ان يتفقد المسؤول المحافظات هذا شيء مستحسن على كل حال طالما انه تعبير عن الاحساس بابوية هذا المسؤول تجاه مواطني هذه المحافظات وشؤونهم ، لكن عندما يكون هذا التفقد يسير باتجاه اهداف ومصالح شخصية لصالح هذا المسؤول فان علامات الاستفهام والتعجب ستكثر امام سؤال ماذا يريد هذا المسؤول وماهي غايته من هذه الزيارات في هذا الوقت بالذات والذي يجزل فيه العطايا على طريقة الملوك المتغطرسين الذين لم يتعلموا شيئا في حياتهم سوى ان العطايا تشتري الذمم . تلك هي طريقة ملوك الغطرسة وهي الطريقة ذاتها التي يتبعها المالكي في زياراته التي تتكرر مع الانتخابات ، ولذلك لا نجد ثمة داعي لوضع علامة استفهام حول زيارة المالكي الدورية لانها زيارة مكشوفة فكلما اقتربت الانتخابات يحزم المالكي حقائبه ويتجول في المحافظات ليجزل في عطاياه شراءا للذمم ، الزيارة الاولى للمالكي كانت في الدورة الانتخابية السابقة وكانت مدار حديث الناس في كثرة العطايا ، وكأن لسان حاله يقول اشتروا ذممهم باموالهم ، واليوم تتكرر هذه الزيارة ولميسان بالذات التي يركز عليها بعطاياه وهي لا تتذكر منه سوى تصريحاته الشائنة بعودة البعث والتصالح معهم ، ربما ان زيارته الاولى كانت مثار اهتمام شريحة ربما كبيرة من الناس ، اما اليوم فهي مثار اهتمام شريحة ربما اكبر ولكن هذه المرة بطريقة اخرى توجزها عبارات يرددها كل من تصادفه في الطريق او تجالسه في مكتب او .... والعبارات هي ( الا يستحي المالكي من نفسه وهو يتبجح بهذه الزيارة بعد ان فرط بالدم العراقي والجنوبي بالذات الذي لاقى الحيف والظلم على ايدي حزب البعث الفاشي اصدقاء المالكي المقربين ، وبأي وجه يقابل المالكي الناس بعد المجازر الرهيبة التي حدثت في العاصمة بغداد بسب سياسة الاستبداد التي بدأت تطفح ورائحتها تزكم الانوف ). ان المالكي ديكتاتور وهذه قضية لم يعد يختلف عليها اثنان بعد ان كانت مثار اختلاف ولذلك فهو لم يشعر بهذه العبارات مرسومة على وجوه الناس لان زهوه بنفسه الذي يكبر مع هالة الحمايات والاجهزة الامنية التي تحيط به على طريقة المقبور صدام والتي لوكان قد وفرها لحماية البلاد لما حدثت سلسلة الانفجارات الرهيبة التي هزت العراق من الجنوب الى الشمال وهو مشغول بتلميع نفسه ، هذه الهالة سوف تجعله لايرى تلك الكراهية والندم على اختياره لهذا المنصب ، وذلك ما سوف يكتشفه المالكي بعد الانتخابات ، او لربما انه سوف لن يكتشف شيئا وسيظل يعيش اوهام العظمة وصنع الامجاد على طريقة الديكتاتوريات المقيتة . ان المالكي المأخوذ بهالة السلطة ربما لم يلاحظ في زيارته مدى التقدم الذي وصلت اليه ميسان بعد ان الت الامور الى التيار الذين اعتبرهم ومازال خصومه الذين يجب ازاحتهم وان الشارع العراقي في ميسان يعول كثيرا على هذا التيار ، ولا يحتاج المتابع الى قراءة ذكية ليعرف نتائج هذه الدورة والى من ستؤول ، فهل سيتحسر المالكي على هباته الكثيرة ام انه سيردد المثل الشعبي ( من لحم ثوره وطعمه ) ليرضي بذلك الانتفاخ الكاذب لذاته المتورمة التي لا تريد الاعتراف بان الحكاية انتهت . اعتقد ان المالكي من النوع الذي لا يريد هذا الاعتراف بذات الطريقة التي سار عليها المقبور صدام الذي لم يصدق انه ماثل امام محكمة عادلة وان حكايته انتهت والى الابد ..... فالى اي حد تمارس السلطة قدرتها في وضع الغشاوة على اعين مريديها ، هذا ليس سؤال بل اجابة تشير الا ان هذه الغشاوة تملك قدرة لا يمكن معرفتها لانها تعمي البصيرة بشتى وسائل العمى والذي اصاب صدام والمالكي ولربما غيره ممن يطمح للسلطة بنوايا الاستبداد والسيادة والتفرد كمميزات للديكتاتوريات في كل عصر.
|