الحقوق الضائعة من يعيدها ؟ |
سئمنا من كل شيء في شارع العراق,فلاشيء يوحي ان هناك تغييراً سيأتي ولو بعد حين من الزمن .جلست في مقهى بعد غياب أكثر من ثلاث سنوات بسبب الحادث الذي حصل لي وتسبب بعدم قدرتي على الاتزان والوقوف والكثير من الأصدقاء خاصة الأدباء يعرفون هذه القضية .الحوادث تأتي تباعا لاباس مادام الله هو الذي قدر ولطف ..سمعت في جلستهم وهم ثلاثة أشخاص يدور حديثهم عن السياسة والاصلاح وأمور أخرى .كان العراقيون أصبحوا كلهم سياسيين بالمناسبة أكثر شعب سياسي هو العراق ولكن الوحيد اقصد الشعب قراراته مستهلكة وتضحك عليها الحكومة كل يوم.انتبهت ان احدهم يعرفني .قال لي بصوت هادئ هااشلونه الشاعر.أجبته بهدوء الحمد لله على أي حال .بدا يسألني (وين هسه ادري بيك ضابط جيش قديم) قلت له هنا أشرت إلى شيء ما أظنه يشبه العراق السجن تتحنط الأحلام رعونة في القرارات تضخم وسخ بالتكتلات السياسية ولا احد يعي حجم الكارثة .كان يذكرني في سنوات خلت عندما كنت اعمل بإحد المطاعم بعد خروجي من الخدمة العسكرية وإحالتي الى التقاعد بسبب بتهمة نسجها لي من كنت أكل معهم على مائدة واحدة وليس لها أي مصداقية ..وهل بإمكاني ان أساعد العوائل للهروب لداخل إيران في ذلك الوقت ,لاادري لماذا يتعثر حظي دائما ..ولماذا أنا الذي أتطوع لأكون بديلا لأحد الإخوة الضباط كأمر سرية وقتها والذي منح إجازة زواج لمدة عشر أيام لأقع في مأزق كاد يطيح براسي في ذلك الوقت ..حين كان هناك عشرات المواطنين يعبرون لإيران بواسطة زوارق صيد عراقية وباجر رمزي ,كان السبب في ضياعي ..أعادني هذا الرجل للذاكرة التي لااريدها ان تعود لخريطة الظلم التي عشتها كم امقت هذا الزمن الذي استهلكني ,وقتها ذهبت لدائرة السجناء السياسيين أو المتضررين او المنحوسين ..وقتها كان الجواب أنت غير مشمول كون المادة التي حوكمت عليها غير مدونة عندنا ولانتعامل معها ..تذكرت وقتها أن احد الأشخاص كانت هوايته السرقة (وصدك ملت العالم منه)قد القي القبض عليه وقتها لكنه استطاع أن يدون اسمه في هذه المؤسسة ويأخذ حقوق غيره ..الزمن يتكرر ..لكن أكثر غليان وأكثر استخفاف بحقوق الآخرين ..الأفراح لاتمر على نافذة وجهي حقي معدم اذ ليس لدي حقوق في وطن خال من العدالة ..في اجتماع لكوكبة من الضباط كنت انظر باحتقار لنفسي ويشاهدوني بالعين الصغيرة ..هل يعقل وأنا في هذا العمر واحمل رتبة صغيرة ..كدت اصرخ بوجه الجميع اللعنة عليكم .انا ضابط حقيقي خريج الكلية العسكرية الدورة 74 لكنني كتمت شهقتي .كدت اسقط .أحسست ان هناك الماً بصدري في منطقة القلب .أنها الحسرة .أنها احتراق العراق بهذه الكوليرا السياسية ,صديقي الغالي وجيه عباس هاأنا اتالم من جديد.هاأنا كل يوم أموت بسيف الهم ,اعرف انك ستضحك علي تماما ,ستقول في سرك إننا بالكاد أعدناه لوظيفته ..ربما لان هويتي العراقية لم تكن كاملة وربما لم ادخل أي من الأحزاب السياسية التي أحرقت اليابس والأخضر لكن يكفي إنني عراقي مازلت انهض مبكرا لأصلي صلاة الصبح كل يوم وأمد كفي للسماء أقول ربي انتقم ممن سرق حقي ..ياصديقي سيعود العراق معافى ,ليضحك بوجهي من يريد ويستخف بي,ولكن شرفي الوحيد إنني عراقي ولن أبيع كرامتي أبدا.ابتسم ياصديقي ..ابتسم …هناك من يستحق أن نبكي عليهم ذات يوم ..اماانت ياصديقي الذي في المقهى .بسببك سوف لاادخلها ثانية كي لااحترق في تخوم الوجع ….لقد احترقت تماما ولكن انا على يقين إن هناك أزهاراً ستنبت ثانية بهذا الرماد الذي اتركه لاحقا
|