الإغتيالات السياسية في العراق الجديد

 

 بصورة هادئة وبجنازة عادية جدا تستلم عائلة اللواء (الشهيد) والدها الذي وافته المنية بصورة مفاجأة وبجلطة دماغية (وهو الذي لم يكن يعاني لا مشكلة في القلب ولا في ضغط الدم) .

هذه حالة واحدة من عـــــدة حالات شملت موظفين وكذلك مدراء بل طالت حتى الســـــياسيين انفسهم ومن الخصوم والمعارضين والمنافسين .

وقد يتساءل البعض كيف يتم ذلك ؟! في الحقيقة لا شيء مستبعد في هذا الزمن مع وجود مركبات كيمياوية ترفع ضغط الدم بصورة اعتيادية جدا حتى لا يتضح اثرها في اثناء تشريح الجثث للموتى .

وخصوصا تلك المقاربة في البنية والتركيب لمادة الصوديوم التي تدخل في الكثير من المواد الغذائية وملح الطعام ومرورا بالبوتاسيوم .

ولو قمنا باجراء قراءة للتاريخ نجد ان استخدام السموم في التخلص والقضاء على الاعداء ليس بالامر الجديد ابدا حيث انه مستخدم حتى قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام .

وتطور استخدام السموم حتى اصبحت سلاحا فتاكا تستخدمها الجيوش لابادة الاعداء .

حيث تمَّ اكتشاف السم في العهود الغابرة من الزمن وقد استخدمته القبائل والحضارات القديمة كأداة للصيد لتسريع إماتة الفريسة أو العدو والتأكد من ذلك.

وهكذا بدأ هذا الاستعمال بالتطور فقام البشر القدماء بصناعة أسلحة مصممة خصيصاً لزيادة فاعلية السم. وفي فترة متأخرة من التاريخ وفي عهد الإمبراطورية الرومانية خصوصاً استُعمل السم بشكل واسع لتنفيذ عمليات الاغتيال .

وردت الإشارة إلى حادثة تسميم على شكل وجبة عشاء أو في مشروب في حدود عام 331  قبل الميلاد ثم أصبح هذا الفعل شائعاً فيما بعد.

وقد سُجلت ظاهرة التسميم بالمواد المميتة في كل الطبقات الاجتماعية حتى طبقة النبلاء فقد كانوا يستخدمون هذه الطريقة للتخلص من غير المرغوب بهم من معارضيهم السياسيين أو الاقتصاديين .

وفي القرون الوسطى كان السم هو الطريقة الشائعة للقتل.

وقد يكون سبب ذلك ظهور الكثير من طرق العلاج بالسموم في تلك الفترة .

وهذا ما ساهم في توفر السموم وإتاحتها وجعلها في متناول اليد فدكاكين العطارين كانت تبيع مختلف الأعشاب الطبية وهذه الدكاكين كانت مفتوحة للجميع وهكذا فاستخدم السم لأغراض القتل والشر بعد أن كان المفروض استعماله للعلاج والشفاء من بعض الأمراض.

وفي نفس الفترة تقريباً قام العرب في الشرق الأوسط بتطوير سم الزرنيخ الذي هو سم شفاف وعديم الرائحة الأمر الذي صعّب اكتشاف السم كثيراً. ولا يزال هذا (السم الوبائي) منتشراً في بعض الأجزاء من قارة آسيا إلى يومنا هذا.

اما اقرب تاريخ لاستخدام السموم كان استخدام النازيين لـ(السيانيد) في عملية الانتحار والقتل .

و في اواخر القرن العشرين أُستُخدمت اعداداً متزايدة من منتجات الحياة اليومية التي تبُت أنها عبارة عن مواد سامة.

يكمن خطر الإصابة بالتسمم بشكل أكبر في الوقت الحاضر في عامل التعرض لحادث عرضي حيث يتم تناول السم بشكل غير مقصود او عن طريق الخطأ .

ما يهمني الان بعد هذا استعراض السريع لتاريخ استخدام السموم هو لماذا تقوم هذه الجهات باللجوء لهذه الطريقة في اغتيال الطرف المنافس او العدو .

في ايام حكم النظام السابق كان يتم اعتقال الطرف المنافس او العدو ومن ثم انزال العقوبة عليه (بمحكمة او من دون محكمة) تتناسب مع حجم الفعل الذي قام به ومدى سخط النظام او الحاكم علية ومنها طبعا الاعدام بكافة طرقة .

طبعا كل هذه الاجراءت ستعني ان النظام سيكون له اعداء ومنافسون جدد و اناس متضررون ستظهر شكوى تضررهم ولو بعد حين ومهما طال الزمن .

أما اليوم فان هناك اغتيالات وليس اغتيالاً ولكن بطريقة هادئة لا تثير شكاً ولا جلبة تاكل رجال العراق ولا تجعل احداً يحمل مظلومية ولا تضرر بسبب عدم وجود دليل .

لك الله ياعراق و ياشعب العراق .