أجيال تؤمن بالحق

 

 مع اقتراب نهاية العام الدراسي الذي حفل بالعطاء والتضحية والتميز من جميع المعلمين الذين فتحوا آفاق المستقبل امام اجيالنا التي نطمح ونعمل على ان تستمر برسالة صيانة وبناء الوطن مع نهاية كل عام دراسي تبرز مصاعب وتحديات تقليدية واخرى طارئة امام انجاز مهام المعلم والمدرسة وفق القانون قد يكون من اهم واصعب المهام امام الادارة المدرسية والمعلم وضع درجات السعي السنوي للطالب والتلميذ بعد ان تخضع للواقع التربوي السائد واستيعاب التلميذ ومشاركته ومقدار جهده وتطوره واجاباته السابقة على الاختبارات طوال فترة السنة الدراسية مع الاخذ بنظر الاعتبار الواقع الاسري والاجتماعي والنشاطات.

ومع كل هذا الحرص والتقدير ومنح الفرصة تلو الاخرى لأبنائنا تبرز مشكلة كبيرة بعد اعلان اسماء المشتركين في الامتحان الوزاري وتوزيع نتائج السعي السنوي للمراحل الاخرى حيث تمارس الضغوط الاجتماعية والطبقية والحـــــزبية ويفزع اولياء الامور الذين لم يتعرفوا على ادارة المدرسة طوال عدة اعــــــــوام وتساق الاعذار والمبررات وتنطلق الكلمات غير الواقعية في نفس الوقت كلها لأجل ان يخترق المدير والمعلم القانون ويعود ليغير في درجات الطالب والتلميذ ويصل الامر احياناً للتهديد واستغلال الموقع والمنصب الحكومي والرسمي والعشائري وتجد الادارة المدرسية وهواتف المدير والمعلمين لا تتوقـــــف واحياناً اخرى تدخل الجد والجدة وجيران الجيران.

متى نفهم اننا كأولياء امور واهل المجتمع ان في جميع محاولاتنا الفاشلة في اجبار المدير والمعلم على خرق القانون اننا نؤسس لجيل سنربيه على طريقة خاطئة في الوصول للأهداف اين كان ولي الامر طوال شهور من الجهد والمتابعة والصبر والاختبار واعلان النتائج والارسال بطلب ولي الامر وملاحظات المشرفين اين كان ولي الامر من كل هذا؟؟

ولماذ في هذا الوقت يطلب ان اساوي ابنه مع الطالب المجد والحريص والمثابر والمتفوق ليجلس الاثنان على مقعد الامتحان الوزاري سوية ان بعض الذين يمارسون الان الضغوط على الادارات يمارسون ويدعون للفساد وعدم المساواة وقتل العدالة ومن حق المربي الفاضل واغتيال جهوده طوال سنة دراسية كان اشد حرصاً من الاخرين على اداء الامانة وصيانة الواجب في اكمال المنهج وتدريس جميع مفرداته وتجده محترقاً حد الاشتعال من اجل وصول المادة بشكل سليم ومتابعة الطالب بإداء الواجب وانجاز الاختبار اليومي والشهري وتنفيذ التعليمات بدقة .

اننا نقول على الحكومة ووزارة التربية ايجاد السبل الكفيلة بحماية الادارات والمعلمين من كافة اشكال الضغوط وتوفير الجو الآمن والملائم لأداء رسالتهم وان لا يسمح لأي شخص بالتدخل والضغط بل يجب محاسبة ومعاقبة المتجاوزين كي نترك المعلم لاداء رسالته بكل امانة ونزاهة وشفافية ننشدها ونغني لها.

بارك الله بكل ادارة ومعلم لم يخضع ولم يتأثر بأي شكل من اشكال الممارسات الخاطئة من اجل نشر العدالة واعطاء كل ذي حق حقه دون ان نغبن حقوق المجتهدين فكما يقال لكل مجتهد ٍ نصيب وهذا عهدنا برجال العراق الامناء الواقفين دائماً في تربية الاجيال المؤمنة بالحق والانصاف.