المخدرات والمسكرات |
نشرت قبل ايام عن حالات ضبط قوات الامن العراقية مجموعة من المواطنين وبحوزتهم مواد مخدرة سواء كانت على شكل حبوب او مواد مخدرة مصنعه هذا الامر دفعني الى ان اكتب هذا البحث في هذا الموضوع ان المواد المخدرة لها خاصية لانها تؤثر على الجهاز العضوي والنفسي للفرد وتكون من العوامل البيولوجيه الهامة المهيمنه للسلوك الاجرامي ولاتقتصر خطورة هذه المواد على من يتعاطاها وحده بل تمتد ايضا” الى الجيل اللاحق فيضعف من اوجه نشاطه ويودي الى اخلاله النفسي ويجعله معتمدا” على المادة المخدرة وان المتعاطي يعاني من ضعف عام في الوظائف النفسية والجسمية ويزل الى مهاوي البطالة والتشرد وان المتعاطي تظهر عليه عوامل الخمول التام وعدم الارتياح والتثاؤب مع التعرق وجريان انفه كما في حالة الزكام وتدمع عيونه وتزداد حالة الهيجان لديه ويتوسع بؤبؤ العين ويبرد جلده ويقف شعره وتقوم عضلاته بالحركة اللاارادية مع الرعشه وتنتاب تقلصات فجائية ولايستطيع السيطرة عليها ويكون مصحوبا” ذلك بالم شديد ويتوقف عن تناول الطعام ويصيبه القى مع الاسهال الشديد وفقدان النوم وترتفع درجة حرارة جسمه مع سرعة النبض هذه الحالات تكون عندما يتوقف المتعاطي عن التناول مدة 12 ساعة لعد ذهبت بعض الدول الاوربية حديثا” على السماح ببيع جزء مقنن من المواد المخدرة وفق ومواصفات معينه لان مكافحة هذه الظاهرة اصبح من العسير خصوصا” ان المخدرات لاتقتصر في تعاطيها على الفقراء بل ان كبار الاغنياء يتعاطونها ولنا في كثير من الفنانين والفنانات العرب والاجانب دخلوا مصحات خاصة لمعالجتهم من الادمان وعند مراجعة التاريخ العربي نجد ان العرب قد اطلقوا اسم الحشيش على نبات القنب لكونها نباتا” بريا” وشجيراته الحقيقية قصيرة السيقان فتبدو كالحشيش الذي ينموا في البرية لدرجة انه يصعب تمييز نبات القنب عن الحشيش وهناك رأي يذهب الى ان تسمية القنب في اللغة العربية بالحشيش قد جاءت من باب التنكيل والتحقير وذلك بتشبيه هذه الجماعة بالحيوانات التي تاكل الحشيش ( مع تحفظي راي الشخصي على ذلك لان كثيرا” من كبار الشعراء والادباء والفلاسفة قد تناولوا المخدرات ) وترتع فيه وهذا ممايدل على المستوى الواطئ للذين كانوا يتعاطون تناول هذا النبات وذهب اخرون الى ان كلمة الحشيش مشتقه من كلمة شيش بمعنى فرح ونجد ان العرب قبل الاسلام لم يعرفوا المخدرات ولم يستعملوها واستمر الحال بعد الاسلام حيث ان الشريعه لم تتطرق الى حكم المخدرات وحتى العصر العباسي حيث بدأ انتشار الحشيش في البلاد الاسلامية وخاصة” في شمال العراق وانتقل الى مصر فشمال افريقيا ومن المرجح ان سبب اتنشار الحشيش في البلاد الاسلامية يعود الى التوسع والاتنصارات الحربية التي حققتها الامبراطورية الاسلامية مما ادى الى اختلاط العرب بالاعاجم الذين سبقوا العرب في استعمال القنب ويلاحظ ان اول من ذكر الحشيش في كتب التاريخ الاسلامي يعود الى القرن الحادي عشر عندما قام رجل يدعى حسن الصباح محمد بانشاء دويلة قرب بحر قزوين وجعل مقره على قمة جبل