الشعب العراقي مرتاح

 

هذا ما يقوله بعض المسؤولين والسياسيين وقادة البلد ولا أدري هل أصاب هؤلاء العمى حتى باتوا لا يرون ماذا حل ويحل بالشعب من كوارث ومآس ومصائب  كل يوم أم أصابهم الصمم فهم لا يسمعون صيحاته واستغاثاته منهم ومن جرائمهم وسرقاتهم  وفشلهم وفسادهم الذي أزكم الأنوف سواء من خلال وسائل الإعلام ومن خلال التظاهرات الصاخبة التي تخرج كل جمعة وفي جميع محافظات العراق أو من خلال الاعتصامات تندد بهم وبسياستهم وفشلهم وفسادهم وتطلب منهم ترك مناصبهم وتشكيل حكومة وطنية تتولى إنقاذ البلاد من الدمار الذي حل به بسببهم و محاسبة كل الفاسدين والفاشلين وسراق المال العام والخونة من السياسيين والمسؤولين  الذين سرقوا أموال الشعب ونهبوا ثروات الوطن  و باعوا شعبهم ووطنهم من أجل مصالح شخصية وحزبية وفئوية ضيقة والذين أوصلوا البلد الى حافة الهاوية , فهل أصبح هؤلاء السياسيون والمسؤولون  خارج التغطية  بعد أن تحصنوا بالمنطقة الخضراء ولا يعرفون ماذا يجري في هذا البلد وماذا يحل بهذا الشعب من ويلات ومآسي وكوارث .  ولا أدري من أين تأتي الراحة لهذا الشعب كما يقول هؤلاء المتغابون؟ هل من عشرات الشهداء من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي الذين يسقطون يومياً في سوح القتال بعد الخيانة العظمى للسياسيين الذين سلموا ثلث مساحة العراق لداعش ومعها الأسلحة والآليات والمعدات التي تقدر أثمانها بعشرات المليارات من الدولارات ؟ أم من الشهداء من المدنيين الأبرياء الذين يسقطون جراء العمليات الإرهابية والتفجيرات التي تحدث في شوارع المدن دون أن تتمكن أجهزتهم الأمنية من وضع حد لهذه العمليات وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم منها ؟ أم من عمليات الجريمة المنظمة كالسطو المسلح على المنازل والمحلات ومكاتب الصيرفة وعمليات والاغتيالات والخطف والقتل  والسلب التي أرعبت هذا الشعب ؟ أم من أكثر من ثلاثة ملايين من النازحين والمهجرين داخل الوطن بسبب داعش التي سيطرت على عدد من محافظاتنا ومدننا نتيجة لخيانة الفاشلين والفاسدين  من السياسيين والقادة الأمنيين فروعت الناس بجرائمها وأرغمتهم على النزوح عن مدنهم , ومثلهم من المهجرين خارج الوطن بسبب سياسات الإقصاء والتهميش والاعتقالات العشوائية  للأبرياء والاغتيالات والصراع الطائفي وبسبب البطالة والفقر والجوع ؟ أم من أكثر من ملوني أرملة وأربعة ملايين يتيم  لا يجدون من يعيلهم ؟ أم من سوء الخدمات وأبسطها الماء الصالح للشرب والكهرباء التي عجزت الحكومات المتعاقبة على تأمينها رغم مليارات الدولارات التي خصصت لها لكنها ذهبت الى جيوب السراق والفاسدين من السياسيين والمسؤولين ؟ أم من البطالة والمخدرات التي تنهش بشباب الوطن عماد الأمة وقادة المستقبل الذين ضاعوا بسبب السياسات الفاشلة لهؤلاء السياسيين وبسبب المحسوبية والمنسوبية والمحاصصة في التعيينات و في تقاسم المناصب والوظائف واستئثار الأحزاب والكتل وعوائل المسؤولين ومقربيهم على كل الوظائف في الدولة وعلى حساب الكفاءة والمهنية والاختصاص ؟ أم على أعداد الفقراء الذين تجاوزت نسبتهم 40% من عدد سكان العراق حيث يعيش أغلبهم في أوضاع إنسانية واجتماعية مؤلمة فبعظهم يعيش على النفايات وفي مكباتها وبعضهم يسكن العشوائيات أو ما يسمى بالحواسم في بلد يطفو على بحيرات من النفط ؟ أم من تفشي الأمراض خصوصاً السرطانية منها التي تفتك بالمواطنين أمام عجز تام من الحكومة في توفير المستشفيات التخصصية والأجهزة الحديثة والعلاجات اللازمة ؟أم من التذبذب في توفير مفردات البطاقة التموينية سلة الفقراء بسبب سرقة الأموال المخصصة لها من قبل السياسيين والمسؤولين وأحزابهم حتى أصبحت شبه ملغاة لأن الدولة لا تؤمن إلا مادة أو مادتين في أحسن الأحوال من المواد الغذائية الأساسية ؟ أم من تدمير الصناعة الوطنية وإغلاق أغلب المصانع والمعامل وتشريد عمالها وموظفيها لأسباب معروفة هي تدمير الاقتصاد الوطني وإنعاش اقتصاد بعض دول الجوار التي بات العراق يستورد منها كل شئ وبعشرات المليارات من الدولارات سنوياً ونفس الحال ينطبق على الزراعة التي دمرها الفاشلون والفاسدون  حتى أصبحنا نستورد الطماطة والخيار والفجل من جيراننا المبجلين الذين يتنعمون بملياراتنا من استيراد كل المواد الصناعية والزراعية منهم , أم على سرقة أموال الشعب وموازنات الدولة التي تقاسمها السراق والفاسدون من السياسيين والمسؤولين وهرًبوا أموالها خارج الوطن ؟ أم من تدمير العملية التربوية والتعليمية بكل مستوياتها وازدياد نسب الأمية الى أرقام مخيفة ؟ أم  من تسييس القضاء وغياب القانون والنظام فأصبحت العدالة في خبر كان ؟ أم من الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها بلدنا والتي تسببت في ارتفاع أسعار كل المواد الغذائية والأساسية مقابل تخفيض رواتب الموظفين والمتقاعدين وانعدام فرص العمل؟  فمن أين تأتي  الراحة والسعادة للشعب العراقي أيها السادة المسؤولين بعد كل هذا الخراب والدمار والبؤس والفقر والجوع والأمراض والبطالة والقتل والتفجيرات والتشريد والنزوح والحروب  يضاف إليها الضائقة المالية التي تهدد البلد . إن الراحة التي تتكلمون عنها هي راحتكم أنتم وأحزابكم وكتلكم وعوائلكم وحواشيكم بعد أن استأثرتم بكل المناصب في الحكومة والدولة  على مدى السنين الماضية وبعد أن سرقتم أموال الشعب وثروات الوطن وعقارات الدولة وأسستم إمبراطوريات اقتصادية  وشركات كبرى واشتريتم العمارات والفلل والعقارات الفخمة في دول العالم المختلفة وأودعتم ما سرقتموه من أموال الشعب في بنوك الدول الأجنبية فعن أي راحة للشعب تتكلمون أيها السادة ؟