كتمان السر سبب النجاح

 

  ان كتمان السر من أقوى أسباب النجاح في الحياة ، وادوم لأحوال الصلاح، روي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أنه قال (استعينوا على حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود) وقال امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكرم الله وجهه : (سرك اسيرك فاذا تكلمت به صرت اسيره) ، وقال بعض الحكماء لابنه (يا بني كن جوادا بالمال في موضع الحق، ضنينا بالاسرار عن جميع الخلق ، فان احمد جواد الانسان لانفاق في وجه البر، والبخل بمكتوم السر) ، وقال بعض الادباء : (من كتم سره كان الخيار اليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه) وقال بعض الادباء : (ما أسرك ما كتمت سرك) ، وقال بعض الفصحاء : (مالم تعيبه الاضالع فهو مكشوف ضائع)

وكم من اظهار سر اراق دم صاحبه، ومنع من نيل مطالبه، ولو كتمه كان من سطوته آمنا، ومن عواقبه سالما، ولنجاح حوائجه راجيا.

وقال انو شروان : (من حصن سره ، فله بتحصينه خصلتان: الظفر بحاجته ، والسلامة من السطوات).

وإظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهاره سر نفسه، لانه يبوء باحدى وصمتين : الخيانة ان كان مؤتمنا او النميمة إن كان مستودعا، فاما الضرر فربما استويا فيه تفاضلا، فكلاهما مذموم ، وهو فيهما ملوم ، وفي الاسترسال بابداء السر دلائل على ثلاثة احوال مذمومة:

1- ضيق الصدر ، وقلة الصبر ، حتى لم يتسع لسر، ولم يقدر على صبر.

2- الغفلة عن تحرز العقلاء ، والسهو عن يقظة الاذكياء، وقد قال بعض الحكماء ( الفرد بسرك، ولا تودعه حازما فيزل ولا جاهلا فيخون).

3- ما ارتكبه من الغرر، واستعمله من الخطر فقد قال بعض الحكماء (سرك من دمك، فاذا تكلمت به فقد ارقته).

صفات أمين الأسرار

ومن صفات أمين الاسرار: أن يكون ذا عقل صاد، ودين حاجز ، ونصح مبذول ، وود موفور، وكتوما بالطبع، فان هذه أمور تمنع من الاذاعة : وتوجيه حفظ الأمانة ، فمن كملت فيه فهو عنقاء مغرب، وقيل في منثور الحكم (قلوب العقلاء حصون الاسرار، وليحذر صاحب السر أن يودع سره من يتطلع اليه ويؤثر الوقوف عليه، فان طالب الوديعه خائن) ، وقد قيل في منثور الحكم : (لاتنكح خاطب سرك) ، وقال صالح بن عبد القدوس:

لاتدع سرا الى طالبه

منك فالطالب للسر مذيع