واطلق عليه حصن الموت او عش النسر وقد استغل هذا الرجل اتباعه حيث كان يسقيهم شراباً يضع فيه الحشيش ويوهمهم بان ذلك من شراب الجنه مستغلا” سذاجتهم حتى اذا شربوا هذا الشراب اصبحوا قساة القلوب لايهابون شيئا” ويقومون بارتكاب افظع الجرائم وقد اطلق على هؤلاء الجماعة اسم الحشاشين وعند زيارتي الى القاهرة جلست في مقهئ كتبت على لاقته مقهئ الحاششين وهي مقهى راق ويجلس فيها كلا الجنسين ولم اشاهد احدا” يتعاطى فيها المخدرات ويصف كتاب صيني قديم ان الطبيب هوا الذي عاش عام 220م اذا كانت العله كامنه في اجزاء الجسم بحيث لاتفسح المجال لآستخدام الابره او الكي او السوائل فان الطبيب كان يعطي المريض مستحظر القنب فيفقد الشعور ويحس كانه كان سكرانا” او فاقد الحياة خلال بضعة دقائق وعندما يقوم الطبيب بالعملية الجراحية اللازمة كالبتر او البعض او الاستئصال ثم يرتق الانسجه ويضع المراهم وبعد مضي ايام او اشهر يجد المريض نفسه قد تعافى بدون ان يشعر باي الم خلال العملية وتنمو نبتت القنب في الاجواء الدافئه او المعتدلة وطولها يتراوح بين 3 الى 10 ادام او اكثر والاوراق تكون طويلة ضيقه ومرشرشه وتتجمع على شكل مروحي وكل مروحه لها من الى 7 اوراق ويكون لها ثلاثه فقط اوتحتوي على 15 ورقه والاوراق لامعه ولزجه وسطحها العلوي مغطى بشعيرات قصيرة وللحصول على المادة المخدرة من النباتات تقطف الاوراق والقمم النامية والسطح العلوي للورقه اثناء فترة تزهير النبات وتبلغ قوة فاعلية الافراز 10 اضعاف فاعلية الاوراق ونلاحظ ان هناك عوامل عدة في قوة المخدر مقل نوع النبات والظروف الجوية للبلاد التي زرع فيها وطريقة زراعته والوسائل التي اتبعت في تجهيزه وتخزينه وطول مدة التخزين ان المخدرات انواع منها الافيون الذي يتعاطى عن طريق التدخين او الاكل او الشرب او الحقن على هيئة مستخلص سائل وتاريخيا” وجد ان السومريين عرفوا الافيون واستعملوه في 115 عقارا” لمعالجة كثير من الامراض السارية ونبات الافيون يزرع ويكون ارتفاعه من 2 الى 4 اقدام وينتج ازهارا” ذات اربعة قد تكون بيضاء او قرمزية او حمراء او بنفسجية او ارجوانية ولكن اللون الاكثر انتشارا” هو اللون الابيض واوراقها تكون طويلة ناعمة خضراء وللنبات رأس اوكبسولة ذات استدارة غير منتظمه وتبدو بيضاوية الشكل من القمة الى قاعتها ويتراوح حجمها عند النضج بين حجم الجوزه وحجم البرتقالة الصغيرة ولها حلقة غير منتظمة عند قمتها وتحتوي على بذور النبات ويستخرج الافيون الخام بجرح الكبسولات حيث يفرز منها افراز له شكل الحليب وعملية الجرح تتم بعد 10 ايام من سقوط النبات وعندما يجف الافراز يتحول الى اللون البني ويبدى بالتماسك وبعد ذلك يجمع ومنذ ان تشكلت الحكومة العراقية واخذا” بما جرى عليه العالم فقد شرعت القانون رقم 12 لسنة 1933 منع بموجبه زراعة الافيون والحشيش وهو اول قانون يصدر في العراق الذي منع زراعة الحشيشة الهندي وخشخاش الافيون واورد هذا القانون عقوبات ا=على زراعة هذه المادة التي كانت تسمى سابقا” ( خشخاش الافيون بابا فرصوفي