ثوب الدخان

 

تعلمنا الحياة كل يوم درسا جديدا علنا نستفيد منه في قادم الايام وبعض الناس تسطر لنا الاحداث التي تعلق في اذهاننا لمواجهة امور الدنيا فنسمع من هنا وهناك حكايات تكاد تكون اقرب منها للخيال لكن ما اجزم به ان اغلبها معاشة كتلك القصة التي سأسردها لكم في مقالي هذا عن امرأة عراقية عاشت بعفة لتموت بشرف مرتديتاً ثوباً من الدخان لستر جسدها حتى اللحظة الاخيرة ضاربةً اروع صور الشرف.

فكان ثوب الشرف دخانا تلك هي حكاية امرأة عراقية تعمل كمدرسة في احدى مدارس البصرة صادفها انفجار نتيجة عمل ارهابي وهي تقود سيارتها الى مكان عملها فاحترقت سيارتها هذا ما يرويه لنا احد الاشخاص ممن حضروا لإنقاذ الجرحى واخلاء القتلى من مكان الحادث فيقول انتبهت الى احدى السيارات وهي تحترق لم اميز من بداخلها سواء كان ذكر ام انثى وخلال تلك اللحظات الرهيبة ناديت على احد رجال الشرطة طالباً منه انقاذ هذا الشخص واخراجه من السيارة وفي تلك الاثناء انفتح باب السيارة واذا بها امرأة ثلاثينية العمر التهمت النار ثيابها فنزلت من السيارة تحاول ان تستر جسدها لكن لم تستطع لان ثيابها كانت قد اكلتها النيران, فاذا بها تعود راكبةً سيارتها المحترقة قسماً بالله صرت اصرخ كالمجنون انقذوها … انقذوها لكن سرعان ما اختفت بين كثافة الدخان ولهيب النار في السيارة وعندما وصل اليها رجال الشرطة وجدوها محترقة وقد فارقت الحياة فانهار كل من كان في مكان الحادث بالبكاء ضابط الشرطة يلطم على وجهه ويصيح يا اختي تسترين روحك بالموت .

نعم انها المدرسة الفاضلة رحمها الله اختارت ان تستر جسدها بثوب الدخان والنار على ان لا تنكشف للقاصي والداني اختارت ان تموت بعفة واباء وان تلبس ثوب الشرف مهما كانت قساوته وان كلفها حياتها ضاربةً لنا دروساً بالمبادئ التي يجب ان لا نتنازل عنها رغم كل شيء ومهما حدث .

تلك المرأة العراقية والكثير من امثالها هم من يحملون المبادئ السامية التي تلهمنا العبر والمواعظ ونرجو من الله ان يحذو حذوها الجميع في عفتها وطهارتها التي لم تفارقها حتى النهاية .