزء الشمالي كله من الدولة شمالي فاس.

يتبع
.......