فريوم ) كما صدرت قوانين عام 1938 بالقانون رقم 44 وقد حصر هذا القانون صنع واستيراد وتصدير المواد المخدرة بالحكومة ولايجوز حيازة اي مادة مخدرة لغير الاطباء واطباء الاسنان والبياطرة والصيادلة الابامر خاص وحدد الكمية التي يحد الاحتفاض بها ومسك سجلات كيفية التصرف بها وهذا السجل خاضع للرقابة والتفتيش وقد صدر قانون المخدرات رقم 68 لسنة 1965 وقانون العقاقير الخطرة والمخدرة وتعديلاته وحرم هذا القانون زراعة نبات القنب ونبات خشخاش الافيون وحبة الكوكا ونبات القات ومنذ عام 1968 صدرت قوانين حددت وشددت العقوبات حتى وصلت الى الاعدام في حالة المتاجرة واعتبر ان الضروف المشددة في تنفيذ العقوبة حالة العود او يكون المتهم من افراد القوات المسلحة او مستخدما” فيها او يعمل معها وتكون العقوبة السجن المؤبد او السجن لمدة 10 سنوات وهناك نوع اخر من المخدر يسمى القات ويسمى ايضا” الشاي العربي او الشاي الحبشي او الشاي الافريقي ويكثر زراعته في اليمن وحضر موت وعدن واول اشارة الى القات يعود الى سنة 1237 م في مخطوط فريد في كتاب لمؤلفه نجيب السمرقندي ويصفه بان القات يؤدي الى الانتعاش او النشوه او الفرح اما الادمان على المشروبات الكحولية او تعاطيها عند الشباب والمراهقين مشكلة خطيرة جدا” في كثير من بلدان العالم ومشكلة الادمان على الكحول تكاد تكون عالمية اما مشكلة الادمان على المخدرات فتختلف من بلد الى اخر كما تتفاوت في الحجم والخطوره ومن غير المعقول ان يقال هناك بلد في العالم منيع من هذه العدوى ان جميع بلدان العالم عرضه لان تقع في نفس المشكلة ان لم تكن لديها مشكلة بالفعل لناخذ مثلا” بلد السويد هذه البلاد لم تكون تعرف مشكلة المخدرات وفجاة” وفي السنوات الاخيرة برزت هذه المأساة وتبين انها خطيرة جدا وصعبة الحل واود ان اتطرق الى التبغ او التدخين لانني في راي اعتبره عادة ذميمة وتاذي صحة الفرد والمجتمع ان التدخين لم يكن معروفا” حتى عام 1492 م عندما احضر كرستوف كولومبوس من جزر البهاما وشاع انتشار التبغ في اوربا وجميع العالم واننا نجد منذ القدم شاع حرق البخور وكان الطبيب او قراط يوصي المرضى باستنشاق الدخان للشفاء من الربو وقد حورب التدخين من قبل ناس لهم مكانة في المجتمع كذلك البابا حرم التدخين وكذلك قياصرة الروس امروا بقطع انوف المدخنين وعاقب سلاطين الاتراك المدخن بالسجن والتعذيب ومع ذلك انتشر التدخين ولايزال ينتشر وان النيكوتين مادة سامة وان المدخن الذي يستهلك علبتين سكائر يوميا” من النوع العادي يمتص جســـمه مجموع 100 ملغ من النيكوتين اثناء النـــــــــهار وان 60 ملغ من النيكوتين تكفي لقتل الانسان فكيف لايتسمم الجسم من النيكوتين هناك سببان يحولان دون تسمم الجسم اولا” ان الجسم يتخلص من النيكوتين بطريقة ما على الفور بعد امتصاصه تماما” وثانيا” ان المدخن المدمن تنشأ فيه قابلية عظيمة لاحتمال النيكوتين ومع ذلك فرغم صدور قرار بمنع التدخين في دول كثير الان ان التدخين انتشر وسينتشر لعدم وجود معالجات مدروسة لمكافحة التدخين . |