الاصلاحات العراقية في العيون الاميركية |
هل ان مشكلة العراق كدولة ونظام سياسي وتحديات اقتصادية وامنية متصاعدة وغيرها من مشاكل وتحديات متنامية تتوقف معالجتها على حكومة التكنوقراط؟وهل باتت حكومة التكنوقراط المزعومة هي الحل المثالي والعصا السحرية التي ستحل كل مشاكل العراق؟ ام ان مشكلة العراق الحقيقية هي جملة مشاكل بنيوية في اصل نظامه السياسي وسوء ممارسة لقواه السياسية الدائرة في فلكه والمقسمة لكعكته!.ما عادت صيغة الحكم العراقية الحالية التي قامت على اسس التوافق الاثنو طائفي والقومي والسياسي صالحة فقد استنفذت كامل مقوماتها وشعاراتها وبات صمودها امام متغيرات الواقع وافرازات الميدان وتصاعد التحديات من غير الممكن وصارت الحاجة ملحة لبلورة صيغة حكم جديدة تستوعب كل هذه المتغيرات والمستجدات وتطوي صفحة المحاصصة المدمرة التي استنزفت البلد وشعبهومقدراته وتعيد قراءة التجربة العراقية وتعمل بقوة وجدية على تصحيح مسارها ولن تتمكن ادوات المحاصصة من القيام بهذه المهمة الصعبة ولن تنجح الا في اعادة تدوير هذا الواقع وانتاج صيغ جديدة في عناوينها متشابهة في مضامينها بل يبدو الامر بحاجة الى حوار وطني شامل وحقيقي.الواقع العراقي واقع متداخل تلعب فيه بعض القوى الاقليمية والدولية وبالذات الولايات المتحدة الاميركية مهندسة وراعية عمليته السياسية الهجينة تلعب فيه دورا كبيرا ومؤثرا ولا يمكن للقوى العراقية الانفراد في اللعب في ساحتها المحلية رغم كل محاولات الحراك والضجيج التي اثارتها خلال الاسابيع الماضية فالتغيير الحقيقي المنفرد بحاجة الى فاعل كبير يمارس فعلا سياسيا كبيرا يجذب الاغلبية الساحقة من العراقيين وقواهم الحية ويدفعهم للوقوف بجانبه وهو امر غير وارد حاليا ما ولد قناعة بضرورة وجود توافق ضمني غير معلن بين القوى الفاعلة والمؤثرة الاقليمية والدوليةلإيجاد صيغة تجمع القوى العراقية على حد ادنى من التوافق وتسيير عجلة العملية السياسية على الاقل للأشهر القليلة القادمة كونها جزء من منطقة يراد تسكين ملفاتها وتبريد ساحاتها بعد سنوات من الاشتعال الشامل والمتنقل.تحاول واشنطن ان تكون اللاعب الابرز وتمارس خلف الستار دورا فاعلا رغم المزاحمة الايرانية وتوسع النفوذ السعودي فضلا عن التركي في الداخل العراقي فقد تحدثت بعض التسريبات عن دعم واشنطن لمجموعة من مرشحي حكومة التكنوقراط التي قدمها رئيس الوزراء العراقي في مظروف مغلق الى رئيس البرلمان ودعمها لقائمة بديلة ايضا في حال فشل تمرير اسماء الكابينةالوزارية الاولى هذا الدور وان لم يتضح اعلاميا الا بعد زيارة المبعوث الرئاسي بريت ماكغورك تهيئة لزيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اكد على مجموعة اولويات في زيارته مؤخرا ولقائه بصناع القرار السياسي العراقي اهمها دعم السيد العبادي في عملية اصلاح مزعوم يضمن تمثيل المكونات السياسية العراقية وتسكين الملف السياسي العراقي وتخفيف درجةحرارته الى ادنى حد قبل ارتفاع درجة حرارة الصيف التي ستنعكس عليها حتما مع بقاء ازمة الكهرباء واعطاء الميدان ومعركة تطهير الموصل الأولوية الاهم فالانتخابات الاميركية قادمة والديمقراطيون بحاجة الى تحقيق انجاز ميداني قبل نهاية ولاية اوباما يمكن ان يرفع من اسهم مرشحتهم هيلاري كلينتون. |