تساؤلات عن دور واشنطن العسكري ومهام مقاتليها في العراق بعد مقتل جندي أميركي

 

كشف مقتل جندي بحرية أميركي بقاعدة سرية شمال العراق الدور المتنامي لمشاركة القوات الأميركية في الصراع القائم.

وتعرضت منصة قذائف عسكرية أميركية تضم 100 جندي بحرية، لقصف صاروخي الشهر الماضي شمال العراق، تسبب بمقتل رقيب، متأثراً بجراحه البالغة، وإصابة 8 منهم 3 أعيدوا لواشنطن.

وبعد الحادثة، بدأ الضغط على المسؤولين العسكريين للإفصاح عن سبب تواجد جنود للبحرية الأميركية في تلك القاعدة، وما هي الأدوار التي يقومون بها، وحجم القوات البرية التي تعمل حقيقة على الأراضي العراقية.

وعيّن الرقيب في الكتيبة الثانية، ضمن صفوف الفوج السادس من جنود البحرية، كوحدة خاصة تضم ما يقارب 2200 جندي من قوات البحرية الذين يتمركزون في ثلاث بارجات حربية في الخليج العربي، منذ تشرين ثاني الماضي، كقوة برية تعنى بمهام التدخل السريع، حال حدوث أزمات في المنطقة. 

وقبل عودة البوارج للشواطئ الأميركية بأسابيع تم جدولة خطة عودة جنود البحرية، إذ أصدر القادة العسكريون أمراً يقضي بتأسيس قاعدة حربية صغيرة، شمال العراق بهدف حماية ما يقارب 5 آلاف عنصر من القوات العراقية التي تعمل بمشورة قادة الحرب الأميركيين في قاعدة عسكرية أكبر  تدعى “كارا صور”. 

وفي الأسبوع الماضي، قال الناطق الرسمي باسم القوات الأميركية التي تقاتل داعش والمقيم في بغداد، العقيد ستيف وورين “تم اتخاذ قرار ارسال جنود البحرية إلى قاعدة المدفعية”.  لكن الإعلان التفصيلي أرجئ إلى حين “استكمال التنقلات في منطقة شديدة الخطورة وذات حساسية عسكرية”. ما اعتبره الأميركيون حسب صحيفة “ذا نيورك تايمز” انحرافاً عن الطريقة التي تعامل بها البيت الأبيض والبنتاغون بشأن عمليات مماثلة لنشر قوات حربية  في العراق على مدار العامين الماضيين، وذلك حينما أعلنا رسميا عن توقيت إرسال القوات البرية بما فيها قوات العمليات الخاصة إلى العراق بوضوح تام.

لكن المسؤولين في البيت الأبيض اعتبروا هذه الحركة جزءا من “مهمة تقديم المشورة والمساعدة” المصممة لتوفير الدعم والحماية للقوات العراقية التي تحارب أعضاء تنظيم “داعش”.

فيما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن الدولي إيميلي هورن، في رد للصحيفة “إن هذا الأمر يختلف تماماً عن المهمة القتالية مع قوات المناورة التي نشرناها قبلاً في العراق”.

في السياق ذاته، لم يشر أي مسؤول عسكري إلى نية مغادرة قاعدة “بيل” بل صرحوا أنه من المحتمل أن يتم تشييد قواعد مماثلة كلما اقتربت قوات الأمن العراقية من الموصل. 

وبعد أيام من الهجوم الذي استهدف القاعدة، تم تعديل تسمية القاعدة من “المدفعية” إلى “قاعدة كارا صور الدفاعية” بعد تبرير مصادر في البنتاغون “أن مصطلح (قاعدة مدفعية) كان غير مناسب، وأعطى انطباعاً أن قوات المارينز تشارك في أعمال قتالية فعلية ومباشرة”.

ووفق آخر تصريحات للبنتاغون: إن هنالك ما يقارب 5 آلاف جندي أميركي في العراق ما يعد رقماً أعلى من الذي وضعه البيت الأبيض العام الماضي والذي يحد من عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق إلى 3780 جنديا فقط. ولكن وفقاً للسياسات العسكرية التي تم وضعها بعد أحداث 11 أيلول 2001، لا يتم احتساب الجنود الذين يخططون لقضاء أقل من 4 أشهر في أي منطقة حربية.