طفيليات دبلوماسية |
قبل سقوط هيكل نظام صدام حسين وبعثه المهترئ، كان معظم ممثلي العراق في دول العالم من السفراء، إما عملاء للمخابرات العراقية أو من كوادرها، رغم وجود قلة من الدبلوماسيين الحقيقيين الذين اضطر الكثير منهم للمراءاة وتمشية الأمور مع نظام يقتل معارضيه بالأسلحة الكيماوية أو قطع الرؤوس أو رميه لكلاب متوحشة جائعة لمجرد الاختلاف معه فكريا أو سياسيا، وبعد أن نجح الأمريكان وحلفاؤهم في إزالة الهيكل الإداري لذلك النظام واستبداله بما نراه اليوم قبل أكثر من عشر سنوات، فان من يمثل العراق في سفاراته وقنصلياته ولا أريد أن أعمم أيضا، لكنني لن أكون ظالما إذا زعمت إن جلهم أو غالبيتهم ليسوا وكلاء للمخابرات الوطنية بل وكلاء لمعالي الوزير أو عشيرته أو رئيس كتلة أو حزب أو متنفذ، وهم في جلهم من أشباه الأميين في العلاقات الدبلوماسية، وفي مواصفاتهم المعلوماتية لا يتعدون سواق التاكسيات، أو من عامة الأهالي ومن أشباه عريسي الغفلة.ولا اظلم أحدا منهم؛ وأدعو قرائي ممن يراجعون سفاراتنا، أو ممن يعرفونهم عن قرب واقصد شخصيات أولئك المكلفين بتمثيل وزارة الخارجية تحت مسمى سفير فما دون حتى الطباخ، وسيدركون بعد (صفنة) غير طويلة بأننا لم نظلمهم، وقد عرفت الكثير منهم قبل إسقاط هيكل نظام صدام والبعث، فلم يكن أفضلهم أحسن من أي عضو من أعضاء مجلس النواب (الفلتة) الذي يتداول حكم البلاد منذ انتخابات 2005 م وحتى يومنا هذا، وبفضل عمل ونشاط وفعاليات أعضائه، أصبح العراق من افشل وأفقر دول العالم، بل وقد خسر سمعته ومصداقيته، ولم يعد الجواز العراقي بفضل نضالات سفرائنا وقنصلياتنا في الخارج أثمن من قيمة الدينار العراقي في أسواق الصرف مقارنة مع أي عملة مثيرة للسخرية في العالم، ليس هذا فقط فقد أنجزت ممثلياتنا وطورت علاقات غير مشبوهة مع كثير من شرائح المجتمعات الليلية في العواصم الساخنة والحمراء وهيأتها لاستقبال من عينهم أو رشحهم لإشغال تمثيل شعوب العراق ودولتهم (العجب) في العالم.وبحمد الله والشكر للقادة العظام في الطبقة السياسية العراقية التي زرع كل واحد منهم أخا أو ابنا أو زوجة أو خالة أو عمة أو عما أو خالا وما نزل أو صعد منهم، في كل سفارات وقنصليات العراق في الخارج، تيمنا بان الأقرباء أولى بالمعروف وهم بالتالي أكثر حرصا وغيرة على البلاد التي حباها الله ونضال شعبها بهؤلاء القيادات التي جاءت لتعوضنا ما خسرناه أيام النظم الدكتاتورية من زعيمنا الأوحد وحتى قائدنا الضرورة. وحتى تكتمل الصورة أدعو أولئك الذين يراجعون السفارات أو القنصليات، أو ممن يعرفون السفراء فما دون حتى الطباخ، هنا في بلادنا التكنوقراطية، سواء في قراهم أو مدنهم أو عشائرهم، ادعوهم بل اترك لهم عملية التقييم ومقــــــارنتها مع الأسطر التي قرأت الآن، والأجر بعد ذلك على رب العباد وعلى فيلسوف المارد والقمقم! |