ثورة الفاسدين على الفساد |
لا يخفي على احد ان البرلممان العراقي مؤسسة متسترة على الفساد و لولا دعم البرلمان والكتل السياسية لما استطاع اللصوص و السراق الكبار من الاستمرار في نهب و سلب اموال و ثروات العراق كل هذا السنين العجاف بعد سقوط النظام والافلات من العقاب .ومن المعلوم انه نتيجة هذه الفساد الهائل اصيب كل مفاصل الدولة بالشلل وانعدمت الخدمات وتدهور كافة قطاعات الحياة وانتشر الفقر والبطالة والمرض وانعدم الامن و ظهر الارهاب ونتيجة لذلك سقط ثلث مساحة العراق بيد قوى الارهاب و خسر العراق الاف من ارواح ابنائه ومليارات الدولارات وانتشر العنف في كل ارجاء البلاد .ومن المعلوم ان معظم اعضاء البرلمان تابعين لكتل سياسية كبيرة كان لها دور كبير في انتشار الفساد وهدر اموال الميزانيات الضخمة وسرقتها طيلة كل هذه السنوات وسكت اعضاء البرلمان عن كل هذا لما يتمتعون به من امتيازات ورواتب خيالية لا يتمتع بها اي سياسي في العالم اضافة الي اموال اخرى تأتي من عمولات عن حصص في عقود ومقاولات من الوزارات وعمولات اخرى تأتي مقابل غلق ملفات فساد .وتغاضي و سكوت عن تجاوزات قانونية ومالية وعمولات من الدول الاقليمية المجاورة مقابل بيع المواقف والتصويت على امور معينة .كل هذه السنوات لم نرى اي عضو من اعضاء البرلمان يقف موقف صلب بوجه كل هذا الفساد والتجاوزات ويصرخ ويعلن الثورة ويعمل على ايقاف الكارثة التى وصلنا اليه ألان او يستقيل كأضعف الايمان .اذن هم يتحملون جزء كبير من المسؤلية فيما وصل اليه البلد الان من خراب وتدمير وتخلف نتيجة تمسكهم بمصالحهم الشخصية والركض وراء اموال الفساد و الصفقات المشبوهة وقضاء السفرات وصرف الاموال و شراء العقارات في عواصم العالم دون الاكتراث لما يحصل للبلد والشعب المسكين .الان ماذا يحصل عندما يعتصم عدد كبير من هؤلا في مبنى البرلمان ويثورون وينتفضون ضد الفساد هل هي صحوة ضمير متأخرة جاءت بعد فوات ألاوان ام احساس بالخطر وتوقع مرحلة جديدة من التغيرات وخوفهم من المحاسبة لذا يعملون على ركوب الموجة وتبيض صفحاتهم استباقا لما هو قادم من احداث .الغريب في ألامر ان كبار الفاسدين الذين كان لهم دور كبير في استنزاف البلد وسرقة ثرواته والذين وصلوا العراق الى هذا المنحدر الخطير وتسببوا في قتل وتشريد الملايين صعدوا الي منصات واصبحوا من دعاة الاصلاح والقضاة علي الفساد فيا ترى هل يستطيع الشعب بعد كل هذا العثور علي الفاسدين ومحاسبتهم وهل يبدأ مرحلة جديدة من التغيير و يستطيع الشعب التمييز بيم من هو مخلص وصادق ومن هو سارق و فاقد للشرف والوطنية . |