البداية كانت حين باع ( الفلسطينيون ) اراضيهم و املاكهم لليهود و من ثم استنجدوا بالجيوش العربية لأسترجاع تلك الأملاك و الضيع اي انهم ارادوا ان يقبضوا الثمن مرتين فأخذت الحماسة و الأندفاع العربي مأخذهما و كان الجيش العراقي في مقدمة الجيوش العربية القادمة لأسترجاع الحقوق ( المغتصبة ) و الأراضي ( المنهوبة ) و ما زالت مقابر جنود الجيش العراقي منتشرة هناك و استمرت الحروب مع ( اسرائيل ) و كل تلك الحروب يكون الجيش العراقي اول الجيوش التي تصل ارض المعركة و تشارك بها بحماسة منقطعة النظير و بسالة نادرة الحدوث و ما كان من اولئك الذين هب الجيش العراقي لنجدتهم و الدفاع عنهم و لمرات عديدة ان يردوا ( الجميل ) بعدة مئات من الأنتحاريين الذين فجروا انفسهم وسط ابناء و احفاد اولئك الجنود البواسل الذين ما زالت قبورهم هناك شاهدة على التضحية و الأيثار و القتال بعيدآ عن الوطن و ليس دفاعآ عنه انما دفاعآ عن الآخرين .
اما الحرب التي شنها ( صدام حسين ) على ( ايران ) بدفع و تحريض من دول الخليج و انظمتها لدرء الخطر الأيراني المحدق و الذي يهددها بتصدير ( الثورة الأسلامية ) الى بلدانها و كانت المقولة الخليجية لصدام وقتها ( منا المال و منك الرجال ) ان يندفع في غمار حرب ضروس اتت على مئات الالاف من الضحايا و تدمير البنى الأقتصادية للعراق دفاعآ عن دول الخليج و مشايخها و اماراتها و التي هي كذلك ردت الجميل ( بأحسن منه ) فكان الحصار الخانق الذي شاركت فيه بكل قوة و فعالية و فيما بعد اصبحت دولها مقرآ و ممرآ للقوات الحليفة التي جاءت من كل دول العالم لأسقاط نظام ( صدام حسين ) و قد كان ذلك .
انها واحدة من تلك الحروب التي يقاتل فيها العراقيون بالوكالة عن الآخرين و ما ان قامت الثورة الشعبية و السلمية في سوريا ضد النظام القمعي الدكتاتوري هناك و التي رد عليها النظام بالنار و الحديد و القتل و هدم المدن و الأحياء على ساكنيها حتى كانت هناك في سوريا قوات من المتطوعين العراقيين للقتال و النزال دفاعآ عن نظام كان قبل فترة ليست بالطويلة يمرر الأسلحة و الأرهابيين لبلدهم بغية قتلهم و ابادة جنسهم و ذلك بحجة محاربة المحتل الأمريكي ناسيآ او متناسيآ المحتل الأسرائيلي لأراضيه و الذي لا تبعد سوى بضعة مئات من الأمتار .
اما الحرب التي يتمنى الجميع ان تكون الأخيرة في سلسلة الحروب التي يدافع فيها العراقيون عن غيرهم و كأنه ( كتب عليكم القتال ) و لكن الى ما لا نهاية هي التي تدور رحاها الآن في العراق دفاعآ هذه المرة عن العالم كله فالأرهاب الذي هو صنيعة الأفكار و المعتقدات الدينية القديمة و هو احد الأسلحة التي تستخدمها و تستفيد منها دوائر المخابرات و الشرطة السرية في مختلف دول العالم .
هنا تجمع كل مجرمي الدنيا و المكبوتين جنسيآ و اصحاب السوابق التائبين و التواقين الى الحياة الأخرى حيث النعيم الأبدي و المغفرة و الرضوان و الحياة الخالدة في تلك الجنائن التي تجري من تحتها الأنهار , جاوا من كل حدب و صوب مختلفي الأشكال و الألوان و الأجناس و اللغات لكنهم متوحدي الأهداف و الغايات و الأجندات فكان هذه المرة لا بد من الدفاع و الذهاب الى سوح الوغى التي اتى بها الغرباء و الأجانب و اشعلوا نارها هنا بعيدآ عن ديارهم و بيوتهم و مدنهم عسى ان لا تلسع تلك الشرار الملتهبة اهليهم و ذويهم فتصب جام غضبها و حممها على اناس في بلاد بعيدة فكان هذا البلد ( العراق ) من نصيب هؤلاء القتلة فكان لابد من قتالهم دفاعآ عن الوطن و بالضرورة دفع خطرهم الداهم عن العالم اجمع فهل قدر لهذا البلد ان يكون ساحة لمعارك الآخرين و حروبهم و ان يكون هو الجندي المجهول الذي لا قبر له و لا قرار ؟
|