أنا والحزب الشيوعي (3) |
الماركسية كنظرية وفكر مقبولة من قبل بعض خصومها ، الذي غير مسموح به هو اللينينية، بل حتى البعض يتباهى بها حينما يصف نفسه ماركسيا (انا ماركسي وليست شيوعيا) هذا ما يذكره الكثير من المثقفين والكتاب ، وقد يقصد به بأنه غير منتمي للحزب الشيوعي كتنظيم لكنه يحمل افكار (شيوعية) اما الحزب الشيوعي فهو يرى في هذا القول او الموقف صفة برجوازي (صغير) لذلك كانت بيانات الحزب الشيوعي تصر على ذكر العبارة التالية (النظرية الماركسية اللينينية) واحيانا يضاف اليها (الستالينية)، ماركس كان مفكرا ثوريا أما لينين فكان ثوريا ماركسيا ،استطاع ان يضع النظرية الماركسية قيد التطبيق ويطورها لتكون ملائمة لدولة مثل روسيا القيصرية ،روسيا التي كانت يطلق عليها (سجن الشعوب) استطاع لينين ان يجعلها (قبلة الاحرار) وهو نجح في ذلك لأنه لن ياخذ الماركسية بحذافيرها بل هو احيانا لن يلتزم بتعاليمها وسار بعكس مبادئها ليقود الثورة الشيوعية في بلد غير متطور صناعيا في حين كان يعتقد ماركس بأن الثورة الشيوعية ستكون في دول اوربا المتطورة رأسماليا (انكلترا- المانيا)،في الدول العربية وكذلك بالعراق كان الحكام يمارسون منتهى القسوة مع الشيوعيين لكنهم يغظون النظر عن الشخصيات الماركسية ،وكأنهم لا يرون خطورة من افكار ماركس بل الخطورة تكمن في الافكار الثورية عند لينين! السياسي لا بد أن يكون له أتجاه ،والاتجاهات التي كانت متوفرة في سبيعينات القرن الماضي هي (اليسار ) و( اليمين)،وهذان المصطلحان جاءا من نتاج الثورة الفرنسية ،فالنواب الذين يجلسون على اليسار كانوا يؤيدون الجمهورية والعلمانية بينما من يجلس من النواب على اليمين فهم ضد الجمهورية والعلمانية ! ولا زال الى هذا اليوم في البرلمان الفرنسي يجلس النواب الشيوعيون والاشتراكيون على اليسار ! اليسار كان في حينها مفخرة ،ويحتكر الحزب الشيوعي هذا الاتجاه وهو وحده من يعطي توصيفا لبعض الحركات والاحزاب كونها قريبة او بعيدة عن هذا الاتجاه (الثوري) اما أحزاب (اليمين ) فهي لا تعترف بأنها احزاب رجعية او ليست تقدمية بل قد تعترف بأنها أحزاب (محافظة) وكان يدخل في هذا الاتجاه –الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية والاحزاب والحركات القومية- ومن ضمنها حزب (البعث) ولكن الحزب الشيوعي كان له تفسير خاص في تركيبة الاحزاب القومية من ضمنها حزب البعث ،فكان يدعي بأن في حزب البعث (جناحان) احدهما يساري والاخر يميني ،وقد يكون استمد هذا التقسيم من المفكر (أحمد عباس صالح) حينما قسم الاسلام الى اليسار والمتمثل بالامام علي وأبوذر الغفاري بينما يمثل أعداؤهم اليمين الاسلامي! وقد يكون هذا التصنيف من باب أن الامام علي وأصحابه كانوا مع الفقراء المسلمين ضد المسلمين الأغنياء ! فهل هذا يوصلنا الى أن كل فقير هو يساري وكل غني هو يميني؟! ولكن في اليسار وفي الحزب الشيوعي ايضا هناك اولاد الاغنياء والبرجوازيون ،قالوا لنا (هذا أنسلخ من طبقته) و(أنتمى الى فكر الطبقة العاملة) أذن اليسار موقف فكري وليس أنتماء طبقي، وما ان يختلف احد من هؤلاء مع الحزب الشيوعي حتى يخرجون الملف الطبقي لهذا المنحرف ويقولون عنه (رجع الى اصله الطبقي البرجوازي) او (هو لايمكن ان يملك صلابة العمال وصمودهم) وكأن طيلة سنوات انتمائه للحزب ونضاله كانوا يضعونه تحت المراقبة لأثبات اخلاصه لمبادئ الحزب وطروحاته الفكرية. وكنت احتار كيف اجيب عن سؤال حبيبتي وهي تحاول ان تجعلني اترك الشيوعية لأن السير في هذا الاتجاه لا يوصل العراقي الا الى المعتقل او التصفية الجسدية وفي احسن الاحوال حرمانه من فرص الرفاهية الاقتصادية التي كانت توفرها السلطة للبعثيين اكثر من المستقلين وتحرم منها الشيوعيين! سؤالها (هل انت عامل؟ هل عائلتك فقيرة ، تعاني من الجوع،وتتألم من شدة البرد في الشتاء ،ومن حر الصيف؟ الاتملكون بيتا؟ وراتبا محترما؟ مالك ومال الشيوعية؟ انه ليس طريقكم فلماذا تسيرون فيه وتتحملون عواقبه؟ اسئلة لها ما يبررها من فتاة تفكر بالارتباط بشاب عليه ان يوفر لها الاستقرار الاقتصادي والامان الاجتماعي ،لا ان تراه مفصولا من العمل،ومطاردا او معتقلا او يأتيها خبر أعدامه بتهمة ملفقة! لكنني كنت اجيبها قائلا(بالعكس نحن لما نملك من وعي طبقي واحساس صادق وثقافة استطعنا ان نتخلى عن أنانية الطبقة التي ننتمي اليها لنقف مع الحق ،مع الطبقة الاكثر ثورية وتقدمية ،ونعمل من أجل انتصار الاشتراكية وتحقيق العدالة الاجتماعية) وأضيف بكل حماس(أنت ستكونين في أمان معي،فنحن نظرتنا الى امرأة نظرة أنسانية ونؤمن بالمساواة ونحترم تفكيرها ولا نخونها او نتزوج عليها ،نحن نعتز بالنساء ودورهم في الحياة السياسية والاجتماعية ،فالام والاخت والبنت وموقفنا منهن هو مقياس التقدمية للعنصر الشيوعي) واكمل( انك ترتبطين بأنسان أختار ان يكون مع الشرفاء) |