البتلو والاشتراكية

في مجتمع مدينة الناصرية ومنذ تأسيسها اصبحت السياسة والانتماء الى احزابها والحديث عنها يُداف حتى في طبيخ الغموس.ومن هذا السفر الطويل في السياسة وتنوع مذاهبها هناك وجوه تمرست في العمل السياسي وعشقته ، وأوصلت البعض الى اعلى المناصب كما الحال مع ابنيّْ الناصرية ( صالح جبر وناجي طالب ) الذين صارا رئيسي وزراء ، الاول في العهد الملكي والثاني في زمن الجمهورية . ومعهم الكثير من الوزراء والقيادات المهمة في العديد من الاحزاب الاسلامية والعلمانية .
ومع هؤلاء تأتي الاغلبية من بسطاء الناس والفقراء كان يحسبها فرض المجبر ومسايرة للقمة العيش .
وأجمل ما يضحك في هذا الجانب أن انسانا لايقرأ ولايكتب وصاحب مزاج ونكتة يقولون له لقد اصبحت نصيرا في الحزب وعليك أن تحضر الاجتماع الحزبي كل اسبوع .
لا أدري إن كانت هذه الشخصية التي اتحدث عنها الآن حقيقية أو وهمية ، أو انها من بعض فكاهات العمل السياسي في الناصرية في فترة ما ، وهذا الانسان البسيط ربما لم يدخل مدرسة في حياته أو دخلها حد الرابع ابتدائي واسمه ( س ).
أعطوا ل( س )  درجة النصير وعليه ان يحضر مرتين اسبوعيا في المساء الى مدرسة قرطبة الابتدائية حيث يبدا الاجتماع في احدى الصفوف بعد نهاية الدوام المسائي بساعة ويستمر الى الساعة التاسعة او العاشرة ليلا.
ونتيجة لضجر ( س ) ورفاقه من الاجتماع الطويل قرروا ذات اليوم رفع الفيوزات من السيركت الرئيسي حتى تنطفئ الكهرباء ويلغى الاجتماع.
وما ان انطفئت الكهرباء وقف الجميع استعدادا للذهاب الى بيوتهم . حتى اخرج المسؤول شموعا من جيبه واشعلها وقال :لنكمل الاجتماع رفاق.
فرد عليه ( س ) :رفيقي سأذهب لاجلب صينية وياس ونسويها ليلة النبي زكريا.
ونفسه (س ) كان حاضرا في ندوة حزبية موسعة مع حشد كبير في ساحة اعدادية تجارة البنات الواقعة امقابل المستشفى الجمهوري في شارع الحبوبي عندما سأل من يدير الندوة وكان مسؤولا كبيرا : رفاق هل تعرفوا اين وصلت الاشتراكية في العراق.
ومن بين المئات نهض عبد دبيسان ليقول للمسؤول :رفيقي وصلت الى حد البتلو.
فساد الندوة الضحك والهرج والمرج .
غضب المسؤول ، وزمجر ، وحين عاد الى مقره الحزبي : كتب تقريرا يطالب فيه فصل  ( س )  من الحزب.