الصحافة العراقية تواجه تحديات كبيرة جدا ربما أكبر

 

 من التحديات الموجودة في لبنان التي أغلقت بعض صحفها ومنها السفير لأسباب اقتصادية بحته،وألامر ذاته على الصحافة الأمريكية والبريطانية التي تحولت بعضها للطبعة الالكترونية وما تعانيه الصحافة الورقية في عموم العالم . في العراق هنالك تحديات أخرى نتميز بها عن غيرنا من الشعوب ربما لا نكتشفها إلا من خلال مجموعة حوارات وجملة من الاستنتاجات لكي ندرك حجم معاناة السلطة الرابعة في بلد تغيب فيه السلطات كافة في لحظة، وتصبح قراءة الجريدة اليومية ليست من أولويات المواطن العراقي. معاناة الصحافة العراقية جعلت الكثير من مدن وأقضيه وقصبات العراق بلا صحف!! والسبب إن بيع الصحف مهنة لا تدر شيئا لصاحبها بقدر ما إنها أحيانا كثيرة(خسارة)في ظل وجود مصادر أخرى للخبر خاصة الفضائيات التي يتابعها الطبيب والمهندس والعاطل والأمي،الكل تسمع وبالتالي تحول المواطن من القراءة للاستماع، هذا جانب،أما الجانب الثاني إن مفهومنا للصحيفة على إنها ناقلة للخبر فقط،وطالما إن هنالك قنوات إخبارية ومحللين فيها فيصبح الخبر في الجريدة قديما جدا متناسين إن الجريدة ليست مجرد أخبار بل هي متنوعة ،خاصة وإن الكثير من الصحف العراقية تقدم مادة دسمة جدا للقراء من أجل كسبهم بكل الطرق. الجانب الثالث ولادة جيل عراقي لا يقرأ الصحف مطلقا بحكم الأمية الأبجدية أولا، والعزوف عن القراءة ثانيا بحكم ما موجود من مواقع تواصل اجتماعي،والبعض يطالع الصحف عبر مواقعها الالكترونية،وقد سألت بائع الصحف في مدينتي عن رواده فقال لدي 40 مشتركا في عدة صحف جميعهم من المتقاعدين الذين يجدون في الجريدة طقسا يمارسونه يوميا،وهذا يعني إننا في ظل عصر تكنولوجيا المعلومات والفضائيات باتت الصحف غير مطلوبة إلا لمن يريد نشر إعلان ليقدمه لإنجاز معاملته في المحكمة وهذا أمر خطر جدا حينما نترك مهمة تثقيف أبنائنا للفضاء بكل ما فيه. لهذا الصحافة العراقية تعيش ربما أخطر مرحلة بها منذ ولادة أول جريدة في بغداد منذ أكثر من مئة عام ، تحديات من نوع خاص تجعل منا نبحث عن معالجات لأزمة الصحافة التي ربما هي بالأساس أزمة قارئ فضل أن يتحول لمستمع عبر الفضائيات.